اخبار الان | إدلب – سوريا (مصطفى الخلف)

لم تمنع غاراتُ الطائراتِ الروسية ونظام ِالأسد سكانَ القرى المحررة حديثا، من اعادة بناءِ منازلهم التي دُمرت بفعل القصف الممنهج، ولكن الفقرَ وغيابَ دور ِالمنظمات الدولية عنهم جعلهم يستخدمون ما توفره الأرضُ من طين وقش، لإعادة الإعمار.

معاناة السكان هنا لم تنته ِ بتهجيرهم من قراهم ومنازلهم قسراً  لفترة دامت أربع سنوات. احمد احد سكان ريف ابو الظهور والد لخمسة أطفال  عاد الى قريته بعد طول انتظار فوجدها ركاما ووجد بيته قد سويّ في الارض وهو يحلم أن يرى بيته قائما مرة أخرى، ومثله الكثير من سكان المنطقة لجأوا الى الاعتماد على انفسهم لبناء مادمرته آلة الحرب فبدأوا باستخدام ماتوفره البيئة المحلية من الطين والقش وماتبقى من ركام المنازل.

يقول أحمد المنصور أحد أهالي ريف إدلب: "عدنا بعد تحرير المطار الى قريتنا فوجدناها غير قابلة للسكن فقمنا بمجهودنا الفردي ببناء غرف طينية دون أن يساعدنا احد ومع قدوم فصل الشتاء يوجد معاناة كبيرة بسبب الامطار والرياح".

عشرات البيوت في قرية تل سلمو المجاورة لمطار ابو الظهور العسكري سويّت في الارض وذلك بعد أن فجرتها قوات النظام التي كانت متواجدة في المطار قبل أن تسيطر المعارضة على المنطقة ، الغارات الجوية دمرت هي الأخرى الكثير من المنازل والبنى التحتية فوجد السكان أنفسهم أمام تحديات كبيرة قد لا يتمكنون من مواجهتها بمفردهم .

من جانبه يقول حسن الخليف عضو المجلس المحلي لإدلب: "بدأت المعاناة في ابو الظهور منذ اندلاع الثورة و أثناء تواجد المطار العسكري الذي تسبب بدمار كبير في البنى التحتية و دمار في منازل السكان ايضا وفي احصائية اولية هناك مايقارب حوالي ٨٠٠ منزل مدمر في البلدة ناهيك عن المنازل المهدمة جزئياً".

ليس بمقدور السكان أن ينهضوا بكل هذه الأعباء دفعة واحدة ، و لا يلتفت أحد لمساعدتهم على تجاوز محنة الدمار كما تجاوزوا محنة وجود جيش النظام في منطقتهم ، وإذا كانت رحى الحرب قد توقفت هنا فهي ماتزال  تطحن الكثير من المدن والقرى وهي بالتأكيد تلقي بظلالها على كل سوريا.

بعد رحلةِ نزوحٍ ناهزت ثلاثَ سنواتٍ مضت لسكانِ المنطقةِ هنا عادوا ليجِدوا منازِلَهم رُكاماً ولكن لا سبيلَ لهم الى أن يستخدموا الطينَ ليعدوا بناءَها في ظلِ غيابِ المنظماتِ الدولية والدعم الدولي.

اقرأ ايضا:

مطالبات دولية بالتحقيق بقصف المدرسة في إدلب

تعليق عمل المدارس في إدلب تخوفا من مجازر جديدة