مساحات صديقة للأطفال العائدين من النزوح في سنجار
ركض الأطفال نحو أعضاء منظمة نابو للتوعية متلهفين لاستلام الألعاب التي يحبون اللعب بها والفرحة تظهر على وجوههم ضمن مشروع المساحات الصديقة للطفل.
جاء ذلك بعد إطلاق المنظمة لمشروع جديد لدعم الأطفال العائدين من النزوح إلى قضاء سنجار غرب محافظة نينوى شمال العراق، حيث المعقل الأكبر للإيزيديين في العراق والعالم، الذي اجتاحه داعش في 2014 مرتكبًا جرائم ضد الإيزيديين صنفتها الامم المتحدة بجرائم إبادة جماعية.
“جمعة جميل مراد”، مدير منظمة نابو في سنجار شرح لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في العراق سامان داود عن المشروع، موضحًا أنهم “منذ بداية السنة الحالية بدأنا في مركز القضاء وقبل أسبوع بدأنا في مجمع تل البنات ويستمر لنهاية السنة”.
وقال إن منظمة نابو تعمل بالشراكة مع منظمة دعم الإيزيديين في حالات الطوارئ YES، وبدعم من منظمة One & All Aid البريطانية، على مشروع المساحة الصديقة للأطفال العائدين موخرًا إلى مجمع تل بنات جنوب قضاء سنجار.
وأشار “مراد” إلى أن المشروع يتركز على ثلاث أنشطة رئيسية، وهي تعليمية تتضمن دروس تقوية في الرياضيات، واللغة العربية والانكليزية، فضلًا عن أنشطة ترفيهية وأخرى توعوية.
وبيّن أن الهدف من المشروع هو تحسين مستوى الأطفال التعليمي فضلًا عن خلق بيئة يشعرون فيها بالأمان والراحة بعد العودة من مخيمات النزوح في كردستان العراق.
كما أضاف “مراد” لمراسل “تطبيق خبّر” أن الغرض من فتح المشروع أنه من المعلوم بأن النازحين بدأوا بالعودة في الفترة الأخيرة إلى مجمع تل بنات على غرار بقية المناطق الجنوبية لقضاء سنجار.
ولفت إلى أنه “لهذا رأينا بأن أكثر فئة تستحق الدعم في هذه المرحلة هم الأطفال لعدم وجود أي مساحات صديقة للأطفال في هذا المجتمع، تخفف عنهم وتساهم في الاندماج مرة أخرى في المجتمع الجديد لهم، خاصة أن بعضهم ولد في المخيمات لأن فترة النزوح اقتربت من 7 سنوات”.
مشروع مساحات صديقة للأطفال وفر أيضًا فرص عمل للشباب
من جانبها، اعتبرت “رواء عيدان حميدي”، وهي متطوعة مع المنظمة ومن سكنة مجمع تل بنات،”أن هذا المشروع ذو فائدة كبيرة للمنطقة سواء للعاملين والمتطوعين في المشروع حيث تم توفير فرص عمل لهم”.
وفي حديثها لمراسل “تطبيق خبّر” بيّنت حميدي أن للمشروع كذلك تأثيره الإيجابي على الأطفال، كون أن مجمع تل بنات يفتقر في الوقت الحالي إلى أي دعم لفئة الأطفال فيه، وخاصة عدم وجود مؤسسات ومنظمات متخصصة بالأطفال.
وأضافت أنه “النظام التدريسي سيء جدًا وليس بالمستوى المطلوب، خاصة بعد جائحة فيروس كورونا المستجد وانتشاره في العراق، وبسببه أقرت المؤسسات التعليمية وخلية الأزمة في الحكومة العراقية أقرت بأن يكون الدوام يوم واحد في الأسبوع لمواجهة الفيروس لحماية الطلبة”.
وأوضحت أنه “مشروعنا هذا يوفر كافة وسائل الحماية من الفيروس من القفازات، والكمامات، والمعقمات وجهاز التحسس الحراري، فضلًا عن دروس توعوية عن كيفية الحماية من الفيروس”.
وقالت إن “هذا المشروع يدعم الطلبة، وخاصة الصغار منهم ممن هم بحاجة إلى دعم في الحصول على تدريس جيد ومناسب”، وأردفت حميدي، “نحن جميعنا سعداء، وهذا كان واضحًا على الأطفال وأهاليهم عند فتح هذا المشروع”.
وتمنت “أن تبادر الحكومة المحلية في القضاء، والمركزية والمؤسسات والمنظمات الأخرى إلى دعم العائدين في كافة المجالات، ومن كل الفئات ليتمكنوا من الاستقرار من جديد في مناطقهم”.
بحسب مدير منظمة نابو “جمعة جميل مراد”، يستهدف المشروع حوالى 133 طفلًا من الجنسين. ويعد هذا المشروع الأول من نوعه في هذه المنطقة غرب نينوى، وفي قضاء سنجار بشكل خاص.
وبيّن “مراد” أنه على هذا الأساس “يدخل هذا المشروع ضمن قائمة مشاريع منظمتنا، وهي دعم وتأهيل الأيتام في ناحية الشمال “سنوني”، شمال القضاء، فضلًا مشروع المساحة الصديقة للطفل الذي أفاد 90 طفلًا من الجنسين في مركز قضاء سنجار.
وأكد مراد أن المشروع مستمر، وقد تم إكمال إعادة تأهيل مدرسة تلقصب فيما تتواصل إعادة تأهيل مزار شيخ مند- جدالي، وكذلك تم دعم الناجيات وتوزيع أكثر من 6200 سلة غذائية على العوائل المتعففة خلال فترة الحظر الصحي بسبب فيروس كوفيد 19 ومشاريع أخرى قيد التنفيذ.