لبنان نحو العتمة.. شركة الكهرباء الوطنية تحذر من “مرحلة الخطر”

  • مؤسسة “كهرباء لبنان” تحذر من الانقطاع النهائي للتيار الكهربائي في البلاد
  • المؤسسة غير قادرة على تأمين عملة صعبة لشراء الوقود للانتاج

حذرت مؤسسة “كهرباء لبنان“، اليوم السبت، من الانقطاع النهائي للتيار الكهربائي في البلاد بسبب عدم قدرتها على تأمين عملة صعبة لشراء الوقود للانتاج، مطالبة الجهات المعنية بتأمين تسهيلات لتوفير العملة الصعبة.

وفي بيان حصلت “أخبار الآن” على نسخة منه، أطلقت المؤسسة تحذيراً من الدخول في مرحلة الخطر وصولاً إلى الوقوع للانقطاع العام في إنتاج الطاقة الكهربائية، موضحة أنه ما زال يتعذر عليها تحويل المبالغ المجباة بالليرة اللّبنانية لفواتير الاشتراكات بالتغذية بالتيار الكهربائي، إلى عملة صعبة لدى مصرف لبنان، لزوم شراء قطع الغيار المناسبة، والمواد الاستهلاكية والكيميائية الضرورية، وتسديد ثمن استجرار الطاقة من الباخرتين المنتجتين للطاقة، وإجراء الصيانات العامة والدورية اللازمة في كل من قطاعات الإنتاج، النقل والتوزيع في مؤسسة كهرباء لبنان“.

ومع هذا، فقد أشارت المؤسسة إلى أنه “يتعذر عليها أيضاً استخدام هذا الفائض من العملة الوطنية المتراكم في حساباتها لدى مصرف لبنان جراء عمليات جباية الفواتير، لتغطية جزء من حاجاتها من المحروقات لزوم إنتاج الطاقة”.

وأضاف البيان: “لما كانت القوانين والأنظمة المرعية الإجراء قد حددت الأصول التي على أي مؤسسة عامة اتباعها لشراء العملة الصعبة، وبالرغم من بذل مؤسسة كهرباء لبنان قصارى جهدها، بما يتوفر لديها من امكانيات حالية، لتأمين حد أدنى من التغذية الكهربائية، في ظل الظروف الاقتصادية والمالية والنقدية الصعبة التي تمر بها البلاد، فإنها تنتج حالياً حوالى 800 ميغاواط بشكل أساسي من معملي الزهراني ودير عمار والباخرتين المنتجتين للطاقة”.

ومع هذا، فقد كشفت المؤسسة إنه “بإمكانها أن ترفع الانتاج إلى حدود 2000 ميغاواط في حال توفر التسهيلات لتأمين العملة الصعبة. علماً أن الكميات التي سيتم تأمينها بموجب الاتفاقية العراقية والبالغة 1 مليون طن متري سنويًاً، والتي تشكل ثلث حاجات المؤسسة السنوية تقريباً، كون متوسط حاجتها الإجمالية السنوية من المحروقات المختلفة تبلغ حوالى 3 مليون طن متري تقريباً، ستساعد في إبعاد شبح العتمة الكهربائية في لُبنان شرط تأمين العملات الصعبة لقطاعات المؤسسة كافة لا سيما معامل إنتاج الطاقة الكهربائية”.

وختم البيان: “وبالتالي تحذر مؤسسة كهرباء لبنان من الدخول في مرحلة الخطر وصولاً إلى الوقوع للانقطاع العام في إنتاج الطاقة الكهربائية، إذا ما استمرت الأمور على حالها، سيما لناحية عدم تأمين أي تسهيلات لدى الجهات المعنية لتوفير العملة الصعبة”.

عبء إضافي

إلى ذلك، قالت مصادر في مؤسسة “كهرباء لُبنان” لـ“أخبار الآن” أنّ “المعامل الحالية بالكاد تنتج الكهرباء بسبب قلة وجود الفيول أويل اللازم”، مشيرة إلى أنه “خلال فصل الصيف يزداد الطلب على الطاقة، ما يعني عبئاً إضافياً في ظل عدم قدرتنا على تأمين الوقود اللازم للانتاج”.

وذكرت المصادر نفسها أن “المعامل القديمة لإنتاج الطاقة لا يمكن تحميلها أكثر من طاقتها في حين أنها تحتاج إلى صيانة دورية وهذا الأمر غير متوفر حالياً بسبب عدم حصولنا على الدولارات الكافية”.

وكشفت المصادر أنّ “البواخر التي تولد الكهرباء في لُبنان سينتهي عقدها في 30 أيلول/سبتمبر المقبل، ما يعني أن القدرة على الانتاج ستنخفض حُكماً، والتعويض بالطاقة سيكون صعباً طالما لم يكن هناك اعتمادات للكهرباء”.

أزمة مازوت للمولدات

وفي ظل الانقطاع المستمر للكهرباء في لبنان، تبرز أزمة شح المازوت التي أدت إلى أزمة في قطاع المولدات الخاصة، إذ بات أصحابها عن تأمين التغذية للناس بسبب عدم قدرتهم على الحصول على المازوت.

ويوم أمس، وصلت إلى لبنان باخرة محملة بالمازوت، في حين أنه من المنتظر أن تصل باخرة أخرى خلال أيام قليلة.

ويناشد المعنيون في قطاعي المحروقات والمولدات الدولة لتأمين المازوت للمولدات بأسرع وقتٍ ممكن خوفاً من العتمة الشاملة والكاملة.