تصحّر وفيضانات.. نقيضان في السودان

يمر السودان بوضع صعب بسبب التغيرات المناخية التي باتت تظهر بشكل كبير في السنوات الأخيرة , من جفاف وتصحر في بعض المناطق، وفيضانات وسيول في مناطق أخرى, متأثرًا بعوامل عديدة منها غزارة الأمطار في الهضبة الأثيوبية.

وبحسب تقرير لمفوضية الأمم المتحدة، فإن ارتفاع درجات الحرارة في العالم أدى إلى تغيير أنماط هطول الأمطار، وهذا بدوره يزيد من تواتر وشدة الفيضانات والجفاف والعواصف الرملية.

ولعل ذلك يبرز فيما حدث في مدينة الفاو التي تقع بولاية القضارف شرقي السودان، التي اجتاحتها سيول وفيضانات غمرت أجزاء واسعة من المدينة، ما تسبب في خسائر كبيرة للمواطنين الذين لجأ عدد كبير منهم إلى المدارس كمأوى بعد أن باتت منازلهم تهدد حياتهم، في وقت تضرر أكثر من 250 منزلًا فيها بسبب الفيضانات والسيول.

كما تضرر عدد من الأسواق في المدينة، وأصبح المواطنون يعانون للوصول إليها لشراء إحتياجاتهم اليومية، فضلًا عما أحدثته الفيضانات من ضرر في المشاريع الزراعية التي غمرت أجزاء كبيرة منها.
فيضانات السودان.. تعديات الإنسان على النيل وتبعات التغيّر المناخي

فيضانات السودان.. أزمة أيادي البشر والتغير المناخي

مراسل “تطبيق خبّر” الميداني في السودان محمد وليد مختار التقط بعضًا من مشاهد الفيضانات والأضرار الناجمة عنها.

توقعات بارتفاع فيضانات النيل بسبب التغيّر المناخي

في بيان لها، ذكرت وزارة الري والموارد المائية السودانية أن تزايد إيراد النيل الأزرق من 100 مليون متر مكعب من المياه إلى 400 مليون متر مكعب في اليوم خلال الأسبوع الماضي، مع تقدم فصل الخريف وازدياد معدلات الأمطار بالهضبة الأثيوبية، أدى إلى ارتفاع كبير في مناسيب النيل الأزرق.
فيضانات السودان.. تعديات الإنسان على النيل وتبعات التغيّر المناخي

تقارير دولية تفيد بارتفاع معدل الفيضانات في العالم في السنوات المقبلة

وهو الارتفاع الذي تسببت به عوامل عديدة، منها ما هو مرتبط بما يجري من إجراءات في سد النهضة الأثيوبي، وما هو مرتبط بالتعديات التي تحدث عند مجرى النهر فأدت إلى تضييقه، ومنها ما هو مرتبط بالأحوال الجوية وتبعات التغير المناخي.
وقد رجح خبراء من بريطانيا واليابان أن يزيد التغير المناخي في هذا القرن من فيضان بعض الأنهار، مثل النيل والأمازون. وبحسب الدراسة التي نشرت في دورية التغير المناخي في الطبيعة، فإنه من المتوقع أن يشهد هذا القرن زيادة كبيرة في الفيضانات في جنوب شرقي أسيا ووسط أفريقيا وجزء كبير من أميركا الجنوبية.
مشهد لفيضان السودان

أتلفت الفيضانات مساحات زراعية شاسعة

وفي ظل هذه العوامل، يبقى تهديد الفيضانات للسودانيين مستمر ما لم تقم السلطات بخطوات لتوسيع مجرى النيل في الخرطوم، ووضع خطة استراتيجية وطنية وتفعيلها , تكون مهمتها العمل بشكل حثيث على وضع حلول لمواجهة تبعات التغير المناخي التي يواجهها العالم أجمع.