المعارك تحتدم في الخرطوم والسودان على شفا “كارثة إنسانية”

شهدت الخرطوم الإثنين غارات جوية وانفجارات ورشقات نارية على الرغم من هدنة جديدة لمدة 72 ساعة وافق عليها الجيش وقوات الدعم السريع، فيما حذّرت الأمم المتحدة من أنّ السودان بات على شفا “كارثة” إنسانية ومئات الآلاف قد يفرّون منه.

وأدت الاشتباكات الدامية التي دخلت أسبوعها الثالث إلى نزوح عشرات الآلاف من السودانيين إلى دول مجاورة مثل مصر وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى.

وحذّر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الإثنين من أنّ “أكثر من 800 ألف شخص” قد يفرّون من السودان.

وكتب فيليبو غراندي في تغريدة على تويتر “نأمل ألا يحدث ذلك، ولكن إن لم يتوقف العنف، فسنرى المزيد من الناس يُجبرون على الفرار من السودان بحثاً عن الأمان”.

وأفاد سكان في الخرطوم أنهم استيقظوا الإثنين على هدير الطائرات المقاتلة، في حين تحدث آخرون عن سماع أصوات انفجارات وإطلاق رصاص في مناطق مختلفة من العاصمة التي يناهز تعدادها خمسة ملايين نسمة.

السعودية تعلن إجلاء 41 من مواطنيها و171 أجنبيًا

أعلنت وزارة الخارجية السعودية، مساء الإثنين، إجلاء 41 مواطنًا و171 أجنبيًا من السودان، ليرتفع إجمالي من تم إجلاؤهم إلى 5409 أشخاص بينهم 5184 ينتمون لـ102 جنسية.

جاء ذلك وفق بيان للوزارة، وسط استمرار المواجهات المسلحة في السودان منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”.

وأفادت الخارجية السعودية، في البيان ذاته، بأنه “وصل من السودان إلى مدينة جدة 41 مواطنًا سعوديًا، و171 أجنبيا عبر إحدى سفن المملكة”.

وأوضحت أن تلك الخطوة “استمرار للجهود التي تبذلها السعودية بتوجيهات من القيادة في عمليات إجلاء مواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان إلى المملكة”.

وأشارت إلى أن الرعايا العائدين من الجنسيات التالية: “أفغانستان، والفلبين، وجزر القمر، وسيريلانكا، وأوكرانيا، ومدغشقر، والمملكة المتحدة، وسوريا، والولايات المتحدة الأميركية”، وفق البيان.

ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين

إلى ذلك أعلنت نقابة أطباء السودان ارتفاع حصيلة ضحايا معارك السودان من المدنيين إلى 436 قتيلًا وأكثر من 2175 جريحًا.

وأكدت النقابة أن العديد من الإصابات والوفيات غير مشمولة بهذه الحصيلة بسبب خطورة الوصول إلى المستشفيات.

وأشارت إلى أن مستشفيات مدينة الجنينة ومرافقها الصحية ما تزال متوقفة عن العمل حتى اللحظة.

“كارثة بكل معنى الكلمة”

وتحولت الأزمة الصحية التي كان السودان يعانيها الى “كارثة بكل معنى الكلمة” جراء تواصل المعارك منذ أكثر من أسبوعين، في ظل نقص العاملين والمستلزمات الطبية وانتشار الأوبئة، وفق ما أفاد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية وكالة فرانس برس.

وقال المدير الإقليمي لشرق المتوسط أحمد المنظري خلال حوار في مقره بالقاهرة “إنها كارثة بكل معنى الكلمة”.

وتعرضت المستشفيات والمراكز الصحية في السودان، أحد أفقر بلدان العالم، الى قصف متكرر واحتل بعضها مقاتلون من طرفي النزاع، أو باتت خالية من العاملين أو الأدوية والمستلزمات الطبية، بحسب ما قال مرارا الأطباء السودانيون منذ 15 نيسان/أبريل.

 

بدوره أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه سيلغي فورًا تعليق أنشطته في السودان بعد أن اضطر لذلك بسبب مقتل ثلاثة من موظفيه هناك.

وكتبت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية للبرنامج، على تويتر: “يستأنف برنامج الأغذية العالمي برامجنا بسرعة لتقديم المساعدة المنقذة للحياة التي يحتاجها الكثيرون بشدة في الوقت الحالي”.