أخبار الآن | دمشق – سوريا (محمّد صلاح – عامر الموهباني)

قبل شهرٍ ونصف من الآن بدأ نظام الأسد وحلفاؤه حملة عسكريةً مركّزة على الأحياء الشرقيّة للعاصمة دمشق بغية استعادة السيطرة عليها وطرد الثوار منها، إلّا أنّه حتّى الآن لم ينجح في ذلك لكنه نجح في تدمير أجزاء كبيرة من تلك الأحياء نتيجة استخدامه الأسلحة التدميرية من صواريخ وقذائف وطائرات.

– حي تشرين أثرٌ بعد عين

يعد حي تشرين أكثر المناطق تأثّراً بآلة القصف التي دمرت ما يزيد عن تسعين بالمئة من أبنيته السكنية وبنيته التحتيّة، ويعزى ذلك إلى طبيعة الحي الفقير الذي بني بشكل عشوائي بطرقٍ لا تراعي شروط السلامة السكّانيّة.

يقول آدم الخطيب مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني السوري بدمشق إنّ كلّ صاروخٍ يسقط في شوارع حي تشرين كفيلٌ بتدمير عدة أبنية فهي أبنيةُ لم تبنَ بشكل صحيّ ولا تحوي أيّ خراسانات ودعائم ما يجعل تفككها أمراً سهلاً أمام ضغط الإنفجار الذي يحدثه الصاروخ، وبالتالي فإنّ النسبة العظمى من أبنية الحي باتت أثراً بعد عين.

إقرأ: صوت معارك دمشق وحماه يسمع في محادثات جنيف 5

– نزوحٌ يليه آخر 

وعن الوضع الإنساني لسكّان الحي قال الخطيب في حديثه لأخبار الآن إنّهم عملوا في الدفاع المدني على إجلاء معظم سكّان الحي منذ بدءِ الحملة العسكرية في الثامن عشر من شباط فبراير الماضي، وأضاف الخطيب: " قبل بدء الحملة كان الحي الصغير يكتظ بأكثر من ٦٥٠٠ عائلة أي ما يقارب أربعين ألف نسمة جميعهم من الفقراء والنازحين الذين بحثوا عن ملاذ آمن لأسرهم لكنّهم اضطروا للنزوح مجدداً حيث قمنا بإخلائهم نحو الغوطة الشرقيّة أو حي برزة قبل أن يدمر النظام الطريق الواصل بين الحيين ويسلّط عليه نيران قناصيه"

من جهته قال أبو العز وهو أحد القاطنين في حي تشرين قبل أن ينزح إلى الغوطة الشرقية إنّه قبل عامين غادر الغوطة إلى حي تشرين بحثاً عن مسكن آمن بعدما تعرض منزله في بلدة حمورية للقصف والدمار ولكنّه اضطر بعد الحملة العسكرية على أحياء دمشق الشرقية للعودة إلى الغوطة الشرقية والإقامة في منزل مدمّر جزئياً ليصبح وأسرته نازحين للمرة الثالثة دون أن يدري إن كان سيكون هناك نزوحٌ رابع أم لا خصوصاً في ظلّ ما تشهده الغوطة الشرقية من تصعيدٍ من قبل النظام وروسيا؟

– صعوباتٌ تواجه الدفاع المدني في تحركاته

وعن صعوبات عمل الدفاع المدني في أحياء شرق دمشق قال الخطيب إنّ أبرز الصعوبات تتمثل باستمرار القصف بشكل شبه متواصل مما يعرقل حركة فرق الإنقاذ ناهيك عن الاستهداف المباشر لتلك الفرق مما يجبرها في كثير من الأحيان على العمل ليلاً لتجنب رصدها من قبل استطلاع النظام وقال إنّ إحدى سيارات الإسعاف تعرضت لإطلاق نار مباشر من رشاشات ثقيلة ما أخرجها عن الخدمة بعد تمكن طاقمها من النجاة بأعجوبة، كما تعرض مركز الدفاع المدني في حي تشرين للقصف بشكل مباشر ما أدى لتدميره وإصابة متطوعين اثنين من عناصره.

و تحدّث الخطيب عن طبيعة الحي وضيق شوارعه مما يحدّ من حركة الآليات الثقيلة والجرافات ويجبر فرق الإنقاذ على العمل اليدوي في بعض الأحيان للبحث عن مفقودين تحت الأنقاض مؤكداً أنهم تلقوا بلاغات عن ستة مفقودين تمكنوا من العثور على جثث أربعة منهم فيما لم يتم العثور على البقيّة ونوّه إلى أنّ العدد الحقيقي للمفقودين يمكن أن يكون أكثر من ذلك على اعتبار وجود أشخاص داخل الحي منقطعين ولا يوجد من يبلغ عن فقدانهم.

المزيد من الأخبار:

نصر الحريري: النظام يستخدم بند مكافحة الإرهاب ليحمي نفسه سياسياً

قتلى في قصف مكثف لقوات الأسد على الغوطة الشرقية