أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (رويترز)

في شمال العراق، تبكي أُسرة ميران (17 عاما)  ، ابنها الذي فُجعت بوفاته في حادث مروري.

والفتى المراهق، الذي توفي قبل نحو شهر من الآن، مجرد ضحية واحدة من بين عشرات الضحايا الذين يُقتلون كل عام في حوادث مرورية بشمال العراق.

ومنذ رحيل ميران في نوفمبر تشرين الثاني تطارد الذكريات والديه وشقيقته الذين يبكونه باستمرار.

وقد أثار هذا الأمر المواطنين العراقيين ، الذين طالبوا بضرورة تحسين إجراءات السلامة على الطرق.

فيما خرج مئات التلاميذ الصغار بزيهم المدرسي في مظاهرة بمدينة السليمانية للمطالبة بحمياتهم من حوادث السير (المرور).

وحمل الأطفال علامات مرورية أثناء المسيرة التي شارك فيها معهم معلمون وآباء ومتطوعون.

ودار تلاميذ يركبون دراجات حول دوار مستدير مزود بأضواء مرور بلاستيكية وفام معلم بإرشادهم بشأن القواعد الأساسية للقيادة.

 وقالت والدته نادية معارف لتلفزيون رويترز “لا أقدر على وصف شعوري عقب وفاة ابني. مررنا بأيام مأساوية وسوداء. حياتنا أصبحت كئيبة، مجرد بكاء وعويل. أبوه وأنا نفكر فيه دائما، منشغلان به. شقيقته تبكي وتتذكره على الدوام. وفاته أثرت سلبا على مستواها في المدرسة لأنه كان صديقا مقربا منها. أود أن أشكر قوات الأمن في السليمانية التي تمكنت من القبض، بعد يومين فقط من الحادث، على سائق السيارة الذي كان هاربا. أطالب السلطات المختصة بمعاقبة القاتل الذي لن نسامحه أبدا. فقد قتل ابننا وتركه في الشارع ينزف دون أن ينقله إلى المستشفى”.

والسليمانية واحدة من ثلاث محافظات يضمها إقليم كردستان العراقي.

وقال نجاة نجم رئيس منظمة الخط الأحمر “ننظم نشاطا تحت عنوان (حماية أطفالنا من حوادث السيارات) نظمناه بعد أن رأينا وقوع الكثير من حوادث المرور في كردستان. عشرات الأطفال قتلوا في حوادث سيارات. لذلك نظمنا مظاهرة لمطالبة الجهات ذات الصلة مثل إدارة المرور والإدارة التعليمية بتوفير إجراءات السلامة اللازمة لأطفال المدارس أثناء ذهابهم وعودتهم منها”.

وقال العميد فرايدون عمر، المسؤول في إدارة المرور، الذي أيضا شارك في المسيرة “(في) محافظة السليمانية توفى أكثر من 200 شخص حلال العام الماضي وكان من بينهم 40 طفلا. والجدير بالذكر من بين هذه الضحايا 78 سائق فقط من مجموع المئتين، والأكثر من 200، فهذا يعني أن كل سائق سبب في موت شخصين آخرين”.

ويوضح مشاركون في المظاهرة وسكان أن سبب الحوادث يعود إلى ضعف البنية التحتية في طرق السليمانية الجبلية إضافة إلى ضعف المعرفة بقواعد المرور.

وقالت معلمة في إحدى المدارس تدعى ديان فضيل “عندنا طالب أُودى بحياته في حادث سيارة وعندنا جرحى وعندنا معوقين، صار فيه حالة غيبوبة وهذا يؤثر على نفسية الطلاب وإحنا كمعلمات تلاحظ طفل طالب من طلابك يصير به حادث وبها الشكل هذا يعني يؤثر علينا ويؤثر على أولادنا، طلابنا بالمدرسة، من يشوف صديقه توفى”.

ويوضح التقرير الدولي بشأن سلامة الطرق الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية في 2018 أن الإصابات في حوادث المرور تمثل الآن “السبب الرئيسي لوفيات الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين خمس سنوات و29 عاما” على صعيد المعمورة.

وأشار التقرير إلى وقوع 4134 حالة وفاة في حوادث على الطرق في العراق عام 2016 مفيدا أنه في حين أن البلد لديه تشريعات وآليات تقييم للسلامة على الطرق فإن الجهة الرائدة والاستراتيجية الوطنية للتطبيق لا يتوفر لديها التمويل اللازم بشدة لذلك.

اقرا ايضا

تعيين رئيس الحشد الشعبي مستشارا للأمن الوطني في العراق