أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (زكريا نعساني)

لنحو عقود ثلاثة وخامنئي الذي اصبح المرشد الأعلى في ايران خلفا لخميني ما يزال يحاول الهيمنة على القرار  الشيعي وتنصيب نفسه مرشدا أعلى لكل الشيعة في العالم إلا ان ذلك لاقى رفضا من قِبل رجال الدين الشيعة  الذين أكدوا ان نهج خامنئي طعن في اساس الفقه الشيعي حين ادعى بشكل مباشر وصريح على ان السلطة الدينية والسياسية هي فقط لولاية الفقيه.

منذ العالم  2003 ، و طهران تتطلع إلى زيادة نفوذها في العراق لتأمين جناحها الغربي والمساعدة في نشر نفوذها في المنطقة. ومع تنامي دور النجف كمرجعية دينية، حتى ظهر الصدام بين خامنئي والسيستاني إلى العلن رفضا منه للسلطات في الدولة المجاورة و رفض إيديولوجيتهم للحكم الديني

لقد كان لابد من تفنيد أبرز الخلافات المنهجية بين الطرفين والتي سلط عليه الضوء موقع مونيتور الأمريكي   خامنئي اعتمد  مفهوم ولاية الفقيه كحاكم مطلق لكل الشيعة في العالم الامر الذي كان مغايرا تماما لدى السيستاني الذي اعتبر بان السلطة يجب ان تكون مدنية وهو الامر الذي ذكره تقرير لمعهد واشنطن يؤكد ان سلطة السيستاني تكمن في الدفاع عن الإسلام والجالية المسلمة ، وليس في السلطة المطلقة على جميع شؤون الدولة كما يتجلى بشكلها السلطوي في إيران..

وبدلاً من رؤية خامنئي لدولة إسلامية لاحدود لها ،  يدافع السيستاني عن نظرية “الدولة المدنية” التي تبناها مرشده الراحل أبو القاسم الخوئي. والذي أيضا خالف الخميني  آنذاك  وفي حين اقر ملالي ايران مبدأ السلطة الدينية المطلقة في السياسة والمجتمع  منع السيستاني رجال الدين من الانخراط في السياسة ، داعياً الشيعة للانخراط في المجتمع الأوسع ورفض الطائفية.

اما الخلاف الأكبر فقد ظهر جليا خلال الحقبة التي تلت احتلال داعش لمناطق شاسعة من العراق ايام حكم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الموالي لخامنئي فقد مولت ايران مجموعةً من  الميليشيات لضمان الولاء المطلق لها 
فيما أعلنت الفصال التابعة للسيستاني وبعد دحر داعش عزمها تسليم السلاح للحكومة العراقية بعد تحرير البلاد 

كذلك وعلى النقيض من الميليشيات الموالية لسيستاني ، فإن العديد من الفصائل القريبة من خامنئي عازمة على البقاء حرة في المشاركة في حروب الوكالة الإيرانية عبر المنطقة ففي حين انه في  اليمن وسوريا والعراق والبحرين كان موقف الخامنئي داعما لاثارة الفوضى بتلك البلدان كفرصة للهيمنة عليهم  يضاف إلى ذلك تذرع خامنئي بحماية الشيعة في العالم 
فان القادة النجفيون كانوا على حذر لتجنب التدخل في الحياة السياسية للمجتمعات الشيعية في الخارج. ففي خطاب ألقاه في العام 2016 في مكة ، قال المتحدث باسم السيستاني حامد الخفاف إن السيستاني “يشدد على ضرورة احترام مؤسسات الدولة ولا يرى بديلاً آخر لبناء بلد حر مستقل. مضيفا بأنه أي السيستاني يؤمن باندماج الشيعة أينما كانوا بمجتمعاتهم وحكوماتهم التي تدير شؤون بلدانهم 

ليس هذا فحسب بل ظهر خلال السنوات الأخيرة  انعدام مطلق للثقة بايران بين الاوساط العراقية   فحين زار رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الايراني محمود هاشمي شهرودي  النجف وجد نفسه على الهامش . 

وعلى الرغم من كونه احد  أبرز خريجي مدرسة النجف ، لم يتمكن شاهرودي من تأمين لقاء مع السيستاني أو أي من السلطات الدينية الثلاثة الأخرى هناك. وقالت مصادر قريبة من السيستاني للمونيتور إن رجال الدين النجفيين تجنبوه عمدا لأنهم لم يرغبوا في أن يُتهموا بقبول أجندة إيران للهيمنة على النجف.

وفي المحصلة فان الصدام الحاصل بين خامنئي والسيستاني ما هو إلا جزء من صدام أوسع  بين توجهين  فكريين شيعيين ستكون كلمة الفصل بينهما لصالح ارادة الشعب العراقي المتمسك اصلا بهويته العروبية. 

اقرأ ايضا: 
إرهابيون يستخدمون تطبيق “تلغرام” لتبادل الرسائل والمعلومات المشفرة