الوجبات توزع على الفقراء والمساكين وعابري السبيل

 

منذ بداية شهر رمضان الكريم، توزع جمعية الوداد الخيرية لبلدية خميس مليانة بولاية عين الدفلى ( حوالي 155 كلم غرب الجزائر العاصمة )، 1100 وجبة إفطار يوميًا.
تأتي هذه الوجبات ضمن مبادرة إفطار صائم، ويستفيد من هذه الوجبات عابرو السبيل القادمون من العاصمة الجزائر في اتجاه الولايات الغربية، وكذلك العائلات المعوزة.

على محور الطريق السيار شرق غرب في مقطعه ببلدية خميس مليانة، و قبل دقائق قليلة من أذان صلاة المغرب،  يستوقفك مشهد العشرات من الشباب حاملين علبًا غذائية أعدت خصيصًا لمستخدمي الطريق، في مظهر من مظاهر التكافل الاجتماعي الذي يتميز به الجزائريون خلال شهر رمضان المبارك.
"الوداد الخيرية" بخميس مليانة بالجزائر توزع 1100 وجبة إفطار يوميًا
في النقطة الكيلومترية رقم 150، نزل محمد من سيارته قادمًا من مدينة سطيف، وهناك قدمت له وجبة من وجبات الإفطار التي يعدها شباب جمعية الوداد الخيرية لبلدية خميس مليانة.
مراسل “تطبيق خبّر” الميداني في الجزائر محمد الأمين بلحية، وأثناء مروره عبر هذا المقطع من الطريق، زار مبادرة إفطار صائم حيث التقى بمحمد الذي أخبره أنه تاجر من ولاية وهران، ينشط في مجال تجارة الألبسة منذ ما يقارب 10 سنوات بين ولايتي وهران وسطيف.
"الوداد الخيرية" بخميس مليانة بالجزائر توزع 1100 وجبة إفطار يوميًا
أبدى محمد استحسانه للمبادرة لا سيما أنها تخفف العبئ على مستعملي الطريق والمسافرين على حد سواء، باعتبار الطريق السيار شرق غرب، يشهد حركة كبيرة خصوصًا في النصف الثاني من شهر رمضان، إذ يضطر العديد من تجار ولاية وهران التسوق من سوق “العلمة” بولاية سطيف تحضيرًا لعيد الفطر المبارك.
"الوداد الخيرية" بخميس مليانة بالجزائر توزع 1100 وجبة إفطار يوميًا

40 متطوعًآ يعملون في كل أقسام مبادرة إفطار صائم

وخلال سعيهم وراء الرزق على هذا الطريق، غالبًا ما يدركهم أذان صلاة المغرب بهذه المنطقة، فينزلون بها لتناول الإفطار وأخذ قسط من الراحة، ثم مواصلة طريقهم نحو الولايات الغربية من الجزائر.
مراسل “تطبيق خبّر” الميداني بالجزائر، وللوقوف على تحضيرات الجمعية للوجبات و توزيعها على الفقراء والمعوزين، تنقل إلى مقر الجمعية بشارع الأمير عبد القادر وسط مدينة خميس مليانة، حيث التقى بحليمة، وهي سيدة في الأربعينيات من العمر، أكدت له أنها تتردد على مقر الجمعية يوميًا منذ بداية شهر رمضان للحصول على وجبة الإفطار. وكشفت حليمة أنها تعول عائلة من 6 أفراد، فزوجها طريح الفراش منذ 5 سنوات بعد إصابته بشلل نصفي إثر سقوطه من أعلى عمارة قيد التشييد كان يشتغل بها كبنّاء.
"الوداد الخيرية" بخميس مليانة بالجزائر توزع 1100 وجبة إفطار يوميًا
وعن هذه المبادرة التي أصبحت سنوية، أوضح كريمي وحيد، رئيس جمعية الوداد الخيرية لعين الدفلى، لمراسل “تطبيق خبّر” أنه تم تقسيم مهام شباب الجمعية وبعض المتطوعين إلى 3 مجموعات. وبيّن أن المجموعة الأولى تتكفل بتوزيع الوجبات المحمولة إلى العائلات المعوزة على مستوى مقر الجمعية بشارع الأمير عبد القادر وسط مدينة خميس مليانة.
"الوداد الخيرية" بخميس مليانة بالجزائر توزع 1100 وجبة إفطار يوميًا

تهتم المجموعة الثانية بإفطارات الصائمين عابري السبيل والمعوزين في مطعم القدس

أما المجموعة الثانية فتقوم بتوزيع الوجبات الساخنة على الطاولة بمطعم القدس بحي ”عاجة”، الذي تبرع به أحد المحسنين ووضعه تحت تصرف الجمعية طيلة شهر رمضان، في حين تتولى المجموعة الثالثة المتواجدة على محور الطريق السيار شرق غرب توزيع وجبات محمولة على السائقين والمسافرين .

حملات توعوية للسائقين لتفادي حوادث المرور

 

كما أضاف كريمي أنه وبجانب تقديم وجبات الإفطار للسائقين، يتم تنظيم حملات توعوية وتحسيسية لهم، عبر تقديم بعض الإرشادات خاصة ما تعلق بالتقليل من السرعة لتفادي حوادث المرور التي عادة ما ترتفع نسبتها خلال الشهر الفضيل.
وأشار إلى أن العملية بمجملها يشرف عليها أكثر من 40 شابًا متطوعًا، يشرفون على الطبخ وترتيب العلب الغذائية وتوزيعها، مع ضمان احترام البروتوكول الصحي المعتمد من طرف وزارة الصحة والسكان الجزائرية لمجابهة فيروس كوفيد 19.
الطريق السيار في بلدية خميس مليانة

حملات توعوية للسائقين لتفادي حوادث المرور

في سياق ذلك أيضًا، أوضح وحيد، وهو متطوع في الجمعية، أنه يتم توزيع 100 وجبة على السائقين بالطريق السيار شرق غرب، و800 وجبة على العائلات المعوزة، و200 وجبة على الطاولة بالمطعم، بما مجموعه 1100 وجبة يوميًا، كلها من صدقات وتبرعات المحسنين.
وأكد وحيد أن مبادرة إفطار صائم تبقى متواصلة طيلة أيام شهر رمضان المبارك، مشيرًا إلى أن الجمعية تحضر أيضًا لمبادرة ملابس العيد، التي سيتم توزيعها على الأيتام والفقراء خلال الأيام القليلة المقبلة بعد الانتهاء من ضبط القوائم النهائية.
"الوداد الخيرية" بخميس مليانة بالجزائر توزع 1100 وجبة إفطار يوميًا
يذكر أن جمعية الوداد الخيرية هي إحدى الجمعيات الرائدة في المجال الخيري بعين الدفلى، وكان لها دور كبير في الحملات التحسيسية والتطوعية خلال الموجة الأولى من جائحة فيروس كورونا المستجد، إذ قامت بتنظيم عشرات حملات التنظيف التي مست مختلف الأماكن العامة بمدينة خميس مليانة.