روسيا وإيران صراع على النفوذ
في خضم التنافس المحموم بين إيران وروسيا على توسيع رقعة نفوذهما في سوريا، كشفت مصادر قيام طهران عبر ما يعرف بـ”لواء فاطميون” بتجنيد عشرات الشبان لصالح ذلك اللواء في محافظة الحسكة ومدينة القامشلي شمال شرق سوريا، الأمر الذي آثار استياء موسكو.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، ذكر استناداً إلى مصادر لم يكشف عن هويتها، قيام “لواء فاطميون” بتجنيد مقاتلي الدفاع الوطني ومدنيين بمناطق عدة في الحسكة والقامشلي، مقابل رواتب شهرية وصلت إلى نحو 350 ألف ليرة سورية للمقاتل الواحد.
وفي مقابلة مع أخبار الآن، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، إن “اللواء الذي يضم نحو 3000 مقاتل أفغاني من اللاجئين في إيران، جاءت بهم طهران للقتال لصالحها في سوريا”.
وأضاف: “اللواء بدء يتوسع بشكل كبير في دير الزور والحسكة، مستغلاً حصار قوات النظام من قبل مجموعات كردية، فقام بتجنيد المدنيين وبلغ عددهم نحو 250 مقاتلاً”.
عملية التجنيد بدأها “لواء فاطميون” في منتصف شهر يناير الماضي، وتم نقل المجندين حديثاً إلى ما يعرف بفوج “طرطب” جنوب القامشلي لتدريب المجندين الجدد على أن يتم نقلهم بعد ذلك إلى منطقة غربي الفرات، تحت إشراف قائد إيراني الجنسية يدعى “الحاج علي”.
اللافت في تقرير المرصد السوري، حجم المرتب الذي سيتقاضاه المجندون الجدد، وهو يماثل نحو 6 أضعاف المرتب الذي كانوا يتقاضونه سابقاً عندما كانوا يقاتلون تحت راية ما يعرف بالدفاع الوطني.
وعلل المرصد السوري حجم الراتب الضخم بتعمد طهران إيقاع الشباب في فخ الإغراءات المادية، خاصة أن السوريين يعيشون أوضاعا اقتصادية مزرية للغاية، وقال عبد الرحمن: “الرواتب الشهرية بلغت نحو 350 ألف ليرة سورية بدلاً من نحو 50 ألف ليرة سورية كانوا يتقاضونها من قوات النظام”.
استياء روسي
عمليات التجنيد الإيرانية، أثارت حنق روسيا على ضوء التنافس المحموم بينهما داخل سوريا، إضافة إلى محاولة طهران إزاحة موسكو من مناطق تعتبر غاية في الأهمية مثل الحسكة والقامشلي، بالتزامن مع استهداف المقاتلات الإسرائيلية لعشرات الأهداف الإيرانية، في محاولة لتقليص نفوذها في سوريا.
وقال عبد الرحمن: “هناك الفيلق الخامس المسلح والممول من قبل روسيا، وهناك الميليشيات الموالية لإيران، طبعا كل ذلك التنافس سيؤثر على الشعب السوري، فهو الضحية الأولى من
التنافس والصراع الإقليمي والدولي على أراضيه”.
ما سبق دفع إيران إلى محاولة استقطاب عشرات الشبان عبر ميليشياتها في سوريا، وأبرزهم “لواء فاطميون” وميليشيا حزب الله اللبناني، وخاصة في المناطق الجنوبية في سوريا ومنطقة غرب الفرات.
وقال عبد الرحمن: “لواء فاطميون حاول التوسع أيضا في ريف دمشق، على سبيل المثال، استولى اللواء على منازل عدة في بلودان، ومناطق أخرى على الحدود مع لبنان، وكذلك شراء أرضي في الزبداني الطفيل، كل ذلك لصالح اللواء الأفغاني”.
ولم تقتصر عمليات التجنيد على الإغراءات المادية فحسب، بل امتدت إلى محاولة إيران عبر عرابيها في سوريا، اللعب على أوتار الطائفية الدينية، ومحاولة تشييع مناطق بأكملها مستخدمة سلاح الترهيب والترغيب، وقال عبد الرحمن: “إيران بشكل عام جندت نحو 18 ألف سوري، ممن هم في سن الخدمة الإلزامية برواتب شهرية تصل إلى نحو 300 دولار”.