أخبار الآن | العراق (AP)

بعد مرور سنوات على اختطافها من قبل تنظيم داعش، الإيزيدية ليلى تعلو عادت لزيارة المكان الذي اختطفت منه، في أقصى شمال شرق العراق عام 2014.

وفي تفاصيل قصتها الحزينة، فإن السيدة تعلو تمكنت من تغيير مصيرها باعتناقها وزوجها الإسلام مرغمين، وهو ما سمح لأفراد الأسرة الصغيرة بالعيش كمواطنين من الدرجة الثانية، في رعي الأغنام، مع إيزيديين آخرين واجهوا نفس المصير.

لكن هرب الكثيرين من الإيزيديين من قبضة التنظيم، دفع مسلحيه إلى جمع الرجال واقتيادهم بعيدا، حيث يعتقد أنهم قتلوا وتم التخلص من جثثهم في مصرف مياه، حتى أنه يمكن رؤية عظامهم تحت أشعة الشمس.

أخبار الآن وموفدتها جنان موسى كانت من أول من ساهم في نشر الوعي بقضية الإيزيديات بسلسلة من التقارير الحصرية

بعد هذه الحادثة تحديدا، بيعت تعلو في سوق للرقيق، ويمكن للمحققين الذين يسعون لجمع تفاصيل قصص اختطاف واستعباد تنظيم داعش للمئات من الإيزيديات، بأن يتأكدوا بأن هذه العمليات تم التخطيط لها من قبل جهات عليا في التنظيم، وأن تنفيذها تم من خلال كافة الأطراف، وتم تبريرها بمسوغات دينية.

وعلى حد قول بيل ويلي، أحد أعضاء فريق التحقيق في القضية، فإن كل هذه التفاصيل تجعل هذه العمليات من بين عمليات الاستغلال الجنسي غير المألوفة في الحروب الحديثة.

المحامية البارزة في مجال حقوق الإنسان أمل كلوني شاركت بالتعليق على تقرير أخبار الآن، وحثت فريق الأمم المتحدة على التوجه إلى الأرض في سوريا والعراق وجمع الأدلة على الانتهاكات قبل تدميرها

وقد شجع استعباد الأيزيديات، على فتح سوق للرقيق وتمت عمليات بيع وشراء لهؤلاء النسوة فيه حتى خارج سيطرة عناصر التنظيم.

وتقول ليلى تعلو إنها حملت مرتين وأجبرت على الإجهاض،ولتزيد قصتها ألما، فإن طفلاها كانا معها طيلة فترة استبعادها.

برلماني هولندي شارك تقرير جنان موسى حول وثائق داعش التي وجدتها في سوريا. يقول: “إذا أظهرت الوثائق أن الرق كان يتم بصورة ممنهجة، فسيكون من الأسهل علينا مقاضاة العائدين من داعش إلى أوروبا”.

محنة الاستعباد لم تنته سوى بدفع 19500 دولار للخروج من قبضة داعش، جمعتها أسرتها لتنهي مأساتها.

ومن بين نحو 6417 إيزيديا اختطفوا في شهر أغسطس 2014، بعد الهجوم على سنجار، تمكن نحو 3500 فقط من الفرار، بعد دفع فدية.

ومن بين من هرب أيضا، ابنة شقيق تعلو في فبراير الماضي، ولا يزال نحو 2900 أيزيديا في عداد المفقودين، منهم 1344 امرأة وفتاة، ويرى باحثون أن معظمهم لقي حتفه، رغم شح المعلومات.

إقرأ أيضا:

تحقيق دولي لمقاضاة مقاتلي داعش بتهم جرائم ضد الإيزيديين