على الجانب الآخر من مخيم الزعتري ذائع الصيت في الأردن، تقع قرية الزعتري حيث تعيش مئات الأسر السورية اللاجئة ظروفا معيشية صعبة./ كثير من هؤلاء النازحين كانوا على أمل تغيير واقع حياتهم المرير داخل المخيم ، فقرروا التحول إلى القرية، لكنهم وجدوا أنفسهم مضطرين إلى تكبد عناء حياة لا تقل مشقة عن الزعتري المخيم. تفاصيل أوفى في تقرير مراسلتنا ناريمان عثمان.
في قرية الزعتري شمال الأردن، تعيش مئات العائلات السورية، التي خرجت من مخيم الزعتري، الكثير منهم يسكنون الخيام والكرفانات، هنا تعيش حليمة مع زوجها وأطفالها الخمسة، توقعت أن تجد حياة أفضل في القرية خارج المخيم، لكنها لم تتوقع حجم المصاعب التي ستواجهها هي وأولادها.
تقول حليمة اللاجئة السورية في الأردن: "أنا ولادي كانو كتير مشاء الله متفوقين وناجحين، بس هين ماعم يصرلهم لا مدرسة ولا عم يصرلهم يروحو على أي مكان…كيف عايشين والله أم صلاح يعني عم تصيح علينا كل وقت بوقتو، أي غرض تلقيها أي شي من عندها، كنو مي كنو اشو ماكان كلو من عندها".
أما العجوز فاطمة فتعيش وحدها في هذه الخيمة، تتفقد صور أبنائها الذين تفرقوا، وتحاول التعايش مع مناخ الصحراء القاسي. تشكو فاطمة وضعها فتقول: "حشرات هذا يقولولو عنكبوت، هذا يفوت يلم عش، لما نهضت الصبح، نوبات أقول عليش أنهضها، يعني نوبات حامية، نوبات أروح عند جارتنا أقعد عندها، شوب نار نوبات ما تقدرين تقفين".
وفي هذه الخيمة يعيش أبو فرج مع أسرته المكونة من عشرة أفراد. يقول أبو فرج: "العيشة صعبة كتير، صعبة أكثر ما تتصوري، العيشة بالخيمة بالصيف نار، نار الله الموقدة، وبالبرد موت، يعنى قد ما يحط الواحد على حاله غطا يضل بردان". تأمين الماء والكهرباء من أصعب التحديات التي تواجه السوريين هنا. ويضيف أبو فرج: "بالأسبوع نعبي مرتين، الكهرباء مستأجرينها من عند جارنا هذا جزاه الله خير، يعطينا كهربا مقابل المصاري مو ببلاش". وبانتظار غد أفضل يكبر أولاد أبي فرج أمام هذه الخيام.