أخبار الآن | بيروت- لبنان (رويترز)

في وسط منطقة جذب تاريخية بمدينة طرابلس بشمال لبنان توجد محلات لبيع الحُلي، مقامة منذ مئات السنين، ولا تزال تجذب زبائن يبحثون عن مشغولات ذهبية بجودة عالية وأسعار معقولة على مدار العام.

و"سوق الصياغين" موجودة كموقع تراثي حتى قبل أن يذيع صيته كمكان لتجارة الذهب. وبينما افتتحت العديد من محلاته على مر الزمان، فقد توارثت أجيال متعاقبة الكثير من المحلات الأخرى.
وقال رئيس نقابة الصائغين في شمال لبنان خالد النمل إن السوق لا يزال يحتفظ ببعده التاريخي مع وجود 125 صائغا فيه

وقال رئيس نقابة الصائغين في شمال لبنان خالد النمل إن السوق لا يزال يحتفظ ببعده التاريخي مع وجود 125 صائغا فيه. وأضاف "فهدا السوق الوحيد ياللي بعده محافظ على تراثه، فيه ١٢٥ صائغ بهدا الشقفة الصغيرة، وبعده محافظ ع تراثه ونوعيته. هدا السوق ثروة أثرية ثقافية كتير كبيرة. فما فيه سوق مثل حكايته بلبنان أبدا أبداً" مقارنا بينه وبين أسواق مماثلة كانت مثيرة للاهتمام ذات يوم في المنطقة.

ولا يزال النمل (71 عاما) الذي وُلد في منطقة السوق يتحدث بشغف عن الذهب والمجوهرات.

وأوضح النمل أنه على الرغم من أن الآلات الحديثة حلت مكان الشغل اليدوي في كثير من الورش لكن لا يزال بعضها يعمل يدويا كما كان.

وتابع قائلا "فهدا السوق مشهور من ٧٠٠ أو ٨٠٠ سنة إنه سوق الصياغين. اليوم فيه عندنا بعض المصانع الصغيرة لأنه اليوم المكن ببيروت وبإيطاليا وتركيا عم يضاهوا الصناعة المحلية أو اليدوية، اليدوية مش عم توفي متل الأول".

ويرى لبناني يشتري هدية ذهبية من السوق ويدعى خليل فياض أن السوق لا يعطيه قطعة ذهبية جميلة فقط بسعر معقول لكنه يعطي أملا أيضا في أن يعيش الفقراء بطرابلس.

وقال فياض "الأسعار الموجودة عندنا مش موجودة بره، دايما القطعة هون أرخص من بره، ومن نفس المصدر، بس هون باشتري شي مرتب وحلو بس بقيمة أرخص من بره، موجودة بعد حياه الفقير هون، الفقير فيه يعيش موجودة بطرابلس بعدها بالأسواق الداخلية عندنا هون".

ويمارس خالد بطش (35 عاما) العمل في السوق منذ 20 عاما بعد أن ورث المهنة عن أصدقاء لعائلته ويعتزم تعليمها لابنه. ويقول بطش إنه على الرغم من أن أسعار الذهب ترتفع وتنخفض طبقا للوضع الاقتصادي فإن الناس يحتاجون لشرائه على الدوام.

وأضاف بطش لتلفزيون رويترز "يعني ع طول ماشي دهب، هيدا ع طول العالم (الناس) بدهم يتزوجوا، ع طول العالم بدهم يجيبوا كادويات (هدايا)، مصلحة فيها استمرارية ما بتبطل، ما بتوقف، يعني هلق (حاليا) فيه أشيا عم نشتغلها كانت قديم ع أيام نحن أطفال رجعت درجت وعم ترجع تنطلب، الذهب بيعيد حاله بس دايما بأفكار جديدة".

وتابع بطش أنه في ظل المنافسة الشرسة بين أنواع وطرازات الذهب فإن الصاغة أمثاله في سوق طرابلس التاريخي يعولون كثيرا على اللبنانيين المغتربين من شمال لبنان الذين يأتون للشراء منهم عندما يزورون بلدهم.

وقال عدنان عضوم "سوق الذهب سوق تاريخي في عالم فيه حركة قوية وعندنا أصحابنا بنيجي بنشتري دهب من عندهم هون، تاريخ، تاريخ".

وأحدث تجديد لسوق الذهب التاريخي في طرابلس تم في عام 2000.