أخبار الآن | حلب – سوريا (حسن قطّان)

بالرغم من القصف والدمار الذي تعانيه أحياء حلب، إلا أن ذلك لم يمنع الحلبيين من الإستمتاع الجزئي بوجبة من اللحم المشوي على أنغام الفن الأصيل، في الليالي التي يسودها بعض الهدوء النسبي. 

ففي أحد أحياء حلب اعتاد زبائن أحد محلات الشواء، الإستمتاع بصوت الشاب محمود، الفريد من نوعه وهو يغني القدود الحلبية والموشحات لإمتاع زبائنه. حسن قَطـّان زار محمود واعد التقرير التالي. 

لهذا الشاب موهبة مميزة في الغناء، قادرةٌ على اصدار صوت مرتفع بصدى جميل دون الحاجة لأجهزة صوت، فحنجرته وحدها كفيلة بذلك.
  
محمود الذي يعمل في أحد محلات الشواء بحلب "شيف"، يحظى صوته الحلبي الأصيل باهتمام الجميع هنا، والذي وجد عبر غنائه خلال العمل فرصةً، للكشف عن موهبة فذة، كرسها في امتاع أصدقائه وزبائنه الذين غالباً ما يأتون بغية الاستماع له.

وفي حديث لمحمود مع أخبار الآن: "أعمل في محل مشاوي في حي الشعار بحلب ويوجد لدي العديد من الزبائن الذين يأتون لتناول الطعام، وهناك الكثير من هؤلاء الزبائن الذين يأتون للاستماع إلى صوتي في الغناء".

الأصالة والطرب الحلبيان لا يغيبان عن أغانيه، فموهبته كبرت معه منذ الصغر حيث اعتاد الغناء لكبار فنانين التراث الحلبي، وهو ما جعله يكسب صدى شعبي دفع أصدقائه لإطلاق لقب البفل عليه.

ويقول سامر الذي يعمل في محل الشواء: "ينتابني شعور جميل لا يمكن وصفه عند الاستماع له، فصوته جميل للغاية، فهو يغني تراث حلبي أصيل وقديم".

ويدفع جمال الصوت الذي يحظى به محمود الكثيرين للوقوف والاستماع له، فلطبقات صوته المرتفعة وقع جميل على الأذن.

ويتحدث أبو محمد أحد بائعي الخضار في الحي لأخبار الآن: "كل يوم صباحاً وهو يجهز اللحم للشواء لدي مقطوعة اذهب اليه لكي استمع اليها، ولديه صوت جميل ومميز، وهنا الجميع يناديه بالفل (جهاز مكبر للصوت) لأنه يمتلك صوتاً مرتفعاً وجميل".
 
لم تحظَ موهبة محمود بأي اهتمام يذكر باستثناء معجبيه المحليين إلا أن طموحه وأمله بأن تنال موهبته فرصة الظهور، يبقى أملاً منه في مدينة قتلت الحرب فيها الكثير من الأمنيات.