القاعدة في المغرب ينشر تسجيلات لجهادي منشق لإخفاء ضعفه

  • يحاول التنظيم عبر نشر السلسلة الدعائية أن يرد على فتاوى أصدرها علماء دين
  • يُعاني التنظيم من حالة ضعف واضحة منذ مقتل زعيمه السابق

 

أصدرت مؤسسة الأندلس الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الحلقة الثانية من سلسلة “تنوير البصائر بكفر حكام الجزائر” للقيادي بالتنظيم أبو ياسر الجزائري، والتي خصصها لمهاجمة الحكومة والنظام الجزائريين ووصفهم بـ”الردة والخروج عن الدين”.

وهاجم “أبو ياسر الجزائري” الدستور الجزائري بسبب نصه على الديمقراطية والسعي لبناء مؤسسات دستورية في البلاد، لافتًا إلى أن التنظيم أصدره حكمه بتكفير الحكومة الجزائرية لجملة من الأسباب منها محاربتها للقاعدة في المغرب الإسلامي، ومشاركتها مع دول أخرى في عمليات مكافحة الإرهاب في المنطقة.

ويحاول التنظيم عبر نشر السلسلة الدعائية الجديدة لـ”أبو ياسر الجزائري” أن يرد على فتاوى أصدرها علماء دين جزائريين، وجهاديون منشقون بحرمة الانضمام للتنظيم الإرهابية أو الخروج المسلح على الحكومة في الجزائر.

وفي نفس السياق، استشهد “أبو ياسر الجزائري” بتسجيلات صوتية قديمة لـ”أبو حفص البليدي”، حول العمل الجهادي في الجزائر، واصفًا البليدي بـ”المنتكس”.

وأبو حفص البليدي أو عبد الناصر البليدي هو جهادي سابق كان من ضمن مجموعة “منصوري الملياني” مؤسس الجماعة الإسلامية المسلحة (الجيا) في الجزائر عام 1992 وانضم للجماعة السلفية للدعوة والقتال- التي تحولت للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بعد بيعتها لتنظيم القاعدة عام 2007- قبل أن ينشق عنها ويطالبها بوقف القتال ضد الحكومة الجزائرية والقبول بعروض المصالحة التي تقدمت بها للجهاديين وهو الأمر الذي دفع أمير الجماعة (الأسبق) نبيل صحراوي لإصدار أمر باغتياله وهو ما تم بالفعل عام 2004، إذا اغتاله مسلحون أثناء خروجه من مسجد الفرقان بالضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية.

القاعدة

ومن الواضح أن حملة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، والذي يُعاني من حالة ضعف واضحة منذ مقتل زعيمه السابق أبو مصعب عبد الودود (عبد المالك درودكال) عام 2020، تأثر سلبا بالفتاوى التي تُحرم الانضمام للتنظيمات الإرهابية، خاصةً مع

تراجع معدلات التجنيد والاستقطاب التي يقوم بها، خلال الفترة الأخيرة، وإحجام الشباب الجزائري عن الانضمام له، لذا فإن التنظيم يسعى للتغلب على حالة الضعف والانقسام التي يعيشها بإطلاق حملة استقطاب جديدة، مستشهدًا بتسجيلات سابقة

لمنشقين عن التنظيم كأبي حفص البليدي، الذي ترك الجماعات الجهادية وعمل في الوساطة بين الحكومة والجهاديين الراغبين في الاستسلام، قبل أن تغتاله الجماعة السلفية للدعوة والقتال (نواة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي) بسبب جهوده لإعادة الشباب من صفوف التنظيمات الإرهابية.

وكان تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي أصدر الحلقة الأولى من سلسلة “تنوير البصائر” في الـ27 من أغسطس/ آب الماضي، وهاجم فيها الحكومة الجزائرية، ودعا أبناء الشعب إلى الانضمام للتنظيم والتخلي عن دعم الحكومة والنظام، على حد قول أبو ياسر الجزائري.