تونس تفرض عقوبة مالية على المخالفين لاستعمال البلاستيك

  • سينطلق تطبيق قانون منع إستعمال الأكياس ذي الاستعمال الواحد في مختلف جهات تونس
  • يلحق ضررا كبيرا بالبيئة ويعرض الحيوانات والبشر للخطر

أعلنت وزيرة البيئة التونسية ليلى الشيخاوي، أنه بداية من شهر سبتمبر المقبل سينطلق تطبيق قانون منع إستعمال البلاستيك ذو الاستعمال الواحد في مختلف جهات تونس، وهذا بعد عامين من نشر نص القانون في 2020.

كما أكدت الوزيرة، خلال زيارتها لشاطئ الزوارع بمعتمدية نفزة من ولاية باجة، لمتابعة شهر النظافة، أن تونس وقّعت إتفاقية لإيجاد حلول لـ”عالم من غير بلاستيك”.

وشددت على أن نص القانون الذي يمنع استعمال البلاستيك ذو الاستعمال الواحد، ينص على تسليط عقوبات مالية ضد المخالفين.

البلاستيك لا يتحلل في قمامة النفايات

مع التقدم الحضاري والتكنولوجي قدمت الصناعة الحديثة منتجات من البلاستيك سهلة الاستعمال مثل الأكياس التي تساعدنا على نقل أو حفظ أو تداول معظم المنتجات الغذائية.

فقد باتت جزءا مهما في حياتنا اليومية بدءاً من مطبخ المنزل الذي لا يمكن تصوره بدونها، ونهاية بعملية التسوق التي لا تكتمل دون أن نعود وفي أيدينا عدة أكياس بلاستيكية محملة بالمشتريات المتنوعة.

أما معظم المخلفات وخاصّة الأكياس فلا يمكن التخلص منها بسهولة، الأمر الذي يجعلها عبئاً كبيراً على البيئة وخطراً يهدد حياة الإنسان والكائنات الحية الأخرى التي تعيش فيها.

معظم المواد البلاستيكية لا تصدأ ولا تتحلل بيولوجيا وتبقى في البيئة لفترات طويلة.

الآثار المترتبة على البيئة

تلويث المساحات المفتوحة: وزنها الخفيف مع الاستهلاك الزائد وبقائها بدون التحلل حوَّل أكياس البلاستيك إلى اهمّ عامل التلويث في المساحات المفتوحة والعامة داخل المدن وخارجها, على شاطئ البحر وداخله.

إلحاق الضرر بالبيئة: نتيجة تعلق الأكياس بكل ما تصادفه في طريقها فإنها تشوه المسحة الجمالية للبيئة، وهذا التأثير السلبي تصاحبه إعاقة لنمو النباتات عن طريق منع أشعة الشمس والهواء من الوصول إليها، كما أن وجودها بين الحشائش ومعلقة على أغصان الأشجار يضعها في طريق الحيوانات التي تبحث عما تأكل.

إلحاق الضرر بالحيوانات البرية: تطاير الأكياس وانتشارها في المراعي والمناطق الريفية والبرية يؤدي إلى نفوق الكثير من الحيوانات، كالأبقار والأغنام والماعز والحيوانات البرية أو التأثير على إنتاجيتها، فقد وُجد أن هذه الأكياس أو أجزاء منها تؤدي إلى انسداد القناة الهضمية أو الجهاز التنفسي وخاصة الرئتين والقصبات الهوائية في الحيوانات التي تبتلعها، وتكون النتيجة نفوقها أو مرضها أو فقدها للشهية وبالتالي انخفاض إنتاجها سواء من اللحوم أو الحليب.

إلحاق الضرر بالحيوانات البحرية: وذلك بمجرد وصول جزء منها وغيرها من المخلفات إلى البحار والمحيطات سواء من مواقع التخلص من النفايات القريبة منها، أو من خلال طرح النفايات أو القمامة في البحر سواء من السفن العابرة أو من سفن الصيد وغيرها، وقد تبتلع الحيوانات هذه الأكياس والمخلفات أو تتعرقل بسببها حركتها فتموت، حيث تمّ تقدير عدد الحيوانات البحرية التي تنفق سنوياً بسبب هذه النفايات بحوالي مليون طائر بحري وحوالي مائة ألف من الحيتان والفقمة.

إلحاق الضرر بالشعاب المرجانية: التفاف أكياس حول الشعاب المرجانية قد يحرمها من ضوء الشمس ومن التيارات المائية المتجددة الداخلة والخارجة منها وإليها والتي تحمل لها الطعام والأكسجين، الأمر الذي يؤدي إلى تدهورها.

الضرر للتربة: زيادة البلاستيك في التربة في مواقع ردم النفايات عن 5% يجعل هذه التربة غير صالحة للبناء وإقامة المنشآت فوقها، كما أن بعض المواد الكيميائية الخطرة التي تدخل في تصنيع حبيبات البولي إثيلين والتي يزيد عددها عن 20 مادة قد تتحلل وتتسرب إلى التربة أو المياه الجوفية وتؤدي إلى تلوثها.

إلحاق الضرر للهواء: تؤدي عملية حرق الأكياس إلى تلويث الهواء بالغازات والأبخرة السامّة والضارّة بصحة الإنسان، مثل الفورمالدهيد CH2O, والبنزالدهيد C6H5CHO, وسيانيد الهيدروجين HCN, والأمونيا NH3, وأول أوكسيد الكربون CO، وأكاسيد النيتروجين NO2 –N2O – N2O3 – N2O4، وبعض المركبات الهيدروكربونية الطيارة VOCs وغيرها، وتتسبب هذه المواد في حدوث اضطرابات وأمراض مختلفة كالحساسية وأمراض الجهاز التنفسي والجهاز العصبي والجهاز الهضمي وأمراض القلب والكبد والكلي وغيرها من الأمراض.