اخبار الآن | باريس – فرنسا – (نبيل شوفان)

تُعرض في شوارع مدينة باريس الفرنسية للمرة الأولى صور تجسد معاناة السوريين وتأرشِفُ مشاعرهم على مدى السنوات الأربع الماضية من عمر الثورة.  الصور التي إلتقطها المصور السوري مظفر سلمان تُعرض بتنظيم من بيت الصحفيين المنفيين في باريس بالتعاون مع بلدية المدينة على مدى الشهور الأربعة القادمة. المزيد في سياق التقرير التالي. 

حلب نقطة الصفر هو عنوان معرض المصور السوري مظفر سلمان في بيت الصحفيين المنفيين في باريس مظفر الذي عمل مع رويترز واسوشيتد برس وحاز على جوائز عدة قبل وبعد الثورة السورية يقول عن جدارياته الخالية من أي تعليقات أنها تلخص قصص ثقوب جدران البيوت التي جمعت ولأول مرة منذ أربعين سنة السوريين.

يقول مظفر السلمان المصور السوري: "من يرى الصور لن يلتزم بالسياق الذي وضعته ولكن كما تعلم هناك من يحضر الى هنا وقد يكون بعيدا عما يحصل لذلك وجب إخباره بصراعنا من أجل الحرية. بعد أربع سنوات العالم كله يرسل الأسلحة للنظام ولداعش واللاجئ السوري يقتله البرد والمقاتل الذي يقاتل من اجل حريته بعد أن اضطر لحمل السلاح لا يملك سوى بضع رصاصات في سلاحه هنا تتحول النقطة صفر في حلب إلى النقطة صفر في ضمير البشرية".

لم يطلب مظفر من الحضور الوقوف دقيقة صمت على أرواح الضحايا فالصمت هو من قتلهم حسب ما يقول النخب الفرنسية الحاضرة بكثافة صدمت بالتناقضات التي تحويها الصور بين الحرب والحب والسلاح والدفتر والصحافة والفن.

من جانبه يقول كريستيان إبوانو مدير الدار وصحفي في التلفزيون الفرنسي: "عندما اندلعت الثورة السورية وقفنا كلنا معها ثم أتت داعش ثم قال البعض ان بشار الأسد هو من سينقذنا بشار الأسد مجرم وقاتل حسب ما تقول الصور وكذلك داعش الإرهابية هذا امر مؤسف ان نكون بين هذين الخيارين السيئين. في فرنسا يؤكد هذا المعرض على حرية الكتابة والتصوير والرسم انا صحفي واليوم فرنسا امام تحد مع ذاتها هناك سؤال مطروح هل على الصحفيين أن يقتلوا لأنهم ينقلون الحقيقة الجواب هو لا طبعا".

تقول فلورانس المتطوعة الفرنسية في بيت الصحفيين: "أنا من شمال فرنسا وأعرف ماذا تعني الحرب هذه الصور التي أتت من سوريا خلال الحرب تذكرني بأجدادي الذي عاشوا مثلها، أنا حزينة أتمنى أن تنتهي هذه الحرب قريبا".

توزعت الصور داخل البيت وخارجه واجتمعت على مهارة إيصال رسالة تشرح الثورة في سوريا دون رتوش.

يضيف مظفر السلمان المصور السوري: "انا اسعى لأن يكون للمعرض تأثير على الرأي العام ولو أنه غير مضمون فالسوريون يناضلون من لا شيء، هناك صور تعبر عن جنون، عن رومانسية، انظر الى المقاتلين التي يقاتلون خلق ستار مطرز بالورد هذا المقاتل يحمل النضال من اجل الحلم".

ويقول نجاتي طيارة المعارض والسياسي سوري: "هناك وثائق تستحق أن تضم إلى أرشيف عذابات سوريا وأرشيف يستخدم كدليل وثائقي على الجريمة المستمرة في سوريا، هناك صور تتعاون فيها وثيقة السلاح مع وثيقة المأساة، هناك لوحات للطفولة وعذاب الناس والحياة التي تبددت تحت وقع المأساة. انظر هؤلاء الأطفال الذين يجلسون على مقاعد مكسورة وسط فضاء خرب، انظر الى عيونها التي تحكي المأساة دون أي إضافة، هذا ما يستحق ان يؤديه الفن الى جانب الاعلام في بيان مشكلتنا اتجاه كل ما تتعرض له من تشويه".