أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

بغير قليل من الحدة، انتقد العلامة الشيعي سماحة السيد علي الأمين مواقف حزب الله حيال ما يجري في لبنان، بعد أربعين يوما من اندلاع شرارة الثورة المنادية بإصلاحات سياسية واقتصادية.

المرجع الشيعي في لبنان، جزم خلال مقابلة مع تلفزيون الآن، أن الغموض مازال يكتنف المشهد السياسي في البلاد، باعتبار أن القيادة الحالية لم تتحرك باتجاه الاستجابة لمطالب المحتجين.

وربط حلحلة الوضع، بمدى تحرك رئيس الجمهورية ميشال عون بتشكيل حكومة حيادية، وتسمية رئيس لها يحظى بتوافق، تلبية لمطالب الثورة الشعبية.

هذا التأخر عزاه الأمين إلى عدم وجود قواسم مشتركة بين أعضاء الفريق، ناهيك عن عدم وجود نقاط مشتركة تتوافق حولها مطالب المحتجين والسلطة القائمة.

وينظر علي الأمين إلى المظاهرات على أنها تعبير عن وجع أصاب القطاعات الشعبية المختلفة على مستوى الاجتماعي والمعيشي جراء فساد استمر لمدة طويلة.

على هذا الأساس، شبه المطالب الشعبية بأنها صرخة مدوية حققت إجماعا لبنانيا عابرا لكل الطوائف والحواجز والأحزاب، نجم عنها وحدة وطنية.

غير أن المرجع الشيعي انتقد موقف حزب الله إزاء التطورات الأخيرة، وقال بأن تعاطيه مع الحدث الثوري لم يكن ايجابيا، مذكرا بمواقفه السابقة من رفضه استقالة الحكومة.

وساق تساؤلات عن تراكم الفساد في حكومة يعتبر حزب الله شريكا فيها، بالرغم من ادعاءات هذا الأخير المتكررة بأن هناك فريقا نظيفا في السلطة، وفي الوقت ذاته ليس مسؤولا عنها.

ونصح العلامة حزب الله بأن ينحاز الى المطالب الشعبية وعدم الانسياق وراء بنيته الفكرية والعقائدية التي يرى أنها تؤثر في مواقفه السياسية.

ولم يكتف بهذا القدر من الانتقادات، بل راح يعدد سقطات حزب الله وحليفه حركة أمل، مستدلا بما قام به أنصارهما من استفزازات للمنتفضين في ساحات التظاهر.

كما لم يخفي توجسه من أن يلجأ حزب الله الى العنف كنوع من التصعيد لقمع الاحتجاجات، تتولد عنه فتنة داخلية دائمة وانتشار النزاع ويهدد استقرار ووحدة البلاد.

وفي خضم حديثه عن عدم تقبل حزب الله للرأي الآخر، عاد بذاكرته إلى ما حدث له بعد أحداث الـ 7 من أيار، حين عبر رفضه للتدخل فكان مصيره الإبعاد من الجنوب اللبناني.

ومن هذا المنطلق، عبر المرجع الشيعي عن تخوفه من أن تقمع حزب الله الانتفاضة تأسيا بما يفعله النظام الإيراني مع الاحتجاجات في إيران والعراق.

وأعلن صراحة أن حزب الله ليس جزءا منفصلا عن الرؤية الايرانية استنادا لاعترافات حسن نصر الله حين قال بأنه جندي في ولاية الفقيه وأنه تابع لرأي خامنئي.

وعلى ضوء ما سبق، استخلص العلامة الشيعي أن حزب الله لا يفكر بشكل مستقل عن الرؤية الايرانية ولا يفكر وطنيا ولا لبنانيا وإنما يفكر كيف يُبقي النفوذ الإيراني بالمنطقة.

واعتبر أن ما يجري في إيران من قمع يعطي رسالة للقوات الحزبية التابعة له في العراق ولبنان بأن يعتمدوا الطريقة نفسها باللجوء الى قمع المتظاهرين بالعنف .

وبخلاف النظرة النمطية، يلفت المرجع الشيعي أن حالة الوعي عند عموم الطائفة الشيعية بلبنان متزايدة وما يؤكد ذلك أن الانتفاضة انتقلت الى الاماكن التي يهيمن عليها الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل).

وختم كلامه بدعوة نصر الله الى الاصطفاف مع الثورة الشعبية التي تنادي بدولة مستقلة ينصهر فيها حزب الله وغيره ضمن المؤسسات العسكرية، بحيث لا يكون قرار السلم والحرب خارج مؤسسات الدولة.

إقرأ المزيد:

اجتماع عسكري أمني في لبنان بعد اعتداءات حزب الله وحركة أمل