أول مبادرة مماثلة تنفذ في القرية

 

باتوا في منطقة نائية بعيدًا عن أهلهم وأحبتهم ومنازلهم، ليستفيقوا صباح عيد الفطر يوم الخميس 13 أيار/ مايو  باكرًا جدًا وإسعاد أطفال وأهالي قرية أقرض سديدين نواحي مدينة أزيلال المغربية.

هؤلاء هم شباب متطوع من جمعية “أنا معاك” الذين طبقوا يطبق ما يشير إليه اسم الجمعية وتوجهوا لقرية نائية من القرى المعزولة قاطعين مسافة 450 كيلومترًا، لإسعاد أطفالها وأهليهم.

 

يوم ترفيهي نظمته جمعية “أنا معاك” هناك شارك فيه 25 مبادرًآ ومبادرة، جرى فيه توزيع ألبسة العيد وألعابًا متنوعة على 100 طفل من كلا الجنسين ومختلف الأعمار، فضلًا عن توزيع 100 صحن كرتوني يضم أشكالا مختلفة من حلويات العيد على جميع الأهالي.

تميز اليوم الترفيهي بألعاب ورقصات بهلوانية وأنشطة ترفيهية، وزيّنت الفتيات بالحناء في أجواء احتفالية لم تخلُ من الأغاني الشعبية وأغاني الأطفال والرقصات .
"أنا معاك" تدخل فرحة العيد بقلب 100 طفل بقرية معزولة بالمغرب

الأطفال عاشوا فرح أول مبادرة مماثلة تنفيذ في قريتهم

جاءت هذه الالتفاتة في إطار فك العزلة عن المناطق الجبلية وتخفيف قساوة الظروف الاجتماعية والاقتصادية، التي تمنع عددًا من الأسر القاطنين بها من شراء ألبسة العيد لأبنائها، كما لخلق أجواء ملائمة للترفيه عنهم في ظل غياب فضاءات الألعاب والترفيه.
وحول تفاصيل هذا اليوم الترفيهي، أوضح يونس بري رئيس جمعية “أنا معاك” أن أعضاء الجمعية استهلوا أنشطتهم على الساعة السادسة صباحًا بتبادل التهاني مع أهل القرية وإقامة صلاة العيد رفقتهم، ثم جهزوا مكان الأنشطة في الهواء الطلق بقرب من مدرسة القرية، مستعينين بالطاولات الدراسية والكراسي لوضع الألبسة والهدايا وعلب الحلوى.

أطفال القرية طالبوا الجمعية بتنفيذ المزيد من النشاطات الترفيهية

وقال بري لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في المغرب هدى لبهالة إنه جرى استقبال الأطفال بالرقص من طرف فرقة موسيقية وتقديم ملابس العيد والألعاب لهم، فيما كلف بعض المبادرين بعملية توزيع الحلوى على الأمهات من أجل إضفاء لمسة مغربية على مائدة إفطار هذه الأسر.
"أنا معاك" تدخل فرحة العيد بقلب 100 طفل بقرية معزولة بالمغرب

اليوم الترفيهي تضمن هدايا ورسوم بالحنة وعروض مسرحية وبهلوانية

بعد ارتداء الأطفال لملابسهم الجديدة التي أعدت لهم بعناية لتناسب مقاسهم وسنهم، شارك الصغار أعضاء الجمعية وجبة الإفطار الجماعي التي قامت نساء أكرض سديدين بتحضيرها.
تلى ذلك ألعاب بهلوانية شارك فيها الصبيان، فيما جلست الفتيات في مكان خصص لهن مسبقًا، حيث قامت ثلاث مبادرات باستقبالهن وتزيينهن بالحناء ومشاركتهن أطراف الحديث والغناء.
كذلك تضمن اليوم الترفيهي عرضًآ مسرحيًآ تخللته عروض بهلوانية، وامتد هذا النشاط إلى غاية الثالثة عصرًا، ثم اختتم اليوم الترفيهي بأغان ورقصات منها رقصات محلية.
وأوضح يونس بري أن الأطفال كانوا سعداء للغاية بزيارة جمعية “أنا معاك” وتمضية العيد برفقتهم، خاصة أن هذه البادرة تعد الأولى من نوعها بالمنطقة، مشيرًا إلى أن الأطفال طالبوهم بإعادة تنظيم المزيد من الأنشطة المشابهة مستقبلاً.
وأضاف بري في هذا الإطار قائلًا، “كم الفرح الذي ارتسم  على وجوه الأطفال بل حتى على وجوه جميع أهالي القرية, جعل عيدنا هذه السنة مميزًا ولم نشعر بحرماننا من قضاء يوم العيد رفقة أهلنا وأصدقائنا كما جرت العادة خلال الأعياد الماضية”.
وعن أسباب اختيار جمعية “أنا معاك” لقرية أكرض سديدين بالتحديد للاستفادة من هذه المبادرة خلال عيد الفطر، بيّن رئيسها يونس بري أن هذا الاختيار جاء لعدة عوامل إنسانية واجتماعية بالأساس، وفي إطار العناية القصوى التي تليها الجمعية للمناطق القروية النائية.
أطفال القرية وفرحة العيد في المغرب

أطفال القرية طالبوا الجمعية بتنفيذ المزيد من النشاطات الترفيهية

وبالرغم من أن البرنامج السنوي هذا العام”، قال بري، “كان يضم عددًا من المناطق المغربية، ارتأينا أن تكون البداية من قرية أكرض سديدين، نظرًا لخصوصياتها المناخية والاقتصادية، خصوصا بعد تواصل الجمعية المحلية معنا، ونقل معاناة السكان طيلة السنة والحرمان الذي يعاني منه الأطفال، وتعطشهم للعب وللأنشطة الترفيهية”.
كما أوضح أن تحضيراتهم تطلبت 15 يومًا بين تنسيق مع الجمعية المحلية وتسجيل أسماء الأطفال وسنهم، مروراً بشراء الألبسة والهدايا التي ساهم في مصاريف اقتنائها عدد من المحسنين وأعضاء الجمعية.
وأشار إلى أنهم بمجرد علمهم بأن الخميس أول أيام عيد الفطر بالمغرب، جهزوا سياراتهم مساء الأربعاء وانطلقوا من مدينة الدار البيضاء حيث مقرهم إلى قرية أكرض سديدين، وتطلب وصولهم قطع مسافة 450 كيلومترًا، وهناك وجدوا أعضاء الجمعية المحلية والسكان في انتظارهم، واستقبلوهم برقصة “احيدوس” كتعبير عن الفرح بقدومهم، كما جهزوا لهم أفضل الغرف للمبيت.
تطمح جمعية ” أنا معاك” الشبابية، حسب تصريح رئيسها يونس بري، إلى القيام بالمزيد من المبادرات الإنسانية وإنشاء تعاونيات مدرة للدخل الجماعي بالقرى النائية، وحفر الآبار بعدد من المناطق الجبلية الواقعة بجنوب المغرب وفك عزلتها ومساعدة سكانها قدر الإمكان .