أخبار الآن | حلب – سوريا – ( حسن قطان )

البراميل المتفجرة، أو براميل الموت كما يسميها السوريون، أسلوبُ إبادةٍ  وحشيٌ  لا يترددُ  نظامُ  الاسد الجاثم على صدر شعبِه في استخدامِه لاقتراف الجرائم بحق العُزل. آلاف المدنيين من رجال ونساء واطفال في حلب راحوا ضحيةًَ  لقصفٍ  متكررٍ  ببراميل أقلُ ما يُقال عنها " ِنها لاتترك حيّزا للحياة". مراسلنا حسن قطان ومزيد من التفاصيل

يعتبر هذا المشهد يومياً في حلب يعيشه سكان المدينة المتعبون من ويلات القصف التي تحدثها البراميل المتفجرة. ففي حي الصالحين قضى عشرة أشخاص حول برميل متفجر جثثهم إلى اشلاء، مخلفاً دماراً واسعاً وحرائق بالمحال التجارية التي سارع رجال الدفاع المدني لإخمادها بعد أن انتهوا من عمليات اجلاء الضحايا.

وفي حديث لأخبار الآن من أحد أهالي الحي قال:" الكثير من الأطفال العزل يموتون أمام أعيننا ونحن لا نستطيع فعل أي شيء، الطيران لا يهدأ في الليل ولا في النهار، ومنذ شهر إلى الآن نحن نعيش في حالة رعب بسبب القصف العشوائي".

ولم يسلم حي السكري هو الآخر من برميل متفجر حول أحد شوارع الحي إلى ركام، فخلال الأسابيع الثلاثة الماضية سقط نحو مئة وخمسين ضحية اضافةً لمئات الجرحى في القصف الجوي لقوات النظام الذي شمل معظم أجزاء المدينة والذي لم يتوقف إلى الآن ضمن أشد الحملات العسكرية دموية منذ مطلع العام.

ومنذ أن بدأ الثوار تحركهم في جبهات حلب للسيطرة على مركز المدينة صعد النظام بشكل ملحوظ موجة القصف على مناطق سيطرة الثوار كرد على التقدمات التي احرزوها، والتي كان أخرها في حي الجديدة بحلب القديمة.

وبسط الثوار سيطرتهم على سوق السمك وجامع البشير بعد معارك عنيفة مع قوات النظام التي تكبدت خسائر كبيرة في صفوفها وأجبرت على الانسحاب من عدة نقاط هامة.

وفي حديث خاص لأخبار الآن مع"أبو متعب" القائد العسكري للفوج الأول قال " تمكنا من السيطرة على سوق السمك وسوق الصوف وجامع بشير باشا حيث قام بالعمل كل من كتائب الصفوة والفوج الأول"

وأضاف " النظام لم يتمكن من وقف التقدم ورد علينا بقصف المدنين في الخطوط الخلفية موقعاً الضحايا"

ويأتي هذا التقدم تزامناً مع اعلان الثوار تشكيل غرفة عمليات فتح حلب التي انضوت اليها عدد من الفصائل والألوية بهدف أحكام السيطرة على المدينة بالكامل.

وبينما يذخر أحد مقاتلي كتائب الصفوة بندقيته يقف آخر على متراس ترابي يرصد من خلال الثقوب قوات النظام، ويتحدث محمد لأخبار الآن" المعنويات مرتفعة للغاية الحمد لله، وبدأنا بمعركة تحرير حلب، التي نتمنى أن تحرر كما أدلب وجسر الشغور".

يستمر قصف النظام ويستمر الثوار في احرازهم لمزيد من الانتصارات التي باتت اليوم تنذر باقتراب موعد تحرير حلب.