أخبار الآن | ريف دمشق- سوريا – (جواد العربيني)
بالرَغم من الحرب والحصار اللذين يعصفان بريف دمشق، يأبى اصحاب المهن والحرف الدمشقية القديمة التخلي عنها على الرَغم من قلةِ الطلب على منتجاتهم مثل التحف والألبسة الشامية وغيرها، والتي -كما يقولون- تعد جزءًا من حياتهم وتراثهم وليست مجرد وسيلة للعيش. التفاصيل في سياق تقرير مراسلنا جواد العربيني.
هنا غوطة دمشق بوجهها الآخر الذي يبرز ما تبقى من جمال دمرته حرب الأسد وحصاره. بيت دمشقي يأسرك بسحر ما يحتويه من كنوز .. كل قطعة فيه تحاكي حقبة من الزمن. قد تظن للحظات أنك في أحد المتاحف، لكنه ليس سوى منزل من مئات المنازل والمحال الدمشقية العريقة.
هذه التحف لطالما حملها السياح وهم عائدون من زيارة دمشق وريفها، وبالرغم من تبدل الظروف وصعوبتها، لا تزال هذه المهن القديمة تجري في دماء أجيال تمتهنها وتعتز بها.
يقول أبو خالد صاحب محل لبيع التحف هذه المهنة ورثناها عن ابنائنا التي ورثوها عن اجدادنا وسنورثها لأبنائنا.
ببراعة وخبرة، يحيك أبو رياح الألبسة الشامية القديمة، التي ورث أسرار صنعها عن والده وجده .. إذ إنه وبالرغم من حصار النظام للغوطة بريف دمشق، لم يفكر بتغيير حرفته، كما فعل كثيرون غيره، بعدما قل الطلب على تلك الألبسة التي كان يعتمد في بيعها على السياح بالدرجة الاولى.
يقول صاحب محل لحياكة الألبسة الشامية القديمة ابو رياح: :هذه المصلحة مصلحة الاجداد والاباء اقوم بحياكة الالبسة العربية صدرية وشروال وطاقية انا الآن في سن الخامسة والاربعين اتذكر انني منذ ان كنت طفل كنت اعمل بهذه المصلحة، الشغل خفيف كثيرا لكن لااستطيع ترك هذه المهنة لانها تجري بدمي".
انقطاع الكهرباء أعاد الحياة لصناعة المقشات اليدوية التي يحترفها أبو نادر منذ نعومة أظفاره، وعلى الرغم من قلة الطلب على ما يصنعه، الا أنه لم يفكر في حرفة أخرى.
يقول ابو نادر صاحب محل لصناعة المقشات: "المصلحة التي لاتغني بتستر وهذه المصلحة تسترني بحياتي رغم ان هذه المصلحة بعيون الاخرين ليست عريقة لكنها قديمة وعائلتي تعمل بها منذ ثمانين سنة".
الحرب التي يشنها نظام الأسد على السوريين أجبرت كثيرا من أصحاب المهن الحديثة على تركها، بينما بقي أصحاب الحرف والمهن العريقة متمسكين بها لأنها تعد جوزءا من إرثهم الثقافي والحضاري.