زينت ألوان رسامين وموسيقى فنانين شباب من قضاء سنجار فضاء مدينتهم.
 
إذ دعماً لعودة السكان النازحين منها، نظمت منظمة سنرايز لتطوير المجتمع المدني معرضاً للرسم، يرافقه عزف موسيقي صغير في مركز قضاء سنجار.
 
ومنذ تحرير القضاء من عناصر تنظيم داعش عام 2015، تحاول المنظمات تهيئة الأرضية وتنفيذ مشاريع تدعم عودة الأهالي إلى مناطقهم الأصلية التي نزحوا منها جراء هجوم داعش وسيطرته على المنطقة.


في حديثه لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في العراق ذياب غانم خلف، قال مدير البرامج في منظمة سنرايز لتطوير المجتمع المدني خلف مراد قمنا بفتح معرض للرسم لمجموعة من الرسامين و الرسامات العائدين إلى مناطقهم بالإضافة إلى كونسيرت موسيقي صغير”.
وأوضح مراد أن “هذا النشاط تم بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومنظمة الهجرة الدولية لدعم العائدين إلى القضاء وتشجيع النازحين على العودة، وقد زودنا الفنانيين بكل الأدوات التي يحتاجونها لتنفيذ لوحاتهم”.
 
وأضاف أنه “سبق أن قمنا بمثل هذه النشاطات في سنجار، و سنستمر في تقديم ما يدعم عودة الحياة إلى هذه المدينة”.
وتتنوع نشاطات المنظمات غير الحكومية في سنجار، وتستهدف جميع المجالات، منها دعم الزراعة والناجيات والناجين من داعش وذوي الدخل المحدود وقطاعي الصحة والتعليم ، فضلاً عن الدعم النفسي للمتضررين نفسياً من هجوم داعش.
سنجار ترتدي الأمل ألواناً من الرسم والموسيقى

ألوان الفن وموسيقاه يزينون ركام سنجار بالأمل

 وتستمر عملية عودة أهالي سنجار من مخيمات النازحين في إقليم كردستان العراق، وتحديداً محافظة دهوك أسوة بالمكونات السنجارية الأخرى. 
 
غالبية النازحين هم من المكون الأيزيدي، وقد شهد القضاء عودة أكثر من 15 ألف عائلة بحسب إحصائيات قائممقامية سنجار.
 
وتابع مراد أن “الهدف من هذا النشاط هو أن نزرع أملاً في قلوب أهالي هذه المدينة التي لا تزال تفتقد إلى الكثير من الخدمات، وأيضا دعم المواهب وحثها على الاستمرار في العمل والمشاركة في معارض الرسم”.
 
وعبّر مراد عن أمله في أن يكون هذا المعرض مفتاحاً لمشاركة الرسامين والموسييين في معارض دولية.
 
وبيّن أن اختيارهم لمكان إقامة المعرض، هدف أن “نظهر للعالم أجمع أننا نقاوم الكثير من المآسي من خلال العيش هنا”.
 
وأضاف مراد أنه “بالرغم كل ما جرى لاحظنا وجود لوحات تدعم إلى التعايش والسلام إلى جانب مواضيع أخرى”.
كما أكد على ضرورة “دعم مواهب الشباب بكل تنوعها في هذه المدينة لأنهم لن يجدوا فرصاً حقيقية لإبراز مواهبهم، خصوصاً وقد مروا بظروف عصيبة أثناء النزوح”.
ولفت مراد النظر إلى وجود مواهب عديدة في مختلف المجالات في سنجار، “لكن لا توجد رعاية لهم أو مكان يجتمعوا فيه لممارسة أعمالهم ومواهبهم، إلى جانب عائق الفقر الذي يقف أمام كثيرين منهم، لذا قمنا بتنظيم هذا المعرض”.
تحدثت الرسامة المشاركة في هذا النشاط ندى السنجارية لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني ذياب غانم خلف عن انتظارها وزملائها الرسامين لمثل هذه الفرصة.
 
قالت ندى، “كنا بانتظار مثل هذه الفرص لنثبت أنفسنا لأنه دائماً ما يتم إهمالنا على الرغم من أننا استطعنا تقديم الكثير لمدينتنامن خلال مسح وإخفاء شعارات داعش”.
وأشارت إلى أنه “من الجميل أن نضع لوحاتنا وسط هذا الركام ويكون دافعا قوياً لنا لنبقى أقوياء ونواجه هذا الدمار بأقلامنا وألواننا التي نأمل أن تكون عنصراً لتغيير واقع هذه المدينة والمساهمة في عودة أهلها النازحين من خلال تلوينها بأيدينا”.
سنجار ترتدي الأمل ألواناً من الرسم والموسيقى

ندى السنجارية فرحة بالمعرض كفرصة لإثبات دور الفنانين في تجميل سنجار

وأكدت الرسامة الشابة أن “استمرار هذه المنظمات في نشاطاتها، سيكون دافعاً وعاملاً قوياً لخدمة المدينة وأهالي”، وتمنت عودة السكان النازحين “وإعادة إعمارها بجميع قراها و مجمعاتها”.
في الوقت نفسه، شددت ندى على ضرورة وجود مراكز خاصة بالمواهب، سواء كانوا رسامين أو ممثلين أو مغنيين في القضاء، مشيرة إلى عدم وجود أي مركز للمواهب قبل داعش كذلك.
 
كما وجهت الشكر لمنظمي المعرض ودعتهم إلى الاستمرار في دعم المواهب وافتتاح معارض الرسم،  مبينة أن فترة الحظر بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد ساعدتهم في الانشغال بأعمالهم الفنية وتطوير مواهبهم.
 
لكنها لفتت إلى أن الجائحة أثرت على نفسيات الجميع بما في ذلك أصحاب المواهب الذين كانوا بأمس الحاجة إلى هذا المعرض، حسب ما نقلته ندى لمراسل “تطبيق خبّر”.