في ظل الأنباء المتزايدة عن هجوم تركي مرتقب علي مناطق في شمال سوريا في المناطق الحدودية مع تركيا، يظهر خطر جديد متمثل في الالاف من المنتمين لتنظيم داعش في المخيمات السورية كمخيم الهول ومخيم روج أو السجون التابعة لقوات سوريا الديمقراطية.

وفي أخر تصريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الأربعاء، شدد علىِ أن تركيا ستطهر منطقتي تل رفعت ومنبج السوريتين من “الإرهابيين”، مؤكدًا أهداف التوغل التركي الجديد لأول مرة، قائلًا إنه سيمتد إلى مناطق أخرى.

وجاءت تصريحات أردوغان في كلمة أمام نواب من حزب العدالة والتنمية الحاكم بعد أسبوع من تعهده بتوغل عسكري جديد على الحدود الجنوبية لتركيا يستهدف وحدات حماية الشعب الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة والتي تعتبرها أنقرة جماعة إرهابية.

وبعد إعلان أردوغان عن نيته في الهجوم، أثير التساؤل عن الأوضاع داخل المخيمات التي تأوي عناصر تنظيم داعش الإرهابي بالقرب من الحدود السورية التركية، وعلى رأسها مخيم الهول ومخيم روج، والتي قد تشهد جانبًا من المعارك.

مخيم الهول و مخيم روج.. خطر قادم

يعيش الآلاف من عائلات داعش في مخيم الهول الذي يقع شرق مدينة الحسكة السورية والقريبة من الحدود العراقية ضمن ظروف إنسانية صعبة.

وشهد المخيم حالة قتل جديدة قبل أيام، في الوقت الذي تتزايد فيه حالات العنف بشكل كبير مع تردي الأوضاع الأمنية والمعيشية، وتتكرر الجرائم بشكل أسبوعي.

وتضيف التقارير أن الوضع الصحي غير مستقر أيضًا، فعلى سبيل المثال، تعاني إحدى السيدات داخل المخيم من حالة سرطان متطورة، وهي على وشك الموت بسبب عدم توافر العلاج اللازم.

 ووسط هذه الظروف الصعبة، يلجأ الكثير من العائلات داخل المخيم إلى الالتحاق بتنظيم داعش الإرهابي، حيث بلغ عدد العوائل الداعشية الموجودة في مخيم الهول حسب آخر إحصائية 15471 عائلة و56537 شخصًا، بينهم 18869 سوريًا و29428 عراقيًا، و8240 أجنبيًا، معظمهم من النساء والأطفال.

مخيم الهول ومخيم روج .. قنابل موقوتة في ترقب للهجوم التركي على سوريا

ونشطت خلايا تنظيم داعش في الآونة الأخيرة في المخيم بسبب الظروف الملائمة، وأدى نشاط هذه الخلايا إلى عمليات اغتيال واسعة طالت سكان المخيم، الأمر الذي أثار الرعب بين المدنيين في داخله.

كما يشكل مخيم الهول قلقًا وهاجسًا للسلطات الأمنية التي تتخوف من حصول عملية هروب كبيرة من داخل المخيم قد تساعد في تعزيز إمكانات التنظيم في شنّ هجمات أوسع خلال الفترة المقبلة.

وحذرت الأمم المتحدة مرارًا وتكرارًا من تدهور الوضع الأمني في مخيم الهول الذي صار بمثابة مدينة خيام حقيقية يعيش فيها الآلاف، بينما يمثل النساء والأطفال حوالي 93% من المتواجدين به.

وشهد مخيم الهول خلال الأسابيع الماضية أحداثًا دامية، حيث تم تسجيل أكثر من 5 حالات قتل بطرق مختلفة وجميعها تم تسجيلها ضد مجهول، إلا أن التحريات التي تقوم بها قوى الأمن الداخلي في المخيم تؤكد وجود خلايا نائمة نشطة داخل المخيم تقوم بتهديد المدنيين، وحتى تهديد المنظمات العاملة داخل المخيم.

ولا يختلف الوضع كثيرًا داخل مخيم روج، وهو المخيم الأصغر، والذي يأوي حوالي 2666 شخصًا، بينما يمثل الأطفال حوالي 55% من سكان المخيم.

وتشير التقارير إلى أن المخيم يأوي عددًا كبيرًا من فلول نساء تنظيم داعش مع أطفالهن، مضيفة أن عددًا من مقاتلات التنظيم الأجنبيات تركن الأفكار المتشددة وبدأن يعشن حياتهن الطبيعية، لكنهن يتعرضن للهجوم العنيف من المتشددات اللاتي يرفضن تصرفاتهن المتعلقة بالملابس العصرية بدلاً منزي داعش الأسود“.

ولاتزال مثل هذه الحوادث تتكرر في ظل تأزم وضع النساء داخل المخيم، خاصة مع تأجيل قرارات العودة إلى أوطانهن، حيث تنحدر معظم النساء في مخيم روج من بلدان أوروبية.