رواد مواقع التواصل الإجتماعي يستغلون جنوح السفينة للترويج للأكاذيب

إستغل مؤلفو الإشاعات والأخبار الكاذبة في مصر وخارجها، الحادثة الأكثر أهمية في الفترة الأخيرة، جنوح سفينة “إيفر غيفن” في قناة السويس، لنشر أخبارهم للعامة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي نظرا للتفاعل الكبير والتساؤلات حول أسباب جنوحها وكيفية تعويمها.

هناك أخبار بدأت على سبيل الهزل، لكن أعيد نشرها بعد ذلك على أنها حقيقة، منذ أن جنجت السفينة صباح الثلاثاء، في الثالث والعشرين من آذار/مارس، وهي سفينة حاويات تايوانيّة عملاقة تسمى “إيفر غيفن” في قناة السويس. وهي بطول 400 متر وعرض 59 متراً.

وبعد اخبار كثيرة ومختلفة حول أسباب جنوح السفينة، قالت شركة “ايفرغرين مارين كورب” المالكة للسفينة لوكالة فرانس برس إن “سفينة الحاويات جنحت بالخطأ بعدما ضربتها رياح على الأرجح”، وتحدّثت هيئة قناة السويس أولاً عن “سوء أحوال جوية”، ثم لم تستبعد في الأيام اللاحقة أن يكون “خطأ بشري أو فنّي” قد وقع.

ولاستغلال الخبر، اخترعت الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية تحليلات أخرى، منها تعرّض مصر لمؤامرة، ومنها أيضاً ما أقحم الرأي المعارض لقيادة النساء للسيارات، في هذا النقاش.

ففي اليوم التالي على الحادث، ظهر منشور يدّعي أن سبب الحادث هو أن للسفينة الجانحة قبطانة أنثى.

وبحسب هذا الخبر، فإن قائدة السفينة هي مروة السلحدار، أوّل قبطانة مصريّة.

لكن هذا الخبر غير صحيح، والقبطانة المصريّة مروة السلحدار لا علاقة لها بالناقلة الجانحة، بل كانت في تلك الأثناء على متن السفينة “عايدة 4” التابعة لهيئة السلامة البحرية بمحافظة الإسكندرية، بحسب ما نقلت عنها وسائل إعلام محليّة.

ولا يعرف بالضبط ما إن كان هذا الخبر ظهر بشكل ساخر أم لا، لكن المؤكد أنه أعيد تداوله على محمل الجدّ.

وبعد ساعات من نشر الخبر ظهر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي قيل أنه وثق لحظة الحادث، لكن هذا الفيديو لا علاقة له بحادث الجنوح الأخير، بل هو يصوّر حادث تصادم في قناة السويس عام 2018.

https://twitter.com/q80irpilot/status/1375823743428259841

 

أدى هذا الحادث إلى تعطيل حركة العبور في القناة بالكامل، حيث تعد قناة السويس رابطاً بين آسيا وأوروبا، إذ إنّها تقلّل مسافات الملاحة البحرية حول العالم بشكل كبير.

ويعبر القناة، حسب الخبراء، ما يقارب 10 % من التجارة البحريّة الدوليّة.

وفي فيديوهات أخرى ظهرت مئات السفن العالقة بانتظار العبور، ورغم صحة المعلومة الا ان إلا أن المشاهد المتداولة لا علاقة لها بكلّ ذلك، بل هي نُشرت قبل أكثر من شهر على حادث الجنوح، وقال ناشروها إنها مصوّرة من سماء بنغلادش.

 

وبعد يومين على جنوح السفينة،ومحاولات متكررة لحل الأزمة، وزّعت هيئة قناة السويس في 25 آذار/ مارس 2021 صورة لجرافة تعمل قرب الناقلة الجانحة.

الا أن هذه الصور انتشرت بشكل واسع وساخر، فقال البعض إن السلطات المصريّة تحاول دفع ناقلة ضخمة بجرّافة صغيرة، فيما حيّا مستخدمون آخرون شجاعة سائق الجرّافة الذي كان يعمل على إزالة الوحول من حول مقدّمة السفينة في ظروف صعبة.

وانتشرت كذلك في نفس السياق صورة الجرافة على غلاف مجلة تايمز العالمية، وعلّق ناشروها بالقول إنّ المجلّة الأميركية “كرّمت سائق هذه الآليّة بوضع الصورة على غلافها، وفي مصر لا يُعطى الرجل حقّه”.

جنوح السفينة في قناة السويس.. 6 أيام من الأخبار الكاذبة

صورة غلاف مجلة تايمز الخاطئة التي انتشرت على مواقع مواقع التواصل الاجتماعي

لكن الخبر مرة اخرى ليس صحيحا والمجلة العالمية لم تنشر الخبر ولا الصورة.

متى فتحت قناة السويس المعبر؟

الأخبار الكاذبة كذلك تواصلت بعد حل الأزمة، فعليا فُتحت القناة بعد ظهر الاثنين في التاسع والعشرين من آذار/مارس.

وفي هذا السياق، ظهر غداة الحادث خبر منسوب لشبكة “سي أن أن” مفاده أن الملاحة البحريّة عادت إلى طبيعتها في قناة السويس بعد تدخّل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لإتمام عمليّة تعويم الناقلة. لكن هذا الخبر منسوب زوراً لموقع “سي أن أن بالعربية”.

قبل أيام من نجاح عملية التعويم، ظهرت صورة قيل إنها تُظهر من الجوّ السفينة الجانحة وقد عادت إلى وضعها السليم.

جنوح السفينة في قناة السويس.. 6 أيام من الأخبار الكاذبة

الصور الكاذبة على السوشيال ميديا 

لكن الصورة معدّلة من صورة سبق أن نشرتها وكالة فرانس برس، تظهر فيها السفينة وهي تسدّ مجرى القناة بالكامل.

ما هي لعنة الفراعنة!

ربط رواد مواقع التواصل الاجتماعي، كل ما حصل مؤخرا في مصر من حوادث مأساوية من جنوح السفينة إلى انهيار المبنى في شرق القاهرة، بلعنة الفراعنة، إذ وقعت هذه الحوادث فيما تستعدّ سلطات الآثار المصريّة لتغيير مكان عدد من المومياوات.

ومع ربط الأحداث، ظهرت على مواقع التواصل أخبار عن حوادث لم تقع في مصر، مما دفع ذلك وزير الآثار السابق زاهي حوّاس إلى إعلان أنه “لا يوجد شيء اسمه لعنة الفراعنة”، وأن الأحداث التي شهدتها مصر في الأيام الماضية لا يمكن ربطها بشيء من هذا القبيل.