سلطان النجار
أخبار الآن | مايدو غوري – نيجيريا
مايدوغوري هي عاصمة ولاية بورنو بنيجيريا. يوجد فيها متحف ومطار، كما يوجد فيها بعض من أفضل جامعات ومستشفيات نيجيريا، يسكنها نحو 1.2 مليون نسمة الذين يمتازون بتعدّد أعراقهم وتعايشهم على مدى الزمان ، إلى أن احتلّتها بوكو حرام لتقلب حالها إلى مدينة للقتل والترهيب قبل اندحارها من المدينة .. أخبار الآن جالت في شوارع مايدوغوري والتقت بعضا من المواطنين الذين عبروا عن فرحتهم بتخلّصهم من حكم هذه الجماعة المتطرّفة التي اختطفت أكثر من مئتي فتاة اضافة الى ارتكب جرائم أخرى بحق المدنيين هناك.
شينادوا اوكفار- سكان مينة ميدجوري
بصراحة أستطيع القولَ أن السلامَ عاد إلى ميدجوري، الأوضاعُ الراهنةُ هنا مختلفةٌ تمامًا عما كانت عليه من قبل، كما ترون، شوارعُ المدينةِ تعجُّ بالمارين والسياراتِ، وتزدحمُ الأسواقُ بالناس ويزيدُ إقبالُ المستهلكين على شراءِ بعضِ الأشياءِ المُهمةِ تمامًا كما فعلتُ قبلَ قليل. حين كانت بوكوحرام تحتل ميدجوري لم تكنْ هذه المظاهرُ موجودةً إطلاقًا، أما الآن وبعدَ طردِ بوكوحرام من المدينة واستتابِ الأمنِ بدأتِ الحياةُ تعودُ ببطءٍ إلى طبيعتها ويبدو أن المدينةَ تستعيدُ عافيتَها من الخوفِ والمظاهرِ الفظيعةِ التي خلفَّتها بوكوحرام، أيامَ بوكوحرام لم يكنْ أحدٌ يثقُ بأنه سيعودُ إلى بيته في المدينة آمنًا، فقد كان وقوعُ انفجارٍ انتحاريٍ متوقعًا في أيِّ مكانٍ، وفي كلِّ حين.
عبد العزيز بان-سكان مدينة ميدجوري
حين كانت جماعةُ بوكوحرام تحتل مدينة ميدجوري لم نكنْ نستطيعُ الاجتماعَ في أماكنَ كهذه، هذا فضلا عن اللعب والحديثِ مع الأصدقاء، ولم يكنْ أحدٌ منا يتجرأُعلى الخروج من منزله بسبب الاضطرابات الأمنيةِ التي خلقتها الجماعةُ، ما زلتُ أتذكرُ سماعَنا صباحَ أحد الأيامِ أصوات طلقاتِ رصاصٍ غزيرة، تلاها صُراخٌ من كل الاتجاهاتِ، رأينا بعضَ جيرانِنا يهربون من المدينة، وخرجنا معَهم خوفًا على حياتنا واضطُرِرنا إلى أن نتركَ كبارَ السن في البيوت، وبعد عودتنا وجدنا كثيرًا منهم مقتولين .
بوكوحرام قتلوا بعضَ أصدقائي وأقربائِي وهم يحاولون الهرَبَ من قبضتهم..
لاعب كرة القدم في ميدجوري
لو رجعنا إلى الوراء قليلا لوجدنا هذا المكانَ خاليًا من المشجعين واللاعبين أيضًا، أكثرُ السكانِ نزحوا من المدينة هَرَبًا من قبضة جماعةِ بوكوحرام، ومن بقي فيها كان يخشى على نفسه. بوكوحرام قتلوا رفيقَ حياتي يومَ زِفافِه، واغتالوا صديقي المعروفَ بنشاطاتِه الاجتماعيةِ بعد توليهِ منصبًا جديدًا، صحيحٌ أن جماعةَ بوكوحرام طُرِدت من المدينة تمامًا، إلا أنهم تركوا فيها قِصصًا محزنة، لكنْ الحمدُ لله، طالما أنني بخير وأمارسُ هوايتي المفضلة.
امنة مودو- مغنية ومسرحية نيجيرية في ميدجوري
بعد تطهيرِ منطقتنا من احتلال الجماعة المتشددة أصبح في إمكان سكان مدينتي الحبيبةِ إقامةُ الحفلاتِ الموسيقيةِ، والأعمالِ المسرحية والمِهرجاناتِ، وحضورُ هذه الاحتفالات، عندما كانت بوكوحرام تسيطرُعلى هذه المدينة كنا نُضطَرُّإلى الذهاب إلي مناطقَ بعيدة لحضور العروضِ الموسيقية، أوالمِهرجاناتِ السينمائية، أما اليومَ فنحن نقيمُ الحفلاتِ والأعراسَ في قلب مدينتِنا، معظمُ الناسِ يأتون هنا للراحة وتناسي بعضِ المشاكلِ التي تواجهُهم في حياتهم والتبعاتِ التي خلفتها سنواتُ بوكوحرام العِجاف.
نور الدين أيوب مغني راب من ميدجوري:
بكل الصراحة أستطيعُ القول َإنما نقومُ به هنا يساعدُ كثيرًا من الأشخاص الذين يعانونَ الاكتئابَ وزيادةَ ضغطِ الدمِ الناتجةَ مما شاهدوه من أعمالٍ وحشيةٍ وجرائمَ ارتُكبتْ في حق أقربائِهم وزملائِهم على يد المليشياتِ المتشددة، وأعتقد أن من حق الشبابِ والمجتمعِ أن يتمتعوا بحريةٍ كسائرِ الناس في المناطق والمدنِ النيجيرية الأخرى التي حُرِّرتْ من احتلال بوكوحرام، حيث كانت الجماعةُ تحظرُ أيَّ أنشطةٍ ترفيهيةٍأو اجتماعية، وكان مصيرُ من يقومُ بذلك إلى الاعتقالِ والقتل،أما اليومَ فقد تغيرَ كلُّ شيءٍ، الناسُ يأتون إلى هذه المدينة لقضاء أوقاتٍ تغمرها السعادةُ والمتعة، ولو حاولَ فردٌ من مجرمي بوكوحرام دخولَ هذا المسرحِ خلسةًيعتقلُ فورًا من قبل المتفرجين قبلَ الشرطةِ المحلية، وهذا لا يدلُّ على تغيرِ الأوضاعِ الأمنية في ميدجوري فحسْب بل هو دليلٌ واضحٌ على تغيرِموقفِ أهلِ المدينة ورأيِهم في هذه الجماعة المتشددة.