تابعت قضية إسقاط الطائرة الأوكرانية منذ اليوم لسقوطها في يناير عام 2020 ..كان يوماً حزيناً في كندا.. إذ كان هناك 63 كنديا من بين ضحايا الطائرة المائة وسبعة وستين ..

في ذلك اليوم كنت أول صحفية تلتقي أحد أفراد أسر الضحايا..” أمير أرسلاني” الذي فقد شقيته وزوجها وابنتهما البالغة من العمر ثلاث سنوات.. كان منهاراً وحزيناً  ومربكاً.. ومنذ اليوم الأول وهو يردد قائلا:  “النظام الإيراني هو من أسقط الطائرة الأوكرانية متعمدا”..

مرّ عام وستة أشهر ولم تلتئم بعد جروح أهالي الضحايا, حيث كانوا بانتظار تقرير الطبي الشرعي الرسمي من الحكومة الكندية التي كلفت به مدير دائرة المخابرات الأمنية الكندية السابق جيف ياورسكي في أكتوبر 2020 لقيادة فريق تحقيق الطب الشرعي..

التقرير ذكر أن الحادث لم يكن متعمدا لأنهم لا يملكون الأدلة، والسبب أن الحادث وقع في طهران وجميع الأدلة في مكان الحادث.. وتقول عائلات الضحايا إن الأدلة دمرها النظام بالكامل حتى أنه لم يُعد
أي أجهزة الكترونية .. لكن التقرير أكد أن النظام الإيراني تحمّل المسؤولية كاملة , ويجب أن لا يتهرّب منها..

كما أشار التقرير إلى أن النظام الإيراني أخفق في تقديم معلومات موثوقة..والقصد من المعلومات الموثوقة بحسب متابعتي للملف هي مراوغة النظام في اعترافه وتلكؤه في تسليم الصندوقين الأسودين، ومماطلته لأشهر عدة.

تقرير التحقيق الكندي ذكر أن سلسلة من الأفعال والإغفالات ارتكبت من قبل السلطات المدنية والعسكرية الإيرانية تسببت في وضع خطير، حيث تم التقليل من المخاطر التي تم تحديدها مسبقاً , ولم تؤخذ على محمل الجد.

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أرسل تزامنا مع صدور التقرير رسالة خاصة إلى عائلات الضحايا أبلغهم فيها أن حكومته تدرس خيارين : الأول فرض عقوبات على قادة إيرانيين , والثاني اللجوء إلى محكمة الجنائية الدولية.

أضاف ترودو في رسالته أن قرار إسقاط الطائرة اتخذه كبار المسؤولين في طهران , ولا يمكنهم التهرب من المسؤولية وتحميلها لموظفين صغار.. في إشارة إلى تصريحات طهران التي قالت فيها إنها اعتقلت عددا من الاشخاص المتهمين بقضية إسقاط الطائرة بصاروخين…

رئيس الوزراء الكندي دعا المجتمع الدولي للضغط على إيران لتحمل المسؤولية .. وأضاف ترودو: 

إن رواية إيران الرسمية للأحداث مخادعة ومضللة وسطحية وتتجاهل عن قصد العوامل الرئيسية.

بعد صدور التقرير تواصلت مع عائلات الضحايا للاطلاع على رأيهم في التقرير الذي كانت العائلات فعلا تنتظره على أحّر من الجمر..إلا أن بعضهم أصيب بخيبة أمل على حد قولهم, فقد كانوا ينتظرون إجراءات سريعة ضد النظام الايراني , وأيضا كانوا يأملون بتنفيذ قرار تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية..حيث صوّت البرلمان الكندي على تصنيفهم منذ عام 2013 ولم يتم تنفيذ القرار حتى اللحظة.

كما تساءل أُسر الضحايا: إذا كانت الحكومة الكندية تود ان تصل القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية فمن ستحاكم ..هل هناك أسماء شخصيات معينة، من هم؟  ومتى ستتخذ القرار ؟ وإذا أرادت ان تفرض عقوبات , فعلى من ستفرض هذه العقوبات؟ ورغم كل هذه الاسئلة , لكن ردود الفعل حول التقرير كانت أغلبها إيجابية.

وتنتظر أُسر الضحايا إجراءات الحكومة الكندية المقبلة بحق النظام الإيراني..لعل ذلك يخفف من حزنهم فهناك أُسر باكملها تدمرت ..

 

تنويه: جميع الآراء الواردة في زاوية مقالات الرأي على موقع أخبار الآن تعبر عن رأي أصحابها ولا تعكس بالضرورة موقف موقع أخبار الآن