لماذا ترفض ميليشيا الحوثي دعوات السلام في اليمن؟

  • الذهب: تصعيد الحوثي الأخير يأتي للرد على المشاورات اليمنية-اليمنية بالرياض
  • الصوفي: يمثل استمرار الحرب في اليمن مصلحة استراتيجية لإيران حتى الإنتهاء من توقيع الاتفاق النووي

صعدت ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران من هجماتها العدائية العابرة للحدود باتجاه المملكة العربية السعودية لاستهداف الأعيان المدنية والمنشآت الاقتصادية بطريقة ممنهجة ومتعمدة بالتزامن مع رفضها أي مشاورات تجرى بين الاطراف اليمنية.

تصعيد ميليشيا الحوثي الإيرانية من هجماتها الصاروخية وبالطائرات المفخخة تجاه المنشآت النفطية والاقتصادية السعودية، يدل حسب الخبير والباحث في الشؤون العسكرية الدكتور علي الذهب، على أنه لا يوجد لديها أي استعداد للتفاوض، أو حتى التعاطي مع المبادرات ومنها مبادرة المملكة التي ترفضها بشكل كامل.

ونقل موقع”الجيش اليمني” عن الدكتور الذهب تعليقه على الرد الحوثي للدعوات الخليجية الأخيرة لعقد مشاورات يمنية – يمنية بالرياض، وذلك بتكثيف هجماتها الإرهابية، بأن إطلاق الميليشيا للصواريخ بعد هدوء نسبي، دليل على رفضها أولاً للمبادرة السعودية من أساسها، والتي تدعو إلى “وقف شامل لإطلاق النار، ومن ثم فتح جزئي للمطارات والموانئ، للخدمات الإنسانية، أي لعدد من الرحلات”.

وأوضح أن الميليشيا تريد استغلال هذه المبادرة من اتجاه آخر، فهي تريد فتح الموانئ والمطارات ومن ثم التحدث عن وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أنه بعد التمكن من فتح المطارات والموانئ، وإذا ما عاد التحالف إلى إغلاقها مجدداً سيضج العالم حينها، وستكون المليشيا قد نجحت بإدخال الأسلحة والتقنيات العسكرية الكبيرة، التي ستمكنها من شن الحرب أكثر على اليمنيين واستهداف دول الجوار والممرات الدولية في عرض البحر الأحمر لسنوات قادمة.

وقال الخبير العسكري اليمني “إن الاستجابات العنيفة التي وجهتها الميليشيا المدعومة من إيران اتجاه المنشآت الاقتصادية الاستراتيجية في المملكة، تندرج ضمن رفضها للمفاوضات لإنهاء الحرب”.

وفسرّ إعلان الميليشيا المتكرر عن استعدادها بالتفاوض مع دول التحالف، دون ذكر الحكومة الشرعية، بأنه أحد ملامح التهرب من دعوات التفاوض مع الأطراف اليمنية، وهي الحكومة اليمنية، المعترف بها دولياً، بوصفها أيضا الحكومة الشعبية والشرعية.

تعنت الميليشيا

ودلّل الدكتور الذهب على تعنت الميليشيا في الجلوس على طاولة أي حوار، أو جلوسها مع مختلف الأطراف، من خلال رفضها إرسال من يمثلها في المشاورات أو اللقاءات التشاورية، كما أنها منعت أي جهات مستقلة في صنعاء إرسال ممثلين إلى هذه المشاورات.

وتمنى من مختلف الأطراف اليمنية المناوئة للميليشيا ومشروعها الإيراني أن تنتهز هذه الفرصة، فهي فعلاً بحاجة إلى حوار، ولكن يكون حواراً أخوياً صادقاً، بحيث يوحدوا صفوفهم ومن ثم الحوار مع الطرف الآخر.

وكان مجلس التعاون لدول الخليج العربية قد أعلن في وقت سابق عن إطلاق مبادرة، لاستضافة مشاورات يمنية ـ يمنية تحتضنها العاصمة السعودية الرياض أواخر شهر مارس الجاري، وهي الدعوة التي رحبت بها رئاسة الجمهورية.

وأكدت رئاسة الجمهورية دعمها ومساندتها لكافة تلك الجهود الرامية لاستعادة الأمن والاستقرار وتحقيق السلام في اليمن استنادا للثوابت الوطنية ووفقا للمرجعيات الثلاث وفي مقدمتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.

ودعت كافة المكونات اليمنية للمشاركة بفاعلية وإيجابية في المشاورات القادمة، وتضافر كافة الجهود لإخراج اليمن من أزمته وإنهاء معاناة أبنائه والشروع في بناء مستقبل أجياله.

من جهته قال الصحفي اليمني نادر الصوفي لـ أخبار الآن إن ميليشيات الحوثي دائما ما تذهب نحو التصعيد الأقصى، أما في الداخل اليمني أو نحو الأشقاء في السعودية والإمارات، حينما تشعر أن مصير الحرب في اليمن يذهب نحو السلام، مشيرا إلى أنها وبهذا التصعيد تحاول الميليشيات فرض استمرار الحرب باعتبارها الضامن لها للاستمرار بتواجدها، وهي مثل كل الكيانات المارقة التي تعتاش من الحروب وانفلات الدولة. هذا من حيث المبدأ.

وأكد الصحفي الصوفي أن خوف ميليشيات الحوثي من نجاح أي مشاورات بين المكونات اليمنية، جعلها تذهب إلى تصعيدها الأخير على المملكة،مؤكدًا بأن الميليشيا تدرك أهمية رعاية الرياض لمثل هكذا حدث يمني، وتفضل إفشاله من أجل إيران، التي يمثل لها استمرار الحرب في اليمن مصلحة استراتيجية حتى الإنتهاء من توقيع الاتفاق النووي.