الانتخابات العراقية.. تسدل ستارها

اذن انتهت الانتخابات العراقية المبكرة وفازت كتلة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بثلاثة وسبعين مقعدا برلمانيا ثم جاء حزب تقدم برئاسة محمد الحلبوسي بثلاثة واربعين مقعدا وثالثا ائتلاف القانون الذي يتزعمه نوري المالكي،اما تحالف الفتح المدعوم من ايران ويشمل قادته هادي العامري وقيس الخزعلي فقد حصل الفتح على تسعة مقاعد فقط.

الصدر وفور اعلان النتائج ظهر في مؤتمر صحفي اكد فيه الفوز وطالب بعدم التدخل اي طرف خارجي بنتائج الانتخابات العراقية ،وخرج انصار الصدر الى شوارع العاصمة بغداد للاحتفال بفوز كتلتهم،،لكن هذا الفوز لم يعجب تحالف الفتح ولا الميليشيات المنضوية تحت هذا التحالف،،الميليشياوي ابو علي العسكري مسؤول كتائب حزب الله وصف نتائج الانتخابات بالاحتيال والالتفاف على الشعب مقارنا هذه النتائج باستفتاء نظام الراحل صدام حسين رد على هذا التصريح، جليل النوري المقرب من التيار الصدري قائلا: لا تُتعِبوا أنفسكم، ولا تُضيِّعوا وقتكم بانتظار رسائل الخارج، فالأمرُ حُسِم، والصدر ليس اياد علاوي.

وأكدت مفوضية الانتخابات  العراقيةأنها استلمت 95 شكوى في التصويت العام و 25 أخرى في الاقتراع الخاص..

تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، والذي أكد قبل الانتخابات بيومين انه سيفاجأ الشعب بالنتائج حصل على اربعة مقاعد فقط وفعلا فاجأ الشعب لكن بحصوله على اربعة مقاعد فقط وخسارة غير مسبوقة.

يبدو ان نتائج هذه الانتخابات فعلا تغيرت عن السنوات الماضية وقد خسرت شخصيات عدة في هذه الانتخابات ويعود بهذا التغيير الى ثوار تشرين الذين ضحوا بأنفسهم من اجل التغيير والقضاء على الفساد والفاسدين

أبرز الشخصيات التي خسرت ورغم دخولها بحملات دعائية كبيرة هم وزير الدفاع الأسبق خالد العبيدي، ووزير الكهرباء الأسبق قاسم الفهداوي، ورئيس البرلمان الأسبق سليم الجبوري، ورئيس اللجنة المالية في البرلمان السابق هيثم الجبوري، والأمين العام للحزب الإسلامي العراقي رشيد العزاوي، ونواب بينهم ظافر العاني وأراس حبيب ومحمد الكربولي وعدنان الزرفي.

عدد المشاركين في  الانتخابات  وصل إلى نحو 10 ملايين ناخب، بنسبة بلغت 41 بالمائة ممن يحق لهم التصويت. هذا التراجع الكبير في عدد المصوتين يأتي بسبب الاحباط الكبير الذي يعيشه المواطن العراقي منذ أكثر من 18 عاما وفقد المواطن الثقة بكل السياسيين بعد ان اثبتوا ان وعودهم مثل السراب وانهم غير قادرين على تلبية مطالب الشعب لان مصالحهم أكبر من ان يلتفتوا لشعب عانى الامرين لسنوات طوال.

الحزب الديمقراطي الكردستاني تقدم على الاتحاد الوطني الكردستاني بنسبة أكثر من 30 مقعدا. وبروح رياضية هنأ برهم صالح مسعود بارزاني بالفوز متقبلا الخسارة.

اذا تحالفات مرتقبة متوقعة لتشكيل الحكومة ابرزها تحالف كتلة الصدر مع تقدم الحلبوسي بالإضافة الى الحزب الديمقراطي الكردستاني،،وبحسب مصادر مقربة من الصدر فان الاخير يحمل  بجعبته ثلاثة اسماء مرشحين لرئاسة الوزراء هم حسن الكعبي نائب رئيس البرلمان ومصطفى الكاظمي وجعفر الصدر سفير العراق في بريطانيا، في حين يرى مراقبون ان  حظوظ الكاظمي، قد لا تكون قوية بذاتها، لكن من الممكن ان يطرح اسمه كمرشح تسوية، مثلما تم اختياره عام 2020، خاصة وان تحالف الفتح اصبح الحلقة الاضعف في هذه الانتخابات العراقية بعد حصوله على تسعة مقاعد فقط والفتح ابرز المعارضين للكاظمي .

وتواجه الحكومة الجديدة تحديات عدة فهناك ملفات متراكمة منذ سنوات يشوبها الفساد تحتاج للنظر فيها وهناك ملفات تمس حياة المواطن مصل الكهرباء والماء فالعراق يعيش وضعا مائيا صعبا بعد ان قطعت طهران عدد من روافد الأنهار وتحويل مجاري أخرى نحو إيران ولا يوجد أي بوادر اتفاق بين البلدين حول هذه المشكلة

ولطالما أكد وزير الموارد المائية العراقي ان الجانب الإيراني لم يلتزم بالاتفاقية المائية الموقعة عام 1975 في الجزائر..الايام القادمة حبلى بالمفاجئات،، الميلشيات كشرت عن انيابها وبدأت تهدد الصدر وانصاره وتتوعدهم، اذا لم تتغير النتائج وان تشكلت الحكومة بالتسوية او التوافق فستكون مثقلة بملفات الفساد والسلاح المنفلت.

مفاجآت من العيار الثقيل حملتها الانتخابات العراقية بفوز التيار الصدري، وخسارة ثاني اكبر كتلة بالبرلمان،كتلة الفتح التي بدأ أعضائها يتبادلون الاتهامات ويحملون هادي العامري مسؤولية الخسارة.

 

تنويه: جميع الآراء الواردة في زاوية مقالات الرأي على موقع أخبار الآن تعبر عن رأي أصحابها ولاتعكس بالضرورة موقف موقع أخبار الآن