أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (زين كيالي)

بدأت تبعات حصار النظام للغوطة الشرقية بريف دمشق، بالظهور التدريجي على الأراضي الزراعية جراء قطع الأشجار واستخدامها بغرض التدفئة والطبخ.

القطع العشوائي للأشجار، كان سبباً في انتشار ظاهرة التصحر، بعد اكتساحها لمساحات واسعة من الأراضي الزراعية.

وأكد خبراء زراعيون في الغوطة الشرقية لـ"أخبار الآن" أن استمرار القطع العشوائي الجائر للأشجار دونما غرس وتعويض القطع في مناطق التصحر، سيؤثر على كامل القطاع الزراعي في الغوطة، محذرين من خطر محتّم يحدق بكافة المساحات الزراعية خلال السنوات القليلة القادمة، وستفقد غوطة دمشق الشرقية كامل الأشجار المثمرة.

وقال أحد الأهالي: "تعد الأخشاب اليوم في بلدات الغوطة تجارة مربحة يتداولها العديد حتى وصل بهم الحال إلى بيع الأثاث الخشبي المنزلي للتدفئة والطبخ بفعل الحصار، بينما يقوم البعض بقطع الأشجار وبيعها بحسب الوزن، فيبدأ الكيلو الواحد من 30 إلى 45 ليرة سورية، ليصل سعر الشجرة الواحدة في بعض الأحيان إلى ما يزيد عن 50 ألف ليرة".

وتعد مزارع دوما، والريحان، والمليحة، ومسرابا، وأوتايا، أهم مزارع الاحتطاب وانتشار التصحر.

ويضطر المدنيون في ريف دمشق المحاصر للتحطيب "قطع الأشجار" بشكل أساسي لتلبية احتياجات الطبخ والتدفئة، ودفع مقومات الحياة للعمل بشكل بدائي، لكن النتائج لم تلفت انتباه الأهالي والهيئات الشرعية، وهي فقدان 30 بالمائة من أشجار الغوطة المثمرة خلال سنة الحصار الأولى فقط، كنسبة عالية تشكل خطراً على المورد الغذائي، وفقاً لمختصين.

وأكدوا أنه ومع زيادة برد الشتاء في عام الحصار الثاني، ازدادت نسبة التحطيب، وقطع الأشجار التي تعد مصدر الغذاء، والدف للأهالي، لتصل نسبة التصحر إلى 60%.

ويقول "معتصم النحاس" وهو مهندس زراعي لـ"أخبار الآن": "إن مناطق التصحر قد تجاوزت الأماكن المأهولة بالمدنيين إلى تلك التي أضحت جبهات، وحرم الأهالي من خيراتها كـحران العواميد، وجديدة الخاص، والكفرين، والدير سلمان، والعتيبة، والعبتدة".

ويرى النحاس أن مشاريع نجدة الغوطة من آثار الاحتطاب لم ترق إلى المطلوب، مضيفاً: "جميع هذه الجهود كانت على مستوى جهود فردية فقط، بينما يبقى المسؤول عن توسع التصحر بين الأراضي برسم المكتب الاقتصادي والمكتب الإغاثي الموحد في الغوطة الشرقية".