اللبنانيون يعيشون أسوأ الظروف: أموالنا محجوزة ولا عمل

نشرت وكالة “رويترز” تقريراً جديداً سلطت الضوء فيه على المعاناة التي يواجهها اللبنانيون وسط الأزمة المالية والاقتصادية التي يعيشونها.

وتحدثت “رويترز” مع سيدة أعمال لبنانية تدعى سوزان معوض، وقد عايشت الأخيرة الحرب الأهلية اللبنانية وأنشأت وكالة إعلانية ناجحة في الأيام المفعمة بالأمل التي أعقبت انتهاء القتال. ومع هذا، تقول معوض إن “الانهيار الاقتصادي في بلدها يؤلمها بطريقة لم تفعلها حتى الصواريخ”.

وتنحدر سوزان (56 عاماً) من أسرة ميسورة الحال، وكانت في السابق تعيش حياة مترفة، حيث كانت تدير وكالتها بالإضافة إلى شركة لتصنيع الورق مملوكة للأسرة، وتقضي إجازات عديدة في الخارج وتُحصل إيجارات من العقارات التي تمتلكها. أما الآن، فقد شارف نشاط وكالتها ومصنع الورق على التوقف، ولم يعد بإمكان المستأجرين دفع الإيجار، وتجد نفسها تفكر ملياً في أسعار السلع في المتاجر خلال جولتها الأسبوعية للتسوق.

سيدة لبنانية تروي معاناة: الحرب كانت أسهل من الانهيار الاقتصادي

سيدة الأعمال اللبنانية سوزان معوض. المصدر: reuters

وفي حديثها، تقول معوض لـ”رويترز” إنها “لم تخذل لبنان، بل إن وطنها خذلها وأوجعها”، مشيرة إلى أنه في ظل عدم وجود نهاية تلوح في الأفق للشلل الاقتصادي والمالي، تشعر بحالة من اليأس لم تساورها خلال الحرب التي اندلعت عندما كان عمرها 12 عاماً واستمرت 15 عاماً.

وتضيف: “في زمن الحرب، كانت الصواريخ تسقط في يوم، وفي اليوم التالي يمكنك الذهاب إلى المدرسة أو العمل. الآن الأموال محجوزة في المصارف ولا عمل”.

ومنعت البنوك اللبنانية، وهي أكبر دائني الدولة المفلسة، العملاء من الوصول إلى ودائعهم، بموجب قيود غير رسمية على رأس المال فُرضت دون تشريع منذ أواخر عام 2019 عندما بدأ الانهيار المالي في البلاد.

وفقدت مدخرات الناس بالليرة اللبنانية معظم قيمتها، بينما يتعذر الوصول إلى الودائع الدولارية.

وتؤدي الأزمة إلى هجرة العقول، حيث يهاجر المهنيون مثل الأطباء والأكاديميين والمصممين ورواد الأعمال بأعداد كبيرة، مما يؤثر بدوره على الاقتصاد المحلي، ويؤدي إلى مزيد من التراجع في الاستثمارات والطلب على الخدمات.

وبحسب “رويترز”، فإنه عندما أسست معوض وكالتها الإعلانية في عام 1992، كانت الحرب الطويلة تقترب من نهايتها وكانت الآمال كبيرة بالنسبة لمستقبل لبنان. وبعد بضع سنوات، ومع شعورها بالتفاؤل، باعت عقاراً كانت تملكه في اليونان للاستثمار مجدداً في وطنها.

لكن في ظل الضائقة المالية التي يعاني منها عملاؤها، تقلصت أعمالها بنحو ثلاثة أرباع خلال الأزمة الاقتصادية، وباتت سوزان معوض نفسها تواجه ضغوطاً مالية يومية، وتقول: “أصبح لدي هاجس بظروف المعيشة. طوال الوقت أفكر ماذا عليّ أن أفعل. أندفع رسوم البلدية أم الكهرباء. أنا تحت ضغط ولم أكن أفكر بذلك من قبل”.

وبعد أن كان جدول العمل مزدحماً، باتت تعمل بالكاد لمدة ساعة يومياً عبر الإنترنت. وفي المستودع الكبير الذي توجد به أعمال تصنيع الورق، تضاءل النشاط وتباعدت عمليات تسليم المواد الخام.

وعلى الرغم من كل ما تعيشه، فإن معوض لا تفكر في الهجرة. فبعد أن عاشت في الولايات المتحدة لمدة 6 أشهر في التسعينيات، وواجهت صعوبة في التعود على الحياة هناك، ما زالت السيدة تريد العيش في وطنها. وتقول: كل شي حاربت كرماله موجود هون. إتركه لغيري؟ لا”.

شاهد أيضاً: لبنان 2021.. رمضان البطون الخاوية