بتمويل ذاتي.. أطفال رمبوسي العائدين يتلقون دعمًا تعليميًا ونفسيًا

لم يستطع أهالي قرية رمبوسي الواقعة جنوب قضاء سنجار شمال غربي العراق انتظار الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية غير الحكومية  طويلًآ للاستجابة لمطلبهم بإنشاء مساحات صديقة للأطفال في قريتهم.
فبعد طول انتظار، قرر أهالي قرية رمبوسي، العائدين إليها بعد تهجير داعش لهم وتدميره القرية، افتتاح مشروع مساحات صديقة للأطفال حيث يمكن لأطفالهم الاستفادة واللعب والترفيه.
قرر الأهالي وبدعم ذاتي الاستفادة من مركز شباب القرية لإطلاق نشاطات مشروع “المساحة الصديقة للطفل” في قرية رمبوسي التي عاد إليها حتى الآن أكثر من 130 عائلة، لتكون بالتالي نشاطات الأطفال أول نشاطات تعقد في المركز الذي أنجز بناؤه قبل بضعة أشهر.

عن مشروع المساحات الصديقة للأطفال، قال عضو لجنة الإعلام والعلاقات في مركز شباب رمبوسي سعيد شمو لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في العراق ذياب غانم خلف، إن “المشروع عبارة عن فتح أربع مساحات للأطفال العائدين الى قرية رمبوسي”.

وشرح شمو أنها دروس تقوية تعليمية في المواد الأساسية (اللغة العربية، اللغة الإنكليزية والرياضيات)، ومساحة ترفيهية، ودعم المواهب الذي سيتضمن في أول مرحلة الرسم، والغناء، والرقص والمسرح، فضلًا عن الإرشاد التربوي ويتضمن دروسًآ توعوية.

وأضاف أن” المشروع غير ممول من أي جهة، ونفقات المشروع يتم تسديدها من تبرعات أعضاء المركز الشهرية”، موضحًا أن “للمشروع أهمية قصوى وخاصة في المرحلة الحالية الحساسة”.

كما أشار إلى أن “الهدف من المشروع هو تعويض النقص الدراسي الذي خلفه غلق المدارس نتيجة تفشي فيروس كورونا المستجد، وذلك من خلال إعطائهم دروس تقوية في المواد الأساسية لتجنب انهيار المستوى التعليمي للطلبة، ما سيشكل خطرًا كبيرًا على المستوى التعليمي”.

مساحات صديقة للأطفال في رمبوسي

بتمويل ذاتي، أطفال رمبوسي العائدين يتلقون دعمًا تعليميًا ونفسيًا

وبيّن شمو أن “المشروع سيسعى إلى خلق بيئة ترفيهية للإطفال كمبادرة لتحسين ظروفهم النفسية نتيجة العودة إلى القرية المدمرة بنسبة %50، ودعم وتشجيع الأطفال لمعرفة شغفهم ومواهبهم ومحاولة تنميتها من خلال إعطائهم أنشطة فنية تساهم بشكل كبير في تحقيق ذلك، فضلًآ عن تعويض النقص التربوي الناتج عن النزوح والإهمال الحاصل من قبل العوائل تجاه أطفالهم من خلال دروس توعوية”.  

133 طفلًا و طفلة سيستفيدون من المساحات الصديقة للأطفال

ورأى سعيد شمو في حديثه لمراسل “تطبيق خبّر” أن “التعليم الجيد، والصحة النفسية، والتوعية وتنمية المواهب هي خدمات مهمة وضرورية تبحث عنها كل عائلة، ونحن بدورنا سنغطي كل هذه الجوانب، ما سيزيد من رغبة العوائل النازحة بالتفكير الطوعي بالعودة”.
افتتاح 4 مساحات صديقة للأطفال في رمبوسي بسنجار

افتتاح 4 مساحات صديقة للأطفال في رمبوسي بسنجار

ولفت النظر إلى أن “المنظمات غير الحكومية نفذن عدة مشاريع في قرية رمبوسي كإعادة تأهيل الأبار الارتوازية، ومجموعة من البيوت التي دمرت من قبل داعش، والعمل جاري على إعادة تأهيل المركز الصحي”.
كذلك بيّن عضو لجنة الإعلام والعلاقات في مركز شباب رمبوسي أن “أهالي القرية قاموا بالتعاون مع دائرة الكهرباء بتوصيل خط الكهرباء إلى رمبوسي ما ساهم بشكل كبير على عودة النازحين، وما نقوم به هو امتداد لإكمال الخدمات الناقصة في القرية لتشجيع الناس على العودة وضمان استقرار العائدين”.
كما أكد أن “المشروع سيستمر بشكل دائم حتى بعد فتح المدارس لأننا نؤمن بأن النظام التعليمي والتربوي غير فعال، وليس بالمستوى المطلوب لإخراج جيل متعلم بشكل جيد وواعٍ بالصورة المطلوبة، لذا فإن تاريخ البدء معلوم لكننا لم نخطط لإغلاقه لأننا نعتقد أنه حتى لو تحسن النظام التعليمي، فلن يكون هناك اهتمام بالجوانب الأخرى التي سنقوم بالاهتمام بها ونراها لا تقل أهمية عن التعليم”.
مركز شباب رمبوسي هو مجموعة شبابية مستقلة مكونة من شباب القرية العائدين إليها، وله نظام داخلي، مهامه الاهتمام بالقرية وأهاليها من جل جوانب الحياة، وقد تم تأسيسه أواخر حزيران/ يونيو الماضي (2020).
افتتاح 4 مساحات صديقة للأطفال في رمبوسي بسنجار

شباب قرية رمبوسي أمام مركزهم

وقد ثمّن المهندس جلال كمال، أحد العائدين إلى قرية رمبوسي جنوب سنجار، مشروع المساحات الصديقة للأطفال. وقال لمراسل “تطبيق خبّر” إن “هذا المشروع يعتبر من أهم المشاريع والأنشطة التي يقوم به مركز شبابنا حيث يتم دعم الأطفال علميًا وتوعويًا ومساعدتهن على تطوير مستواهم دراسي”.
وأشار إلى أن “هكذا مشاريع قد لا تساعد العودة بشكل مباشر، ولكنها عامل مهم في العودة لأن هذا المشروع على سبيل المثال يضمن مستقبلًا للأطفال العائدين، ويساعدهم في تطوير مستواه الدراسي لأنهم يعانون كثيرًا في المدارس بسب أزمة فيروس كورونا المستجد التي أدت إلى تقليص أيام دراستهم داخل المدارس”.
وعبّر المهندس جلال عن وجهة نظره بخصوص تنمية القرى في سنجار، فقال إن اكتظاظ المنظمات في مركز القضاء شكل فراغًا خدميًا في القرى والقصبات التابعة لها، مؤكدًا على ضرورة الاهتمام بالقرى أيضًا. كما ثمن المهندس جلال جهود شباب قريته وطالب أهالي رمبوسي و المنظمات غير الحكومية والجهات الحكومية بالتضامن والتكاتف معهم.