داعش… من أين لك هذا؟ 100 مليون دولار من الاحتياطي النقدي

 

يبدو أن التنظيم المتشدد يصارع أزمة مالية داخلية في سوريا، فبالرغم من التقديرات التي تشير إلى احتكامه على مئة مليون دولار من الاحتياطي النقدي وهو رقم يعدّ كبيرا بالنسبة لجماعة ارهابية تعيش مرحلة الانهيار،  فإنه يرجع

أو يواصل تمويله عن طريق مصادره التقليدية التي اعتمد عليها في بداية ظهوره في سوريا والعراق، وهو ما قد يشي وفق المراقبين بأن التنظيم يفتقر إلى مصادر تمويل جديدة أو استراتيجيات جديدة لملء خزائنه بعيدا عن

المساس بمخزونه المالي.

التنظيم المتشدد والذي عرف عنه اعتماده الكلي على مصادر تمويل مشبوهة تستخدمها المافيا والشبكات الارهابية، حصل كذلك على أموال من الخارج من خلال شبكات مالية غير رسمية.

تقرير صادر عن لجنة معاقبة القاعدة وداعش التابعة لمجلس الأمن أشار إلى ان التنظيم لا يزال مدعوما من جهات خارجية تسعى لإعادة الحياة إليه واستغلاله في تحقيق أطماعها خاصة في الجبهة السورية والعراقية.

ورغم هذه الأموال يبقى التنظيم ،  في حاجة ماسة إلى تمويل عيش حوالي 10 آلاف مقاتل في سوريا والعراق تمكن من الحفاظ بهم رغم الهزائم التي مني بها في معاقله في سوريا والعراق. وتشير التقديرات الى أن العدد الأكبر

منهم يتمركزون في العراق.

هذا الرقم على ضآلته قياسا بعدد الدواعش في بداية الخلافة المزعومة، يعدّ رقما كبيرا لتنظيم متهاوٍ تحاصره أجهزة امنية مختلفة ومتعددة، في المقابل يكشف أن التنظيم عاجز عن تلبية احتياجات مقاتليه خاصة ذوي الرتب

العادية، مقارنة بالقادة والزعماء وهو ما ولّد الضغينة والحقد بين الدواعش.. آلت الأمور في أحيان كثيرة الى التناحر والغدر والقتل.

وهو ما طفا على سطح داعش من سرقات وعمليات اغتيال وقتل بين الدواعش فيما بينهم في الفترة الأخيرة. ولعل غياب من كان الرأس المدبر للتنظيم الغائب الحاضر ابو بكر البغدادي سواء عند وجوده وفي قتله فتح إضافة

للضربات الموجعة التي تلقاها التنظيم في معاقله، والانهيارات المتتالية التي جرفت معها “حكمة التنظيم” ومصادر تمويله واللحمة التي كانت تبدو جامعة للدواعش. فتحت باب التساؤل على مصراعيه ما الذي يجري اليوم داخل بقايا ملامح التنظيم؟

داعش وسياسة الخطف والابتزاز..الرجوع إلى مصادر التمويل التقليدية

 

داعش وهو في هذه المرحلة بالذات يحاولة إيجاد موطئ قدم له في الاراضي الباقية قريبة المنال لديه، والتي يستغل فيها الخلايا النائمة او المقاتلين من الدرجة الثانية والثالية، فيما يعيش الدواعش اصحاب الطبقة الاولى في

مرحلة عدم استقرار لتتالي الاغتيالات والانشقاقات وعمليات الغدر مقابل الاستحواذ على ما بقي من السلطة أو المال.

وفقا لتقرير موثوق به صادر عن لجنة معاقبة القاعدة وداعش التابعة لمجلس الأمن، يستخدم تنظيم داعش البقية الباقية من مقاتليه في جمع الأموال بطرق عديدة مثل الابتزاز والخطف والفدية والنهب.

في آخر عمليات الخطف والابتزاز، كشف المرصد السوري لحقوق الانسان ومن خلال حادثة ان داعش عاد إلى مصدر تمويل تقليدي وهو الخطف والابتزاز، خطوات لا نعلم هل كانت منظمة أم مجموعة فردية، تقوم بها مجموعة من الذئاب المنفردة.

وفي الحالتين فإن التنظيم يبرهن في كل مرة أنه غير قادر على ألا يكون كما يحاول تصوير نفسه.

بطل جريمة داعش الجديدة، خطف مجموعة تابعة للتنظيم الارهابي لتاجر سيارات من قرية بريف الحسكة شمال شرق سوريا وهو عباس خضر جمعة البالغ من العمر 25 عاما ،

جريمة داعش دائما لا تكتمل إلا بالإعدام إذ قال المرصد أن عملية الخطف والقتل جرت بالقرب من قرية الكواشية على الطريق الواصل بين الشدادي ومركدة بريف الحسكة الجنوبي.

سيناريو الابتزاز..100 ألف دولار مقابل جثة

 

بعد الخطف والقتل يبدأ سيناريو جديد من وحشية التنظيم، سيناريو يضرب بعرض الحائط مشاعر أهالي الضحية،  إذ ذكر المرصد ان “تنظيم داعش قام بابتزاز عائلة الضحية التاجر للحصول على مبلغ 100 ألف دولار مقابل تسليم

جثته” في مشهد يجرد التنظيم للمرة المليار من كل ما له علاقة بالانسانية.

من جديد، يُعيد داعش سيناريوهات الاشرطة المصورة التي كان يفاجئ بها العالم في بداياته للواجهة، يوضح المرصد السوري أن “التنظيم بعد العملية قام بإرسال شريط مصور وصور من الهاتف الخاص بالتاجر المختطف على

تطبيق الواتس أب لهاتف زوجته، ويظهر الفيديو عملية الإعدام التي نفذت بحق زوجها. ويظهر في الشريط المصور الضحية جاثيا على ركبتيه ومكبلا من الخلف في منطقة صحراوية جرداء”.

وكعادته في الإخراج، لا ينسى تنظيم داعش كل تفاصيل الفيديوهات اللانسانية التي يصورها. في الفيديو المرسل إلى أهل الضحية، يسمع  صوت شخص لم تظهر صورته، وهو يتوعد قبل إطلاق رصاصة في رأس جمعة من الخلف

قائلا “هذا من أصل كردي، ويعمل لدى الدفاع الذاتي، والآن رسالة لكل من يحذو حذوه، هذا هو مصيرك”، بحسب ما أفاد المرصد.

سيناريو قديم يطرح امامنا عدة تساؤلات، هل نحن امام بداية جديدة بنفس السيناريو القديم لداعش المتشدد؟ خاصة أن  حجم التمويل الذي يتلقاه هذا التنظيم لإدارة عملياته العسكرية في عدد من الدول في العالم تعد هامة؟

وهل ان التنظيم بدأ يعود لتنفيذ عملياته على الحدود العراقية والسورية باعتماد حرب العصابات والقيام باغتيالات؟ أم هل أن التنظيم في مرحلة إظهار “الذات” من جديد؟ أم هل أنه في مرحلة الحنين إلى الماضي؟

 

 

رجال اعمال وكيانات سورية على صلة وثيقة بنظام بشار الأسد، أعلن الإتحاد الأوروبي فرض عقوبات اقتصادية عليهم.  اكدّ الإتحاد الاوروبي انهم استفادوا ماديا من علاقتهم بالنظام. من بين هؤلاء الذين فرضت عليهم عقوبات جديدة مجموعة القاطرجي التي لعبت دورا وسيطا بين نظام الأسد وتنظيم داعش الإرهابي عبر تسهيلها نقل الشاحنات النفطية بالإضافة الى تزويد النظام بالفيول وشحنات اسلحة و تقديم الدعم المالي.