اخبار الآن | اربيل – اقليم كردستان
رحلة بحث النازحين العراقيين عن الأمن أجبرتهم على العيش ضمن اوضاع اقتصادية صعبه، فعدد النازحين الكبير يقابله قلة المدارس، اجبر الأطفال على التغيب عن مقاعد الدراسة في مرحلة عمرية صغيرة، و هذا بدأ يثير مخاوف الجهات الرسمية من ان تدفعهم الحاجة والفراغ للإلتحاق بالمجموعات الارهابية مثل تنظيم داعش .
في مشهد طبيعي لا تخلو منه شوارع اقليم كردستان بات من المعتاد ان يتجول الاطفال النازحين من مختلف مناطق العراق التي تشهد معارك مع تنظيم داعش الارهابي مثل محافظات نينوى و الأنبار و صلاح الدين و ديالى إبان سيطرة داعش عليها الصيف الماضي.
تجول الاطفال في هذه الشوارع يدل بكل الاشكال على انهم خارج مقاعد الدراسة التي حرموا منها لتبرز هنا مخاوف الجهات المعنية في الاقليم من دخول خطر انضمام الاطفال بحالهم الصعب الى احضان تنظيم داعش الارهابي.
ضياء بطرس صليوة، رئيس الهيئة المستقلة لحقوق الانسان في اقليم كردستان العراق يقول "عدم ذهاب الطلبة الى الدراسة، وعدم وجود مدارس و هيئات دراسية ، سيؤدي الى عدة نقاط سلبية أهمها الوضع النفسي حيث سيسوء جدا ، بسبب انه لا يعرف ماذا يفعل خاصة عندما يخرج الى الشارع، و يرى بعض الطلبة يمتطون سياراتهم للذهاب الى المدرسة، فيحقد عليهم وربما سيتوجه الي امور اخرى، و قبول بعض المغريات مثل التوجه لتنفيذ الاعمال العدوانية و يصبح ارهابيا".
وتشكل الظروف الاقتصادية لعائلات الاطفال ونقص اعداد المدارس عاملا هاما في هذا الحال المتردي ودخولهم الى المستقبل المجهول الذي بات الهاجس الوحيد لدى الطلبة النازحيين الذي إضطروا إلى ترك مناطقهم.
محمد مبارك، احد ممثلي الطلبة النازحيين يقول "بعد النكسة التي حدثت في المحافظات المنكوبة و بعد التهجير، يعاني الطلبة من تركهم لمقاعد الدراسة، هناك نقص كبير في المدارس و الجامعات و لا يوجد بديل، بسسب النزوح اضطر الطلبة الى العمل لكسب لقمة العيش".
عبدالرزاق سعد، احد اطفال مخيم هرشم للنازحيين العراقيين يقول "الأطفال لا يذهبون الى المدارس لماذا، لماذا المدارس، لا الصف الأول ولا الثاني و الثالث لا احد يذهب الى المدرسة لماذا ؟ وضعنا سيء ، انا افتح الدكان من الساعة الخماسة صباحا اغلى منتصف الليل و اذهب للعمل بعدها في البيت ، انا كنت في سنجار في الصف الخامس، و هنا راحت علي السنة الدراسية ".
وتجد السلطات الحكومية والمنظمات الدولية صعوبة في استيعاب كل هذه الاعداد الهائلة وتوفير مقاعد دراسية بسبب توافد اعداد كبيره من العائلات واطفالهم الى مناطق الاقليم التي تستوعب اعداد تفوق القدره الاستيعابية في المخيمات وسائر المناطق.
ينضم إلينا من بغداد عبر الاقمار الصناعية نايف حسن مدير عام وزارة التربية والتعليم.