اختار الأطفال بأنفسهم “كسوة العيد” خاصتهم

بمناسبة عيد الفطر، قامت جمعية فاعل خير للتنمية الاجتماعية بمدينة مراكش بإدخال السرور والبهجة على قلوب أطفال يعيشون ظروفًا صعبة أو ينتمون لعائلات في وضع اجتماعي غير مستقر، عن طريق مبادرة “كسوة العيد”.

وتحت شعار “حتاهوما ولادنا”، زارت الجمعية هذا الأسبوع أحياء مراكش الهامشية لتحديد الأطفال الذين سيستفيدون من مبادرة “كسوة العيد” وتم تحديد 169 طفلًا، بعدها قامت الجمعية بالتسوق لهم رفقة عائلاتهم حتى يعيش الأطفال كذلك فرحة اختيار ما يعجبهم من ملابس العيد.

 

 

عن هذه المبادرة الخيرية، قال رئيس جمعية فاعل خير للتنمية الاجتماعية “إتبوبشت عبد الإله” لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب جواد الأطلس الذي القتاه أثناء عملية التسوق، إن هذه هي النسخة السابعة، وهي نشاط يدخل ضمن الأنشطة المواكبة لشهر رمضان.

وأوضح عبد الإله أنهم “في بداية شهر رمضان نستهل الأنشطة بقفة رمضان الموجهة للأسر في وضعية اجتماعية هشة، ونزودهم بمختلف المواد الغذائية الأساسية لدعمهم في أيام الصيام التي تحتاج لكمية هامة من المواد كما هو معلوم”.
الأطفال خلال اختيارهم كسوة العيد

اختار الأطفال بأنفسهم “كسوة العيد” خاصتهم

وأضاف أنه “في ختام الشهر الفضيل كذلك نتوجه لفئة الأطفال الذين هم في حاجة لشراء ملابس جديدة من أجل استقبال عيد الفطر، وجمعيتنا تحاول التكفل بهذا الجانب خاصة بالنسبة للعائلات التي تحتاج المساعدة”.
وبيّن عبد الإله أن عدد الأطفال المستفيدين من كسوة عيد الفطر هذا العام 169 طفلًا، تكفلت جمعية فاعل خير للتنمية الاجتماعية بكسوة كاملة من أحذية وسراويل وسترات حسب ما يشتهي الطفل المستفيد، سواء كان ولد أو بنت”، مؤكدًا أن “جميع الأطفال المسجلين هذه السنة في قائمة البيانات الخاصة بالجمعية تحصلوا على كسوة العيد، فهدف الحملة الرئيسي هو إدخال الفرحة على قلوب هؤلاء الصغار”.

تنسيق مع 6 محال ألبسة لتقليص الوقت والالتزام بالإجراءات الاحترازية

وفي السياق نفسه، قالت سكينة الزهراوي، المسؤولة عن خلية المعاينة وتتبع الحالات بالجمعية، إن حملة كسوة العيد المنظمة تحت شعار “حتاهوما ولادنا” أي “هم كذلك أبناؤنا”، يتم تنفيذها كأي نشاط آخر.
وبيّنت أن “أول شيء نبدأ به هو خلق لجنة منظمة خاصة بالمبادرة، تتكون من مدير أو مديرة النشاط فضلًا عن ممثلين لجميع اللجان وأعضاء ذوي خبرة وآخرين جدد، وتصبح هذه اللجان هي المسؤولة عن النشاط بصفة خاصة من بدايته إلى نهايته”.
جمعية فاعل خير قدمت كسوة العيد ل 169 طفلًا

تنسيق مع 6 محال ألبسة لتقليص الوقت والالتزام بالإجراءات الاحترازية

وتتضمن هذه المسؤولية الاجتماعات التحضيرية التي تناقش حيثيات المبادرة وكيفية تفعيلها على أرض الواقع، مرورًا بمرحلة البحث عن المحلات التجارية التي ستتعاون مع الجمعية لتسهيل عملية اقتناء الملابس حسب الفئة العمرية والجنس، وتحديد مواعيد توفير الطلبيات حتى مرحلة التوزيع وما يصاحبها من تنسيق”.
ولتسهيل هذه المهام، شرحت الزهراوي أن هناك فِرَق تتكلف كل واحدة بجانب، فهناك فريق المالية، الذي يبحث عن المحلات وينسق فيما يتعلق بالشق المالي وعدد المستفيدين طيلة مرحلة التنفيذ، ويليه فريق التواصل الذي يجري تنسيقًا مع أسرة الطفل ويحدد معهم يوم الاستفادة بعد أخد بيانات ومقاسات الولد أو البنت.
في مراكش.. 169 طفلًا يختارون "كسوة العيد" من "فاعل خير"
كما أن هناك فريق ثالث مكلف بالتوزيع، وهو المسؤول عن مرافقة العائلات إلى المحلات يوم التسوق بعد أن يتم تهيئة جميع الظروف، سواء من الناحية المادية أو الكمية، فضلًا عن ممثل اللجنة الاجتماعية الذي يتوفر على قائمة المستفيدين فلا يفارق اللجنة المكلفة بالتنفيذ طيلة المبادرة.
كذلك بيّنت الزهرواي أنه “نظرًا للظروف التي تفرضها جائحة فروس كورونا المستجد، وتفاديًا للازدحام والتسهيل على عائلات المستفيدين، حاولنا التعامل مع محلات كبيرة في مدينة مراكش، منها في منطقة المسيرة وأخرى في مركز المدينة، سواء تعلق الأمر بالذكور أو الإناث بمعدل 3 محلات في كل منها، لكي تتم عملية اختيار كسوة العيد بما يراعي اجراءات الوضع الوبائي وسلاسة التوزيع بوقت أقصر”.
ويقوم فريق التواصل بالتنسيق مع كل عائلة والمنطقة القريبة منها للحضور أيام الاستفادة، التي تطبعها أجواء رائعة أثناء مرافقة الأطفال، وتلك الفرحة البريئة التي تتبدى على محياهم ويشاركها معهم فريق جمعية فاعل الخير للتنمية الاجتماعية، بحسب تعبير العضو سكينة الزهراوي.
كذلك أوضحت الزهراوي أن هدف الحملة هذا العام كان توفير 169 كسوة لعيد الفطر، وهو ما تمكنوا من إنجازه بنجاح نتيجة تضافر جهود المحسنين والمتبرعين بالمال لفائدة المبادرة، وجهود أعضاء الجمعية الذين لم يبخلوا بوقتهم كما في كل نسخة سنوية، “فالفرحة التي تدخل لقلوب الأطفال لا ثمن لها”.
وبحسب أعضاء جمعية فاعل خير للتنمية الاجتماعية بمراكش، فإن الجمعية تشتغل منذ تأسيسها سنة 2013 على هدف صناعة حياة كريمة وإبداع حلول إجتماعية تضامنية بشكل قانوني ورسمي لدعم الفئات المعوزة والفقيرة، فضلًا عن مبادرات أخرى طبية داعمة للمرضى وغيرها من الحالات من أجل محاربة الفوارق الاجتماعية.