أخبار الآن | الرقة – سوريا – (مأمون السيد)
 

شهدت محافظة الرقة السورية عام 2014 أحداثا جمة، كانت بدايتها تمكن تنظيم داعش من فرض السيطرة بشكل كامل على المدينة والريف، ومن ثم سيطر على الفرقة 17 ومطار الطبقة واللواء 93، واتجه لبدء معركة عين العرب – كوباني التي لا زالت قائمة حتى اليوم.

فيما يخص المدنيين كان أسوأ عام يمر على الرقة، فمن انتهاكات التنظيم بحق الأهالي إلى قصف طيران النظام المتكرر على المدينة والذي أودى بحياة المئات من المدنيين الأبرياء.

احتلال الرقة

في الشهر الأول من عام 2014 كان الأهالي على موعد مع عودة داعش إلى الرقة، حيث دخلت وأحكمت سيطرتها على كامل أرجاء المدينة بعد اشتباكات عنيفة جرت ضد حركة أحرار الشام ولواء ثوار الرقة وفصائل أخرى.

ولا أحد يعلم ما هي حصيلة عدد المعتقلين من أبناء الرقة لدى التنظيم، فهناك تعتيم كبير من قبل داعش، لاسيما أن معظم المعتقلين من أبناء الرقة ممن واكبوا الثورة السورية منذ بدايتها.

ويعتبر "أبو محمد"، من أبناء الرقة، عام 2014 الأسوأ منذ ولادته في المدينة، ويقول: "قتل أبناؤنا أمام أعيننا ولم نستطع فعل شيء، هجر أصدقاؤنا إلى خارج الرقة تاركين منازلهم لعناصر التنظيم الذين استولوا عليها".

ويضيف: "هذا العام كان عاما داميا على أهالي الرقة من حيث كثرة المجازر والإعدامات والقصف المتواصل من طيران النظام.

جرائم النظام بالرقة

في مطلع الشهر الثاني من العام 2014 استهدف طيران النظام مدينة الرقة بثلاثة صواريخ سكود أدت إلى قتل ما يزيد على 40 مدنيا، وسببت صواريخ السكود حالة هلع وخوف بين أواسط الأهالي، ما دفع كثيرا منهم للنزوح خارج أسوار المدينة.

منذ حوالي الشهر، شهدت الرقة مجزرة مروعة وهي "مجزرة حي المتحف" بعد استهداف طيران النظام المدينة بعشرة صواريخ فراغية أسفرت عن سقوط نحو 230 مدنيا ضحايا، وجرح ما يزيد عن 100 آخرين، واكتفت الجهات المعارضة بالتنديد بالمجازر التي ارتكبها النظام بحق المدنيين في الرقة.

يقول حسان المطر أحد الأهالي لـ"أخبار الآن": "لو استطاع النظام أن يدخل الرقة لارتكب مجازر شنيعة بحق الأهالي، والآن يقصف الرقة بطيرانه، ولا يستهدف سوى أماكن مدنية فقط ليزعم أمام العالم أنه يحارب الإرهاب".

إعدامات متكررة

تحول دوار النعيم في الرقة، إلى ساحة عامة لتعليق الرؤوس والتنكيل بكل من يعارض أفكار داعش المتطرفة والغريبة عن المجتمع المحافظ في المدينة، حيث شهد تعليق عشرات الرؤوس على سياج هذا الدوار، بعض الرؤوس تعود لعساكر من جيش النظام كان قد اعتقلهم التنظيم أيام هجومه على مطار الطبقة، والفرقة 17، ورؤوس أخرى تعود إلى نشطاء وعناصر من الجيش الحر جرى الحكم عليهم بالقصاص بتهمة التآمر على الدولة أو خلايا نائمة تابعة للجيش الحر، وتهم أخرى اختلقها التنظيم للتنكيل بهم.

أحد أبناء الرقة، قال لـ"أخبار الآن": "أصبحت الرقة جنة لعناصر داعش، ولعنة علينا، فهي المركز الرئيس لهم، بسبب مساحتها الكبيرة وموقعها الجغرافي الذي يجعلها بعيدة كل البعد عن الجبهات العسكرية، فأقرب الجبهات إلى المدينة هي جبهة عين العرب – كوباني".

ويضيف: "المصالح السياسية للدول الكبرى وبذات الوقت محاولة النظام إقناع الغرب أنه يقاتل الإرهاب جلب المصائب على رؤوسنا، ولكن السبب الأول لذلك هو التنظيم وعناصره".

انتهاكات

تجنيد الأطفال من العائلات الفقيرة عن طريق تقديم الرواتب المغرية لهم، تنفيذ أحكام القصاص بحق السجناء أمام مرأى الأهالي، وانتشار سيارات الحسبة وكتيبة الخنساء في شوارع الرقة، باتت بنظر الأهالي أشبه بفرع مخابرات متجول في الشوارع، كون أن صلاحياتهم مطلقة.

السابق ذكره أصبح جزءًا من تفاصيل حياة الأهالي في الرقة بعام 2014 بعد اعتيادهم على هذه الأحداث، ففي أواخر الشهر العاشر، أعدم داعش نحو عشرة عناصر للنظام كان قد أسرهم سابقا، وعلق رؤوسهم في دوار النعيم ليكونوا أمام أعين المارة.

أما بالنسبة لمسيحي الرقة، شهد عام 2014 فرض داعش عليهم دفع الجزية؛ ففي أواخر الشهر الثاني من هذا العام، أعلن داعش عن بيان أعطى فيه الأمان للمسيحين بالرقة مقابل الالتزام بأحكام الذمة، مشترطين عليهم ألا يقوموا بإحداث كنائس جديدة أو يجددوا تلك المهدمة.

تدمير وهدم

لم تسلم الكنائس ولا الجوامع حتى بالرقة من التدمير إضافة إلى هدم العناصر لشواهد القبور في الرقة، حيث وحطم عناصر داعش الكنائس وأزالوا الصلبان الموجودة حولها وجعلوها تابعة لمقراتهم، من جانب آخر هدم داعش منازل تعود لمدنيين في الرقة وريفها بحجة أنهم كانوا موالين للثوار وذلك في الشهر الخامس من هذا العام.

في المقابل شهد النصف الثاني من العام 2014 بدء داعش بحملة جديدة لهدم شواهد المقابر في الرقة والمناطق الأخرى الواقعة تحت سيطرته.

إغلاق المدارس

كان عام 2014 شاهدا على محاربة داعش للعلم والعملية التعليمية في الرقة، حيث قام بإغلاق جميع المدارس وحذف معظم المواد الدراسية مثل الكيمياء والفيزياء والرياضيات والتربية الإسلامية، وتوعد الناس أنه يقوم بالإعداد لمنهاج جديد يوافق مبادئ التنظيم.

ولم تقتصر محاربة التعليم على إغلاق المدارس، بل امتدت إلى مضايقة الطلاب الجامعيين وطلاب البكلوريا والتاسع من أبناء الرقة، حيث منع الفتيات من هم دون عمر 30 سنة مؤخرا من التوجه إلى الجامعات خارج المحافظة.