طالبان تزيد من مخاوف النساء الأفغانيات بشأن فقدان الحريات
- قلق متواصل من النساء والفتيات بسبب قيود طالبان المتشددة
- الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى يتحدثون عن حقوق النساء
- 18 دولة توقع على بيان يعبر عن قلق عالمي من حرية التعليم والتنقل والعمل بأفغانستان
- تزايد محاولات النساء الأفغانيات للخروج من البلاد بعد مجئ طالبان
تتزايد مخاوف الأفغان بعد سقوط البلاد في يد طالبان، حيث تعبر كثير من النساء الأفغانيات عن قلقهم من قمع للحريات ينتظرهم في ظل حكم متشدد ينوي قادة طالبان فرضه.
و أعلن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في بيان أنهما “قلقان جدًا” بشأن وضع النساء والفتيات مرأة في أفغانستان.
وجاء في النصّ الذي وقعت عليه أيضاً 18 دولة أخرى “نحن قلقون للغاية على النساء والفتيات في أفغانستان، حيال حقوقهنّ في التعليم والعمل وحرية التنقل”.
فيما قالت منظمة اليونيسكو “نحن قلقون خصوصا من تأثير الصراع على النساء والفتيات، التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان وضروري لممارسة حقوق الإنسان الأخرى ولتنمية أفغانستان”.
أخبار الآن استطلعت آراء الأفغانيات حول رؤيتهم للوضع الحالي للبلاد، حيث قالت سارة ” طالبة أفغانية” إن الحياة أصبحت صعبة مع شعور دائم لدى النساء بالقلق، رغم إصرارهن على العيش.
وتتابع قائلة لمراسل أخبار الآن: ” أقطن في كابول، وعلى سبيل المثال، في السنوات الـ 22 الفائتة ذقنا طعم الحرية، أما الآن عندما رأينا طالبان تبسط سلطتها من جديد، انتابنا القلق بأنهم سيسلبوننا حريتنا”.
وفي ظل الحالة الضبابية التي تسود أفغانستان حاليا، إلا أن المخاوف تبقى واضحة، فلا تفاؤل لدى الأفغان وتحديدا النساء بشأن الحريات التي ستسلب منهم.
ويعد الحرمان من العمل والتعليم أو الالتزام بزي محدد، أكثر ما يؤرق النساء الأفغانيات حاليا، حيث تقول سارة: “نود العيش في هذا البلد ولكن الأمر صعب، أنا طالبة وأود أن أكمل تعليمي وأن أعمل مع الناس وأخدم شعبي، أما الآن، نعتقد أن طالبان لن تسمح لنا بالعمل كما في السابق”.
وتعبر عدد من الأفغانيات عن عدم رضاهم بشأن إجبارهن على التقيد بزي محدد أو العقاب، حيث تقول سارة: “لم أكن محجبة، لكني أصبحت كذلك الآن، نحن فقدنا حريتنا، في السابق كنا أحرار وننعم بالراحة، أما الآن فنخاف من طالبان، أعلم أن طالبان تقول إن هذه دولة إسلامية ويجب أن نتبع قواعد الإسلام، ولكننا في القرن الـ 21 وهذا الأمر صعب ويجب أن يترك للاختيار وليس الإجبار”.
كما تتزايد مخاوف من أن يتم معاملة النساء بطريقة مهينة كما السبايا، وهي الطريقة التي يتبعها أغلب الجماعات المتشددة، وبهذا المبدأ تقول الطالبة الأفغانية: “هذه الأمور التي تدفعنا لمغادرة أفغانستان، وإن أردنا البقاء هنا فربما قد تعطينا طالبان نحن البنات لأبنائهم، هذه مخاوفنا في أفغانستان”.
وتتابع قائلة: “أنا أضج بالمشاعر ولست على ما يرام منذ أيام، بلدي غير صالح بالنسبة لي وهذا شعور سيء، ويزداد الشعور سوءًا عندما أرى الناس يتركون البلد، من سيبقى هنا في أفغانستان؟”.
محاولات صعبة للتعايش
ورغم حالة الإحباط المنتشرة، يبقى لدى بعض الأفغانيات شعورا بالأمل في العيش داخل بلادهم بصورة طبيعية رغم انتهاكات طالبان، وهذا ما تؤكده سارة التي تشير إلى آمالها وغيرها في أن تحسن طالبان التصرف مع الناس، حتى وإن كان لديهم قوانينهم الخاصة، ولكن يجب أن يسمحوا للنساء بالعمل، فهن نصف المجتمع على حد وصفها.
وخلال فترة حكم طالبان الأولى حُظرت الألعاب الرياضية والموسيقى والتصوير والتلفزيون، وفرض حدّ قطع اليد على اللصوص وأعدم المدانون بالقتل في الساحات العامة، كذلك مُنعت النساء من الخروج من دون محرم ومن العمل، والفتيات من الذهاب إلى المدرسة.
ومن المقرر أن يعقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي الجمعة بهدف “الإبقاء على تنسيق وثيق ومناقشة مقاربة مشتركة حول أفغانستان”.
كما حذرت منظمة الصحة العالمية من توقف المساعدات الصحية والإنسانية إلى أفغانستان مشيرة إلى استمرار الهجمات على المرافق الصحية.