أخبار الآن | أطمة – ريف إدلب – سوريا – (مصطفى جمعة)

يعاني مشفى أطمة الخيري من نفاد المواد الطبية والمستلزمات الأخرى, فضلاً عن عدم توفر رواتب للاطباء والممرضين، واقع أجبر الطاقم الطبي على اطلاق نداءات استغاثة لدعم المشفى, الذي يقدم الخدمات الطبية لنحو 400000 نازح يعيشون في المخيمات المحيطة, مراسل أخبار الآن مصطفى جمعة والتفاصيل:

يطول الحديث بين هذا الرجل المسن, الذي يرتاد مشفى أطمة الخيري بقصد العلاج من ألم المفاصل, وبين الطبيب فراس الذي يحاول جاهداً أن يوفر له دواءاً مما تبقى في صيدلية المشفى, فالصيدلية كغيرها من الأقسام هنا, تعاني من نفاذ الأدوية والمستهلكات الطبية, منذ ثلاثة أشهر تقريباً.
توقف الدعم عن هذا المشفى, وإنسحاب مؤسسة أورينت بسبب التفجيرات المتتالية التي تعرض لها المشفى, زادا من معاناة النازحين الذين كانوا يتلقون العلاج هنا بالمجان, فالدور الذي كان يمليه مشفى أورينت سابقاً, يصعب على أي هيئة طبية ملؤه..
يقول الطبيب فراس: "يعتبر مشفى أطمة الخيري, من المراكز الطبية المهمة في هذه المنطقة, وهو المشفى الوحيد في منطقة قطرها 50 كم مربع, ولكن للاسف لا نستطيع قبول بعض الاصابات بالعناية بسبب عدم توفر المواد المخبرية اللازمة لمراقبة المريض, والغازات والشوارد, والتحاليل بشكل عام".
المشفى ورغم عجزه عن توفير رواتب للحراس على الأقل, لا زال يستقبل بعض الإصابات الحرجة وخاصة من النازحين, ولكن الكادر الطبي المؤلف من ستة أطباء وعشرين ممرضاً وممرضة, يرى أن إستمرار عمل المشفى يتطلب دعماً مادياً ولوجستياً..
يضيف الممرض سومر: "بالنسبة لي وللمرضين اجمع في هذا المشفى, نعمل بشكل مجاني منذ ما يقارب الثلاثة شهور, وهذا الامر سيؤثر على المشفى بشكل عام, وعلينا بشكل أخص, لأننا اذا بقينا من دون مستحقات, سنضطر لترك العمل الطبي, والبحث عن عمل اخر لكي نؤمن قوتنا".
وما بين تحديد حيثيات العلاج التي أرتأت إدارة المشفى أن بإمكانها القيام بها ضمن الإستطاعة, وغياب دور وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة, وغيرها من هيئات و منظمات طبية داعمة, يرى النازحون أنهم المتضرر الأكبر, وربما الوحيد..
يقول أبو عدنان وهو نازح سوري: "هذا الإنعكاس أثر سلباً على النازحين في المخيمات هنا, النازحون أصبحوا يعيشوا في حالة بؤس, نقص الغذاء والدواء, بعد أن هجروا ديارهم و سُلبوا ممتلكاتهم".
أربع مئة وخمسون ألف نازح سوري, يقبعون في المنطقة المجاورة للمشفى, كان يقصدون هذا المشفى للعلاج والاستشفاء بالمجان, وفي ظل عدم توفر داعم للمشفى ستكون الوجهة الجديدة, المشافي الخاصة والتي غالباً ما تكون اجورها مرتفعة, أو النقاط الطبية والتي تقتصر الخدمات فيها على تقديم اسعافات اولية.