داعش يشن “غزوات اقتصادية” تستهدف مفاصل الدولة العراقية

لا يكتفي تنظيم داعش الإرهابي باستهداف الأبرياء وأجهزة الأمن، وانما يمتد إرهابه ليطال المصالح الحيوية والمدنية للدول التي يعيث فيها فسادا.

ففي تقرير نشر قبل أسابيع فإن الهجمات التي شنها التنظيم على البنية التحتية من آبار ارتوازية ومنصات النفط والغاز والكهرباء وحتى المحاصيل الزراعية في العراق تزايدت بنسبة كبيرة، حيث أكد التنظيم ان حملته على أبراج نقل الطاقة تسببت في انقطاع التيار الكهربائي عن مساحات واسعة من البلاد، مما أدى الى إجبار القوات الأمنية على حماية تلك الأبراج مما مكن التنظيم من شن هجمات في أماكن أخرى .

وبحسب التنظيم المتطرف وفي صحيفته “النبأ” نقلا عن ما اسماه بالمسؤول العسكري أن قرار رئيس الوزراء نوري الكاظمي بتخصيص قوات عسكرية لحماية ابراج الكهرباء يحقق هدفين، الأول تخفيف الضغط على المناطق والثاني توفير أهداف جديدة لاستهدافها بالمستقبل، واضاف ان ضرب ابراج الكهرباء هي “غزوة اقتصادية” لن تتوقف وسيأتي بعدها اهدافا اخرى.

وشهدت غالبية المدن العراقية في بدايات يوليو الماضي، انقطاعًا مفاجئًا في التيار الكهربائي، نتيجة انهيار في شبكة الشركة الوطنية لـ الكهرباء عُدّ الأول من نوعه.

وبينما غرقت المدن العراقية في الظلام الدامس، أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن استهداف أبراج الكهرباء، في بيانات إعلامية عدة نشرتها وكالة أعماق “ذراع التنظيم الدعائية”، موضحًا أن تلك الهجمات تتم ضمن حملة الاستنزاف الاقتصادي التي تستهدف الحكومة العراقية.

 

داعش يعتمد “الحرب الإستنزافية” طويلة المدى

ولم يكن حديث داعش عن “حرب الكهرباء”، سوى تأكيد على استراتيجية الحرب الاستنزافية التي ارتأى التنظيم اتباعها منذ انهيار خلافته المزعومة، في مارس 2019، فمنذ ذلك التاريخ أطلق التنظيم ما يسميه بـ”غزوات الاستنزاف المنسقة” التي تهدف لإنهاك خصومه لأطول فترة ممكنة، عن طريق اتباع أساليب حرب العصابات.

وفي أبريل من نفس العام، خرج أبوبكر البغدادي، زعيم التنظيم الإرهابي السابق، في لقاء مرئي، ليدعو جنود وأنصار التنظيم في كل مكان لشن حرب استنزافية طويلة تستهلك المقدرات العسكرية والمالية واللوجستية لأعداء “الخلافة” المزعومة.

واحتفى المتحدث الحالي باسم تنظيم داعش أبوحمزة القرشي، في كلمته الصوتية المنشورة أواخر الشهر الماضي، بالهجمات التي يشنها مقاتلو التنظيم في العراق، معتبرًا أنها حيَّرت الحكومة العراقية وأبقت القوات الحكومية مستنفرة طوال الوقت.

وفي سياق متصل، أشارت صحيفة النبأ الداعشية في عددها رقم (294) إلى أن الهجمات الأخيرة التي استهدفت قطاع الكهرباء العراقي تمت ضمن ما يُسمى بـ”الغزوة الاقتصادية المنسقة” التي كلف زعيم التنظيم الحالي “أبو إبراهيم الهاشمي” مقاتلي التنظيم بتنفيذها.

ونقلت الصحيفة الداعشية عن مصدر وصفته بـ”المسؤول العسكري” أن هجمات التنظيم الأخيرة شملت استهداف قطاع الكهرباء بما يشمله من خطوط نقل التيار والمولدات والمحولات وغيرها، بجانب توسيع دائرة الاستهداف لتشمل قطاع النفط بما يشمله من مصافي وآبار نفطية ومحطات الغاز ومشاريع المياه الرئيسية في البلاد.

وعلى الجهة الأخرى، قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إن الاستهداف المتكرر لأبراج الطاقة الكهربائية في عدد من المحافظات، يؤثر في ساعات تزويد المناطق بالطاقة ويفاقم معاناة المواطنين، موجهًا قيادات العمليات المشتركة والأجهزة الأمنية والاستخبارية بالعمل على وقف الاستهدافات وحماية أبراج الطاقة وملاحقة الجماعات الإرهابية.

وعقب تصريحات “الكاظمي”، أعلنت قيادة العمليات المشتركة تخصيص قوات عسكرية مشتركة لتأمين خطوط نقل الطاقة الكهربائية التي تعرضت للاستهداف في الفترة الماضية.