العادات والتقاليد في الأسواق والأعراس

في إطار برنامج المخيمات الصيفية المغربية المنظمة هذه السنة تحت شعار “صيفيات 2021″، الذي أطلقته وزارة الثقافة والشباب والرياضة، والجامعة الوطنية للتخييم، نظمت جمعية طموح للطفولة والمرأة والرياضة والبيئة بمدينة الوطية إقليم طانطان بالمغرب يومًا ثقافيًا سمي “اليوم الشعبي”.

انطلق هذا اليوم الشعبي في التاسعة صباحًا من يوم الخميس 29 تموز/ يوليو المنصرم (2021) بالمركب السوسيو رياضي بمدينة الوطية، بهدف التعريف ببعض العادات والتقاليد المغربية.

 

وجسد أجواء السوق الأسبوعي المغربي، وكذلك التقاليد والعادات المتبعة في الأعراس المغربية. استفاد من هذا اليوم 100طفل من كلا الجنسين، فيما أشرف على تأطيره 10 مؤطرين مختصين في التنشيط وتنظيم التظاهرات الثقافية والرياضية بالمنطقة.

حول المزيد من التفاصيل عن هذا اليوم الشعبي المنظم، قال مصطفى لعزيزي، رئيس جمعية طموح للطفولة والمرأة والرياضة والبيئة لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في الكغرب خدى لبهالة، إن الأنشطة التي أقيمت قسمت عبر فترتين: صباحية ومسائية.
100 طفل في الوطية بطانطان يشاركون في اليوم الشعبي ضمن مخيمات الصيف

اليوم الشعبي في مخيم صيفيات 2021

خصصت الفترة الأولى للتعريف بالسوق الأسبوعي المغربي وتجسيد مختلف الأنشطة المزاولة به، فيما جسدت الفترة المسائية التي انطلقت على الساعة الثانية والنصف ظهرًا وانتهت على الساعة الرابعة عصرًا التقاليد والعادات المتعارف عليها في الأعراس المغربية.
وذكر مصطفى لعزيزي أن طبيعة مخيمات القرب التي تم اعتمادها هذه السنة بسبب فيروس كورونا لتعويض المخيمات التقليدية، أصبحت مختلف الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية فيها تجرى في وقت محدد خلال النهار بدون مبيت الأطفال والمؤطرين بفضاءاتها.
أطفال مشاركون في مخيم صيفي في الوطية في طانطان بالمغرب

تجسيد للعدول وهو كاتب الزواجات ومسجلها لدى المحكمة

وأضاف أن هذا الاتجاه نحو مخيمات القرب الذي اعُتمد لأول مرة بالمغرب هذه السنة، جعل المؤطرين المنتمين إلى المجتمع المدني بإقليم طانطان، حريصين على خلق سلسلة من الأنشطة المتنوعة والمختلفة، والغنية بحمولة ثقافية إلى جانب قيمتها الترفيهية.

تقريب الأطفال من تنوع العادات والتقاليد في بلدهم

وأوضح أن اليوم الشعبي الذي أفرزه الاتفاق الجماعي للمؤطرين بمدينة الوطية، شكل فرصة مثالية لتقريب الأطفال أكثر من مختلف العادات والتقاليد المغربية الشهيرة والانفتاح عليها، وتجاوز بذلك الرصيد المعرفي المقتصر فقط على العادات والتقاليد المحلية.
100 طفل في الوطية بطانطان يشاركون في اليوم الشعبي ضمن مخيمات الصيف

100 طفل في الوطية بطانطان يشاركون في اليوم الشعبي ضمن مخيمات الصيف

ولفت لعزيزي إلى أن الأطفال المستفيدين من أنشطة اليوم الشعبي تعرفوا خلال الفترة الصباحية على مختلف المهن والأنشطة المزاولة في السوق الأسبوعي ببعض المجالات الحضرية، والذي يقصده سكان القرى للتبضع. كما جسد الأطفال الأنشطة وأصحاب المهن المزاولة رفقة المؤطرين في قالب فكاهي.
إذ تم تجسيد مهنة الجزار وبائع الفشار، وبائع الملابس، والخضر، والتوابل، والأعشاب والنباتات العطرية والطبية، ومهنة مزينة العرائس وبائع الماء الذي يشتهر في المغرب بإسم “الكراب”، فضلًا عن مهنة “العدول” والتي يقصد بها الشخص الذي يحرر عقود الزواج ويتكلف بنقلها إلى محكمة الأسرة لإكمال الإجراءات.
أما الفترة المسائية، فقد استهلت، حسب تصريح لعزيزي، بعرض تمثيلي حول صراع بين قبيلتين عن أحقية الاستفادة من ماء بئر توجد بأرض محايدة ليست ملكًا لأي منهما. شارك الأطفال رفقة مؤطريهم في هذا العرض، وتم تقسيم عدد الأطفال إلى مجموعتين ترأس كل مجموعة مؤطر، ومثلت كل منهما قبيلة.
انتهت هذه القصة المستوحاة من التراث الشعبي المغربي، بتصالح القبيلتين بعد تدخل شيخ حكيم يحترمه الجميع، أقنع القبيلتين بأن البئر أنجزت من طرف شخص لا ينتمي لأية قبيلة، لينتهي الصراع بتزويج أحد أبناء القبيلة الأولى بإحدى فتيات القبيلة الثانية وسط أجواء من الفرح والسعادة.
بعد نهاية قصة الصراع، مرّ المشاركون إلى تجسيد تقاليد العرس المغربي، وتم اختيار 6 أطفال للعب دور زيجات من مناطق مغربية مختلفة، وارتدى أحد الأطفال الذكور “الكندورة” الرجالية بشكلها الشهير بالمناطق الصحراوية، فيما ارتدى طفلان آخران شكلًا مغايرًا يمثل “الكندورة” الرجالية وزي “الجبدور” المكون من قطعة قصيرة تمتد حتى الركبتين مع سروال فضفاض، وتعد هذه الأنواع من الزي الأكثر إقبالًا من طرف المغاربة في الأعياد والمناسبات بجل المناطق المغربية الجنوبية والشمالية.
100 طفل في الوطية بطانطان يشاركون في اليوم الشعبي ضمن مخيمات الصيف

تجسيد لتقاليد الأعراس في الأزياء والأغاني والرقصات والطعام

بدورهن، ارتدت الفتيات الثلاث اللواتي وقع الاختيار عليهن لتجسيد دور العرائس، أزياء العروس الأمازيغية والعروس الصحراوية والعروس بشمال المغرب ( الشمالية). وأضيف إلى تنوع الأزياء، كما قال مصطفى لعزيزي، “تنوع أطباق الأكل التي تقدم عادة في الأعراس المغربية، كما قمنا بمسابقة ترفيهية لاختيار أفضل طبق محضر من طرف العرسان، فضلًا عن طرح أسئلة ثقافية”.
تم الاحتفاء بالأطفال الذين جسدوا دور الزيجات المغربية بأغانٍ وموسيقى ورقصات، تمثل بدورها تنوع التقاليد والعادات بالمغرب، كالرقصة الأمازيغية والرقصة الحسانية والرقص الشعبي، إذ تتنوع الاغاني والموسيقى بتنوع هذه الرقصات، وشارك فيها باقي الأطفال والمؤطرين الذين لعبوا دور المدعوين.
ذكر لعزيزي لمراسلة “تطبيق خبّر” أن النشاط المسائي اختتم بتوزيع مجموعات قصصية وألعاب على جميع الأطفال، فيما حصل بعضهم على ملابس تقليدية. مشيرًا إلى أن الأيام القادمة ستعرف المزيد من الأنشطة المتنوعة التي سيستفيد من بعضها نفس الأطفال المشاركين في اليوم الشعبي، وأخرى ستكون موجهة لأطفال جدد وفق المراحل الخمس المخصصة لمخيم القرب بمدينة الوطية.

المخيمات تقام هذا العام بدون مبيت

من جهته، ذكر مصطفى بيروكي، وهو إطار إداري بالمديرية الإقليمية للشباب والرياضة بطانطان، أن مخيم القرب الذي جاء هذه السنة مغايرًا للمخيمات الصيفية العادية، يقتصر على عدد محدود من الأطفال لقضاء مدة 6 أيام بدون تنقل أو مبيت في إحدى الفضاءات المحددة سلفًا من طرف المديرية الإقليمية للشباب والرياضة بطانطان.
وأوضح لمراسلة “تطبيق خبّر” أنه قد خصصت جميع المراكز السوسيو رياضية والأندية النسوية ودور الشباب بالإقليم لاحتضان هذا النوع الجديد من المخيمات، واستيعاب جميع الأطفال المستفيدين البالغ عددهم 400 طفلًا في كل مرحلة من المراحل الخمس المسطرة ضمن برنامج مخيم صيفيات 2021.
100 طفل في الوطية بطانطان يشاركون في اليوم الشعبي ضمن مخيمات الصيف

منشطو المخيم شاركوا الأطفال في مختلف النشاطات التي جرت

حسب تصريح مصطفى بيروكي، تستغرق كل مرحلة مدة 6 أيام، تجرى خلالها أنشطة رياضية وثقافية وفنية وورشات تكوينية ميدانية. ومن شأن هذه الصيغة الجديدة للمخيمات الصيفية هذه السنة برأيه، صقل مواهب الأطفال وتعليمهم مهارات جديدة وتوسيع دائرة معارفهم، لتجاوز الثقافة المحلية والانفتاح على التنوع الثقافي الأدبي والشعبي والفني بالمغرب وبالعالم ككل.
جدير بالذكر أن مخيمات القرب هي نوع جديد من المخيمات الصيفية، أطلق لأول مرة هذا العام في إطار التدابير المتخذة من طرف الحكومية المغربية، للحماية من فيروس كورونا وعدم حرمان الأطفال من الترفيه.
لا توفر هذه المخيمات التنقل أو المبيت للأطفال المستفيدين، ولا تتجاوز مدة الإستفادة منها ستة أيام لكل طفل، عكس المخيمات العادية التي يتنقل فيها الأطفال ويبيتون، كما يقضون فيها مدة تتراوح بين 15 يومًا وشهرًا كاملًا تحت إشراف مؤطرين.
ومن مميزات مخيمات القرب أنها تقام في دور الشباب والأندية النسوية والمراكز السوسيو رياضية المتواجدة بأحياء مختلف مقاطعات وعمالات المدن المغربية وكذلك القرى، لتسهيل ولوج جميع الأطفال.