مهرجان تراثي وإنشادي فرحًا بالعيد

على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها بلادهم، أبت منطقة الغرفة الواقعة غرب مدينة سيئون حاضرة وادي حضرموت جنوب شرقي اليمن، إلا أن تكون مظاهر الفرح بالعيد حاضرةً لترسم الابتسامة على محيّا أبناء المنطقة صغارًا وكبارا.

فقد شهدت منطقة الغرفة، خلال أيام عيد الأضحى المبارك، مهرجانًا كرنفاليًا تراثيًا وإنشاديًا، دأبت على تنظيمه الملتقيات المجتمعية والشبابية في المنطقة كتقليدٍ سنوي.

سالم محمد سلمان، وهو من أبناء منطقة تريس التي تبعد عن منطقة الغرفة بضعة كيلومترات إلى جهة الشرق، أكد لمراسل “تطبيق خبِّر” الميداني في اليمن عمر يعقوب، أنه يحرص سنويًا على اصطحاب أطفاله وأطفال شقيقه المغترب في المملكة العربية السعودية لحضور هذه المهرجان الكرنفالي، حيث يعيشون أجواء الفرح ويقضون أوقاتًا سعيدة من خلال الفقرات المتنوعة التي يتضمنها برنامج المهرجان.

صورة من احتفال منطقة الغرفة في حضرموت في عيد الأضحى

مهرجان احتفالي بالعيد يرسم البعجة على وجوه أطفال حضرموت

وأضاف سلمان أن هذا العيد أتى في ظل ظروف صعبة يعيشها الجميع بسبب الانهيار الاقتصادي الذي تعاني منه البلاد، إذ بلغت أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل العملة المحلية أرقاماً قياسية (1 دولار = 1006 ريال يمني)، وهو ما انعكس سلبًا على أسعار السلع والخدمات.
ولفت سلمان إلى أن العديد من أرباب الأسر، خاصة العاملين في القطاع الخاص وذوي الدخل المحدود، عجزوا عن شراء مستلزمات العيد لهم ولأطفالهم، بسبب انخفاض القيمة الشرائية للعملة المحلية وتدني المرتبات، التي تبلغ في المتوسط العام 50 ألف ريال، وهو أقل من 50 دولار شهريًا.
أبناء الغرفة بحضرموت يصنعون الفرح بالرغم من مرارة الظروف

أسئلة وترفيه للصغار

من جانبه، رأى حسن برك عبدالله، العامل في مجال البناء، أن هذا المهرجان كان بمثابة بقعة ضوء في وضع مظلم يعصف بأغلب الأسر، مشيرًا في حديثه لمراسل “تطبيق خبِّر” إلى أنه عاش سعادة غامرة وهو يشاهد البسمة ترتسم على محيّا أطفاله وهم يتفاعلون بايجابية مع الفقرات المتنوعة التي حواها برنامج المهرجان. وبيّن حسن أنه كان البديل المناسب للترفيه عن الأطفال مع صعوبة الذهاب بهم إلى الحدائق والمنتزهات التي تتطلب منه انفاق أمول إضافية.

رسالة حضرموت: الأمل لا يحجبه شيء

ولفت حسن برك، إلى أن “أبناء الغرفة والمناطق المجاورة لها، وبفضل هذا المهرجان، بعثوا رسالة للجميع مفادها أنه ما يزال هناك مجال لصنع السعادة بالرغم من مرارة الأوضاع التي يعيشونها، وأن شعاع الأمل لا يمكن أن تحجبه سحب التشاؤم”.
أبناء الغرفة بحضرموت يصنعون الفرح بالرغم من مرارة الظروف

نشاطات للكبار ورقصات تراثية

وأكد براك أنه ممتنٌ كثيرًا للجنة المنظمة للمهرجان وجميع الشباب المتطوعين، الذين ربطوا الليل بالنهار، وبذلوا جهودًا جبارة وحرموا أنفسهم وأسرهم ليظهر هذه المهرجان بالصورة الراقية تنظيميًا.
بدوره، أكد محمد عبدالله، وهو أحد المنظمين للمهرجان، أن اللجنة المنظمة حرصت على أن تكون فقرات المهرجان متناسبة لجميع الأعمار والفئات المجتمعية، وفي مقدمتها الألعاب الترفيهية للأطفال، والأسئلة ميدانية، وإلقاء القصائد شعرية، والمسابقات والألعاب التراثية للكبار، فضلاً عن الفقرات المسرحية الكوميدية، والاستعراضات الأكروباتية من لعبة الجمباز.
إنشاد ضمن مهرجان تراثي إنشادي في حضرموت

إنشاد ديني في المساء أسعد قلوب الحاضرين

وأشار عبدالله إلى أن اللجنة اعتادت أن يكون ختام المهرجان، الحفل الإنشادي، بمشاركة نخبة من ألمع المنشدين على مستوى منطقة الغرفة ووادي حضرموت الذين صدحوا بالعديد من الموشحات الدينية، والأناشيد التي تخاطب العقول والقلوب.
أبناء الغرفة بحضرموت يصنعون الفرح بالرغم من مرارة الظروف

استمر مهرجان العيد حتى ساعة متزخرة من ليل منطقة الغرفة

كما أكد عبدالله أنه وعلى عكس المتوقع، فقد حظي هذه المهرجان بزخم غير مسبوق، بحضور المئات من المناطق المجاورة، فضلاً عن أبناء المنطقة الذين تقدمهم علماء الدين والشخصيات الاجتماعية والوجهاء والأعيان، ممن شاركوا في تكريم أبرز من ساهموا في إنجاح المهرجان، في صورة تعكس التكاتف والتقارب المجتمعي الذي تتسم به منطقة الغرفة على وجه الخصوص وحضرموت عمومًا.