اشتباكات بين قوات النظام السوري ومقاتلين محليين توقع قتلى بالعشرات

قتل 23 شخصاً على الأقل بينهم ثمانية مدنيين خلال اشتباكات عنيفة اندلعت الخميس في محافظة درعا في جنوب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس، في مواجهات تُعدّ “الأعنف” منذ ثلاث سنوات.

وتعتبر درعا “مهد” الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت قبل عشرة أعوام ضد النظام. ورغم توقيع الفصائل المعارضة فيها اتفاق تسوية مع دمشق، برعاية روسية، إثر عملية عسكرية في العام 2018، إلا أنها تشهد بين الحين والآخر فوضى واغتيالات وهجمات.

وأفاد المرصد عن معارك عنيفة اندلعت بين قوات النظام والمجموعات الموالية لها من جهة ومقاتلين محليين من جهة ثانية منذ ساعات الصباح الباكر في مناطق متفرقة في المحافظة، بينها مدينة درعا.

وتسبّبت الاشتباكات، التي وصفها المرصد بـ”حرب حقيقية”، بمقتل ثمانية عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، مقابل خمسة من مقاتلي الفصائل المسلحة.

مقتل ثمانية مدنيين و 7 مسلحين جراء قصف قوات النظام على المناطق المأهولة

كذلك أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل ثمانية مدنيين جراء قصف قوات النظام على المناطق المأهولة، هم رجل في درعا البلد وآخر في جاسم وامرأة وطفلها وثلاثة أطفال آخرين في بلدة اليادودة، وطفل في درعا البلد، وسط معلومات عن وجود العديد من الجرحى بعضهم حالتهم خطرة ما يرجح ارتفاع حصيلة القتلى.

كما ارتفع تعداد قتلى المسلحين المحليين إلى 7 خلال اليوم، هم مقاتل في درعا البلد وآخر في جاسم، و4 في القطاع الغربي من درعا بينهم قيادي كان النظام يطالب بترحيله إلى الشمال السوري، ومقاتل في المزيريب، فيما قتل 8 من عناصر قوات النظام في المواجهات.

وبدأ التصعيد مع قصف قوات النظام درعا البلد، معقل فصائل المعارضة سابقاً، بالصواريخ وقذائف الهاون تمهيداً لاقتحامها برياً. ورد مقاتلو الفصائل باستهداف حواجز ونقاط تابعة لقوات النظام في ريفي درعا الشرقي والغربي. وتمكنوا من أسر أكثر من “40 عنصراً من قوات النظام”.

وتعد الاشتباكات الخميس وفق المرصد “الأعنف والأشمل منذ سيطرة النظام على درعا”.

ودرعا المحافظة الوحيدة التي لم يخرج منها كل مقاتلي المعارضة بعد استعادة النظام السيطرة عليها عام 2018.

قوات النظام السوري تحشد عسكرياً للسيطرة على درعا البلد

ووضع اتفاق تسوية رعته موسكو حداً للعمليات العسكرية بين قوات النظام والفصائل المعارضة. ونصّ على أن تسلم الفصائل سلاحها الثقيل، لكن عدداً كبيراً من عناصرها بقوا في مناطقهم على عكس ما حصل في مناطق أخرى استعادها النظام، واحتفظوا بأسلحة خفيفة، فيما لم تنتشر قوات النظام في كافة أنحاء المحافظة.

وتشهد المنطقة بين الحين والآخر توترات واشتباكات. وكان المرصد أحصى في آذار/مارس مقتل 21 عنصراً على الأقل، من عناصر الفرقة الرابعة والمخابرات، في كمين نصبه مقاتلون مسلحون في ريف درعا الغربي.

وخلال الأسابيع الماضية، أفادت وسائل إعلام سورية محلية عن حشد عسكري لقوات النظام عند أطراف المدينة، تزامن مع عقد اجتماعات عدّة بين ممثلين عن المجموعات المقاتلة والحكومة السورية.