أخبار الآن | إربد – الأردن (عبد الحي الأحمد)

لم يثنيه طول أمد اللجوء السوري في الأردن عن تقديم خِدماته الطبية للسويين مجاناً على مدار ثمانية سنوات. ما الذي دفع الطبيب الأردني جمال الخطيب إلى القيام بهذه المبادرة؟.

أن تكون طبيباً فالأمر يتعدى عنواناً فخماً لحياة مهنية ومكانة اجتماعية، ويتجاوز كونه مئزراً أبيض، فإنسانية هذه المهنة كما يقال هي نصف العلاج. 

في أحد أزقة السوق المركزي لمدينة إربد شمال الأردن , تقع هذه العيادة التي تُفتح صباح كل يوم وتغلق مع خروج آخر المرضى. 

قد يكون الغريب في الأمر أن معظم المراجعين هم من السوريين , لكن لا غرابة في ذلك عندما تعلم أنهم يتلقون العلاج مجاناً .

يقول الدكتور جمال الخطيب عن اللحظات الأولى التي إتخذ فيها قرار المعالجة المجانية “هي حقيقة بدأت من عند أول مريض زارني في العيادة بـ2011, عندما بدأت عملية اللجوء إلى الأردن , زارني أول مريض وجلس أمامي على كرسي المعالجة, بثواني أخذت القرار فوراً وإستمريت بهذا.

الموقف, القضية لم تخضع لأي شيء آخر أبداً , ببساطة جداً , وجدت أنه من الواجب علي أن أقدم شيء”. 

الدكتور جمال الخطيب الإخصائي في طب العيون وجراحتها كان قد شرع بفتح أبواب عيادته المتواضعة منذ اللحظات الأولى التي بدأت فيها أفواج السوريين بالدخول إلى بلاده طلباً للأمان. 

مرت ثمانية أعوام على قرارٍ, يقول الخطيبإنه ينبُع من مبدأ جبران الخاطر تِجاه سوريا التي درس وتخرج منها.

يتابع الخطيب كلامه قائلاً “نحن إذا ما قدمنا شيء نقدم جزء بسيط من سداد الدين الأدبي والأخلاقي وليس المادي , أدبي وأخلاقي , لذلك هذه الخطوة التي إتخذتها , أنا أعتقد حالي من الإنسجام مع الذات إبتدائاً”.

أكهلت الحرب في سوريا عيون الهاربين من جحيمها , وأتعبت الدموع التي ذرفت على البلاد أنفس أصحابها قبل أن يتوجهوا للعلاج هنا , علاج هو أقرب ما يمكن وصفه “بيد إمتدت لتقول لستم لوحدكم تتألمون”. 
 

المزيد:

 

طلبة أردنيون يطورون مركبة تعمل بالطاقة الشمسية