أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (أحمد أمين)

تسببت الحرب القاسية التي تعيشها سورية بتوقف التعليم في المناطق الخارجة عن سيطرة الأسد، ودفعت كثيرا من المعلمين إلى الهجرة والهروب من جحيمها.

وبسبب استهداف المدارس من قبل قوات النظام، بات الأهالي يتخوفون من إرسال أبنائهم للتعلم، وذلك نظراً لما يهدد حياتهم من خطر.

لا يخفى على أحد ما يعانيه أطفال سوريا جراء الحرب القاسية، التي تعيشها البلاد منذ ست سنوات، فالفترة المذكورة هبطت بالمستوى العلمي للبلاد إلى الحد الأدنى، بعدما كانت تملك واحداً من أعلى معدلات الإلتحاق بالمدارس الإبتدائية في الوطن العربي قبل 2011.

ولعل تدمير المدارس وقتل بعض كوادرها وهجرة بعض المعلمين، من أهم الأسباب التي انعكست على جيل الأطفال من عمر 6 سنوات إلى سن الثالثة عشر، وكانت كفيلةً بوأد أحلام وحقوق الأطفال بالتعلم.

محمد الحسين-مدير مدرسة: أنا أعمل مدير مدرسة في ريف إدلب و لدينا 310 طلاب فيها، و هنالك رقم كبير، يتجاوز ستين طالباً و بما أكثر، هؤلاء منقطعون عن التعليم بشكل كامل.

في إحدى قرى جبل الزاوية إلتقينا بأسرة الطفل بشير، الذي فقد ذراعه اليمنى بقصف جوي لدى عودته من المدرسة، فتركت تلك الحادثة أثراً نفسيا على بشير وأسرته، التي تعاني من الحالة التي وصل إليها، إذ تنتابه إختلاجات ليلية، فضلاً عن عدم قدرته على النطق بشكل سليم، و هذا ما دفع والده للإستعاضة عن المدرسة بتعليمه في المنزل.

أبو بشير-مواطن سوري: بشير يعاني من أزمة نفسيو بين رفاقه و في المنزل، و هنالك مشاكل لديه جراء قصف الطائرة له، و بات الآن بحاجة لمن بتدريبه على إمساك القلم بيده اليسرى، و كأنه خلق من جديد في هذه الدنيا.

أما أبو أمجد، فقد قرر عدم إرسال إبنه إلى المدرسة خوفاً من القصف الذي يطال المدارس بإستمرار، واختار إرسال إبنه الذي يبلغ 12 عاماً لتعلم حرفةٍ يدويةٍ، بدلاً من المغامرة وإرساله إلى المدرسة.

أبو أمجد-مواطن سوري: ثمة خوف لدي و لدى إبني حيال الذهاب للمدرسة، لذلك هو قرر عدم الذهاب إليها و أنا أيضاً بات القلق نديمي في الليل، و لهذا السبب قررت إبعاده عن المدرسة.

وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 47 طفلاً قتلتهم الطائرات أثناء تواجدهم بالمدارس منذ بداية 2017، بينما دمرت الطائرات نحو 5000 مدرسة، ومركزا تعليميا.

الستاند: بينما يستمر النزاع في سوريا، حارما المزيد من الأطفال من حقهم في التعليم، تذهب أحلامهم و فرصهم المستقبلية، أدراج الرياح.

ففي يوم ما، سيكون طريق إعادة البناء في سوريا طويلاً و وجود شعب متعلم هو أكثر ما تحتاجه البلاد لشق هذا الطريق.

"جيل ضائع"، هي أنسب تسمية لما يمر به أطفال سوريا بسبب الحرب و مفرزاتها.

 

اقرأ أيضا:
مئات القتلى للاسد وحزب الله وإيران في درعا

المعارضة المسلحة تحبط 31 محاولة تقدم لقوات الأسد في الغوطة الشرقية