استفادة 10 قرى من مشيخة سكياط
في المغرب، نظمت جمعية الزويتنات للتنمية والتضامن يومي 15 و16 أيار/ مايو الحالي (2021) حملة إنسانية لتوزيع 500 قفة على الأسر المحتاجة والفقيرة بدوار الزويتنات التابع ترابيًا لجماعة سيدي لعروسي.
واختار المشرفون على الحملة الإنسانية برمجة توزيع الدعم بعد انقضاء شهر رمضان الذي يشهد تنظيم مبادرات تضامنية عديدة بالنظر إلى طبيعة الشهر الفضيل. وارتأت الجمعية أن يكون توزيع المساعدات بشكل مستمر وألا يقتصر على شهر رمضان، لضمان المؤن الغدائية لمدد طويلة.
وشملت الحملة تسعة دواوير مجاورة تشكل إلى جانب دوار الزويتنات مشيخة سكياط والتي تضم حوالي 800 نسمة، يعاني أغلبها من قلة الموارد وهشاشة الوضع المادي.
وشهدت هذه المبادرة مساهمة 22 شخصًا في مختلف مراحل الإعداد والتوزيع، من شباب المنطقة، فضلًا عن أعضاء الجمعية الذين تطوعوا لتيسير عملية التوزيع ولتفادي تجمع الساكنة.
وتم الإعتماد على سيارات نقل البضائع، نظرا لبعد مسافة بعض الدواوير، وهو ما اقتضى تخصيص ثلاث سيارات تتناوب على إيصال المساعدات لكل دوار على حدة.
وقد استُهل العمل على هذه الحملة، كما أوضح عضو جمعية الزويتنات للتنمية والتضامن منير حيمود لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب يوسف أسكور، قبل شهر رمضان.
وبيّن حيمود أن الجمعية قامت بالتنسيق مع السلطات المحلية والجمعيات السكانية لأجل جرد الساكنة المحلية المنتظر استفادتها، وتحديد عدد المستفيدين في كل دوار ليتسنى إجراء عملية التوزيع بشكل يحترم شروط الوقاية التي توصي بها السلطات الصحية.
ولفت حيمود إلى أنه واعتبارًا للظروف التي فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجد فقد تم تعيين منسق عن كل دوار يشرف على مرافقة السيارة المحملة بالمؤن الغذائية وتوزيعها على الأسر دون الحاجة إلى التنقل.
قيمة كل قفة توازي مؤونة شهر كامل لأسرة متوسطة
واستمرت عملية التوزيع طيلة يومين، بدءا بوضع المؤن في قفف، ثم تجميعها في أماكن محددة، مع تحديد عدد القفف لكل دوار، ثم تحميلها على السيارات وتوزيعها. وتضمنت القفف المكونات الضرورية لكل بيت؛ من دقيق، وشاي، وسكر، وقطاني، ومربى، وجبنة، ومعجنات، وسميد، وزبدة وزيت، وشكلت قيمة القفة ما يعادل مؤونة شهر كامل لأسرة متوسطة.
وكشف حيمود إن إجمالي قيمة هذه المبادرة بلغ 170,000 درهم (17,000 دولار) تبرع بها أحد المحسنين الذي ينحدر من المنطقة وله مشاريع بمدينة الدار البيضاء، ويحرص على المساهمة رفقة بعض من أعيان المنطقة لأجل إحياء هذه المبادرة بشكل سنوي منذ أزيد من عشر سنوات.
كما شهدت المبادرة، بالموازاة مع توزيع الدعم الغذائي، تنظيم ورشات تربوية ترفيهية لفائدة 30 طفلًا من أطفال دوار الزويتنات، حيث نظمت مسابقات بين الأطفال ورددت الأناشيد رفقة المهرج “زوزو” الذي شارك بشكل تطوعي رفقة المشاركين والمشاركات من الأطفال.
الحاج مبارك وهو فاعل مدني ومن ساكنة دوار الزويتنات التقاه مراسل “تطبيق خبّر”، صرح أنه سعيد بهذه المبادرة التي ساهمت في مساعدة جميع أسر الدوار على توفير حاجياتها الضرورية ولو بشكل مؤقت.
وأضاف الحاج مبارك أن ضعف إمكانات ساكنة المنطقة واعتمادهم على فلاحة معيشية يجعل النسبة الأكبر تعيش وضعية هشاشة قصوى، بينما فئة قليلة بالكاد تستطيع توفير الأساسيات فقط.
وحول موعد التوزيع، قال الحاج مبارك “إن اختيار توزيع المساعدات بعد انقضاء شهر رمضان فكرة استحسناها نحن كساكنة، إذ أن بعض الجمعيات مشكورة قامت بتنظيم حملات إنسانية خلال شهر رمضان وهو ما ساهم في توفير حاجيات الدواوير العشرة التابعة لمشيخة سكياط”.
وأكد أن التنسيق الذي تقوم به هذه الجمعيات يساهم في برمجة المساعدات بشكل يغطي أغلب شهور السنة، خصوصًا الأشهر التي تعرف تراجع مداخيل الأسر وارتفاع المصاريف تبعًا لما يقتضيه الموسم الفلاحي.
في سياق الحدث نفسه، قال يحيى وهو من أطفال الدوار، إنه سعد كثيرًا بلحظات المرح التي تقاسمها مع أصدقائه رفقة المهرج “زوزو” والتي افتقدوها لأكثر من شهرين. وبعبارات بريئة عبّر يحيى عن شكره وامتنانه لجمعية الزويتنات، نظير اهتمامها بهم كأطفال، وحرصها على تخصيص نشاط ترفيهي خاص بهم.
يذكر أن جمعية الزويتنات للتنمية والتضامن تم إنشاؤها سنة 2019 بطلب من الساكنة المحلية، لتكون جمعية تنموية يراد بها المساهمة في تنمية المنطقة عبر وضع برامج تقوم على التنسيق مع الفاعلين المحليين لأجل التخفيف من معاناة الساكنة وتحقيق استقلالية مادية لهم.