أخبار الآن | دوما – ريف دمشق (جواد العربيني)

تعاني المشافي الميدانية في المناطق المنكوبة من وضع ينذر بكارثة إنسانية في ظل غياب المعدات الأساسية واللوازم الطبية للتعقيم وإسعاف الجرحى، ويزيد من صعوبة ومأساوية الوضع العدد الهائل من الجرحى الذين تستقبلهم المشافي بشكل مستمر بسبب المجازر اليومية التي يرتكبها نظام الأسد بحق أهالي المناطق المحاصرة في ريف دمشق، مزيد من التفاصيل عن معاناة المشافي في مدينة دوما المحاصرة في تقرير مراسلنا جواد العربيني. 

بألمٍ ووجعْ يصرخُ هذا الطفلْ، بُعيد إصابتِهِ في انفجارِ صاروخٍ أطلقهُ النظامُ على السوقِ التي يَبيعُ فيها بعضَ الخضراواتِ في مدينةِ دوما بريفِ دمشق. دقائقُ قليلةٌ تُمضيها في هذا المشفى الميداني كفيلةٌ بأنْ ترصدَ خلالَها عشراتِ القصصِ كقصةِ هذا الطفل، والتي تتلخصُ بقتلِ شعبٍ يبحثُ عن قوتِ يومهِ في أسواقِ الموت.

في مشافي دوما الميدانيةْ تُجرى العملياتُ من دونِ سريرٍ ولا تخديرٍ للمريض، أو حتى تعقيمٍ للمشفى، فالحصارُ والحملةُ العنيفةُ التي يَشنُها النظام، جعلتْ من المستحيلِ استيعابُ أعدادٍ كبيرةٍ من الجرحى في ظلِ استنفادِ معظمِ المستلزماتِ الطبية.

في نقطةِ الاستشفاءِ هذه، سيستيقظ ُهشام وشقيقُه يوسف، ليجدا نفسيهِما مصابانِ بحروقٍ في الوجهِ ومن دونِ أُسرة، فهُما الناجيانِ الوحيدانِ من صاروخٍ قتل أهلَهما وأحرق منزِلَهما، اما غفرانْ فستُكملُ حياتَها من دونِ ساقْ، بعدَ أن فقدتْها إثرِ إنهيارِ منزلِها، وخروجِها بأعجوبةِ من تحتِ الأنقاض.

من الحدود السورية التركية معنا الدكتور فارس الدومي مدير المكتب الطبي الموحد لمدينة دوما سابقا.