أخبار الآن | أورفا – تركيا (عماد كركص)

حوالي أربعين يوماً مضت على فقدان الحاج حمادي الحبيب أبو حمزة لإبنه خالد، الذي عُثر عليه في  شاحنة الموت الشهيرة التي كانت تقل مهاجرين من بينهم سوريون داخل الحدود النمساوية. 
فخالد الذي شق طريقه من أورفة التركية اتجاه أوربا بحثاً عن حياة أفضل في رحلة الهروب من الموت، بعدما هجرته البراميل المتفجرة والصواريخ عن مدينته دير الزور.لا يزال ذويه بإنتظار دفن إبنهم، مراسلنا عماد كركص زار منزل العائلة وأعد لنا التقرير التالي. 

الحاج حمادي بدأ حديثه لأخبار الآن، بالتعريف عن إبنه خالد بالقول : أن فقيده من مواليد 1994 حصل على الشهادة الثانوية عام 2012 وكان ينوي دراسة العلوم السياسية، إلى أن النزوح مع أهله واللجوء إلى تركيا منعه من إكمال مشواره الدارسي . 

وأضاف أبو حمزة :" ولدي لم يكن لديه رغبة بالسفر إلى أننا أنا ووالدته رغبنا بذلك لكي يتمكن من شق طريق جديد في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها سواء داخل بلادنا أو في بلد اللجوء، وأقنعناه بأن يذهب ويكمل دراسته في أوربا،  وأمنا له مبلغ من المال بصعوبة وأعطيناه إياه لكي يتمكن من السفر.

وانطلق خالد مع (غروب ) يضم عدد من أولاد منطقتنا (دير الزور ) في تاريخ 12 – 8-2015 وقطع تركيا وصربيا والمجر وكان في هذه المحطات دائم التواصل معنا حتى تاريخ 25 – 8- 2015 مساء انقطع الاتصال، وبعدها بيومين علمنا بخبر شاحنة الموت النمساوية مركونة على قارعة الطريق في النمسا وفيها 71 جثة لمهاجرين". 

ويتابع الحاج حمادي : "إحساس الأب لدي قال لي أن إبني كان من بين ضحايا الشاحنة، رغم أنني لم أتأكد إلا بعد 25 يوم من الحادثة عن طريق أقارب لنا في النمسا تواصلوا مع الشرطة النمساوية وأخبروهم بخبر وفاة ولدي ، وبعد ذلك أخبرتني الشرطة النمساوية عن طريق مترجم تابع لهم بوفاة خالد.

وكان قريب آخر لي في ألمانيا دائم التواصل مع الشرطة النمساوية، حتى أرسلو له ما يملكه خالد من ثبوتيات ، صورة الهوية – صورة الجواز – مصحف صغير كان بحوزته – هاتف محمول –  وخاتم أخذه مني كتذكار كوني لم أكن موجود في المنزل حين غادر ". ينقطع الحاج حمادي هنا عن الكلام متأثراً عندما يمر على هذا التفصيل. 

ويضيف : "إلى حد الآن جثة ولدي لم تدفن، علماً أن البوليس النمساوي اتصل بنا، لكي يذهب أحد من ذويه ويجري فحص الحمض النووي في السفارة النمساوية في تركيا، وأنا أرسلت أحد أشقائه إلى السفارة، ومنذ أربعة أيام هو موجود أمام السفارة ولم يدخلوه إليها حتى". 

وختم الحاج حمادي مناشداً من يعنيهم الأمر : "أريد معرفة سبب وفاة ولدي ، من أي جهة وكيف توفي، وهل يعقل أن 71 إنسان يوضعون في شاحنة لا يزيد اتساعها عن أربعة أمتار طولاً، ومترين عرضاً !؟ ".