التمو العراقية تقترب من الاختفاء

تشهد التمور العراقية انخفاضا كبيرا في حجم الطلب عليها مع تراجع عمليات الإقبال بسبب الإهمال الحكومي، أو عدة أسباب أخرى تقف وراءها إيران.

وكانت تجارة التمور العراقية تتبوأ مكانة متقدمة في تصنيف الأفضل بعد التمور السعودية، خلال العقد الماضي، حيث استحوذت على هذه المكانة بفضل جودتها و طعمها بالاضافة إلى تعدد أنواعها التي تتجاوز أربعين نوعا.

ومنذ عام 2003، إلى يومنا هذا، بدأت تجارة التمور بالتراجع بعد سلسلة من القرارات أصدرتها الحكومات المتعاقبة، أدت إلى تدهور أوضاع تلك التجارة.

ويبرز الدور الإيراني جليا في هذا الأمر، حيث تستغل الأحزاب المدعومة من إيران تضاؤل حجم الصناعة وقلة دعم المزارع والمصانع المخصصة للتمور، كوسائل للضغط على تلك الصناعة سعيا لإضعافها لصالح التجارة الإيرانية.

غياب الدور الحكومي

وتعاني زراعة التمور في العراق من صعوبات جمة، حيث انتشرت عدة أمراض في النخيل، منها مرض الدوباس وانتشار الحشرات وسط غياب للإشراف الزراعي الحكومي.

وتأتي هذه الأمراض من الخضروات المستوردة، حيث أن نسبة استيراد التمور والخضروات من ايران تبلغ من 70 إلى 80% ، وتدخل العراق عن طريق المنافذ الحدودية أو حتى بواسطة عمليات التهريب.

المحاصيل الإيرانية نقلت الأمراض والحشرات للتمر العراقي

مراسل “أخبار الآن” رصد أوضاع تجارة التمور في محافظة كربلاء، التي تبعد عن العاصمة العراقية بغداد حوالي 100 كيلو متر، حيث تعد كربلاء في المركز الثاني بعد البصرة في زراعة النخيل وإنتاج التمور.

ورصد مراسلنا مدى تفشي الأمراض في النخيل، وعدم معالجة الاوبئة، مع غياب للدور الحكومي، حيث يذهب العديد من الأشخاص لاتهام المسؤولين بالتسبب في هذا الأمر لصالح إيران.

أخبار الآن حاورت عددا من المواطنين الذين يسعون جاهدين لعلاج آفات النخيل بطريقة الحقن البدائية دون وجود متابعة أو دعم من المختصين.

وأشار المواطنون من أصحاب المزارع، إلى تهاون الحكومة في هذا الأمر، مرجعين الأمر لغياب الرقابة على المنافذ، حيث أن التمور والخضروات الايرانية التي تحمل الاوبئة تعد سببا في انتشار الامراض بالنخيل العراقي.

 

التمور العراقية تلفظ أنفاسها الاخيرة

ويحذر خبراء بمجال الزراعة والمحاصيل من تعرض التمور العراقية للاختفاء، والسبب التمور الايرانية التي غزت الاسواق، بواسطة وكلاء إيران الذين يسيطرون على أغلب مفاصل دولة العراق.

ويتم إدخال التمور الإيرانية بشكل يومي للعراق، بأسعار زهيدة أي أقل بكثير من أسعار التمور العراقية، ويرجع ذلك إلى محاولات بعض الجهات الحكومية الموالية لإيران، جرف الأراضي الزراعية وتحويلها إلى أراضٍ للبناء، مما يهدد بتدمير الزراعة في العراق.

كما يقوم آخرون من الموالين لإيران، بخطوات عدة لتدمير المنتج العراقي المحلي للتمور عن طريق إدخال كميات كبيرة من التمور الإيرانية لإغراق السوق.

إيران تستغل العراق كبوابة لخدمة أهدافها الاقتصادية

ولا تتدخل إيران سياسيا فقط بالعراق، بل تسعى للسيطرة على الاسواق العراقية منذ فترة، وخصوصا بعد ازدياد آثار العقوبات الأمريكية، حيث تسعى إيران لتعويض خسائرها الاقتصادية عن طريق تصدير المحاصيل والمنتجات للعراق، ولا ينحصر دعمها فقط للميليشيات التي تواصل تكدير الأمن.