“أبو الفداء الداغستاني” شارك في القتال بتركيا وسوريا

حين قصد إسلام شخبنوف المُلقب بـ “أبو الفداء الداغستاني” سوريا عام 2015 كان هدفه المشاركة في جبهات القتال، لكنّه لم يتوقّع أن ينتهي به الأمر بأن يدير مطعم سوشي في إدلب، إحدى آخر المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق.

وكان الداغستاني، قد استوحى الفكرة من مطاعم زارها في دول عدة، ولرغبته بتقديم ما هو مختلف عن الوجبات المحلية، فتح أبو الفداء مطعم “سوشي إدلب”، والذي يعمل فيه طاهيان يتحدران من روسيا وقد تعرّف إلى أحدهما على جبهات القتال وكان قد عمل في هذا المجال لعشر سنوات.

وفي هذا السياق، قال شخبنوف (37 عامًا): “جئت للقتال في سوريا ومساعدة الشعب السوري لكن فتحت مطعماً للسوشي ودخلت في مجال مختلف ومع ذلك فأنا لم أتخل عن المُحاربة” وإن كان انتقل إلى “الحياة المدنية” على حدّ وصفه.

من حمل السلاح إلى تقديم السوشي.. كيف يدير مقاتل روسي مطعمًا في سوريا؟

إسلام شخبنوف يراقب طاهيه أثناء تحضير الطعام. (أ ف ب)

مسيرة شخبنوف

عام 2007، توجه أبو الفداء إلى السعودية حيث أمضى قرابة سبع سنوات، درس خلالها في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، ومنها توجّه إلى تركيا، ثم سوريا.

وداخل مطعم “سوشي إدلب”، يتناوب الطاهيان على تحضير الطلبات التي ترد أحياناً عبر الهاتف، وهو المطعم الوحيد الذي يقدّم الوجبة اليابانية في إدلب، كما هو مكتوب على قائمة الوجبات.

ومن تركيا المجاورة، يحصل المطعم على المواد غير المتوفرة في إدلب، على غرار مخلل الزنجبيل وأوراق النوري السوداء.

ولم تلق وجباته غير المألوفة في المنطقة إقبالاً في بادئ الأمر، لكن الوضع تحسّن وبات للمطعم زبائنه وإن كانوا قلة، ما يتيح له دفع تكاليف المطعم من بدل إيجار ورواتب ومصاريف.

طموح الداغستاني

ومع أن أقصى ما يطمح له اليوم هو توسيع عمله ليعيل زوجته وطفلتيهما، إلا أن ذلك لن يمنعه من العودة إلى حمل السلاح “بشرط أن يكون هناك خطط عسكرية”، منتقداً الخلافات الكبيرة في صفوف الفصائل والتي أدت إلى إضعافها.

ويقول “إذا اختلف الوضع، فأنا جاهز للمشاركة في المعارك”.