أخبار الآن | جرابلس – ريف حلب – سوريا – (جلال زين الدين)

تتهيأ مدينة جرابلس الحدودية لمعارك ضروس، وإن كانت المدينة تعرف طرفا فإنها ما زالت تجهل الطرف الآخر، فهذه المدينة الأسيرة في يد داعش تترقب مجيء الثوار أو أي طرف لطرد داعش من المدينة.

يحث الطرفان الثوار وقوات سوريا الديمقراطية الخطا لدخول المدينة، يقول الناشط الإعلامي أبو وليد: "يتسابق الطرفان للسيطرة على جرابلس نظرا لما تشكله من أهمية استراتيجية" وزادت حمية الطرفين بعد المعارك الأخيرة التي حقق فيها الطرفان نصرا على داعش، يتابع أبو وليد: "زادت أطماع قوات سوريا الديمقراطية عقب السيطرة على مدينة منبج، وعاد أمل الثوار لجرابلس بعد تحرير مدينة الراعي ".

ويظهر بوضوح تقدم قوات سوريا الديمقراطية نحو جرابلس فقد سيطرت في 17 من الشهر الجاري على قرية عون الدادات الاستراتيجية الواقعة على طريق منبج جرابلس، ويؤكد الناشط الإعلامي أبو يوسف من منيح أنها أهم قرى نهر الساجور. ويتابع قائلا: "وتحشد قوات سوريا الديمقراطية قواتها على طول الساجور من الأوشرية شرقا إلى عرب حسن غربا" فقسد تعمل بنشاط إذ سيطرت في اليوم التالي على الأوشرية والجاة ونزلة حسين، وتبعد هذه القرى حوالي 20 كم عن جرابلس. وتابعت القوات الديمقراطية في 19 الشهر الجاري تقدمها لتسيطر على قرى بين مغار والخلفات والمغاريد، وبئر الكوسا، ومزارع الرحمو، والكالات، والزيان، ويؤكد أبو يوسف أن قوات سوريا الديمقراطية سيطرت صباح السبت على قرية الكوسا في الجنوب الشرقي لجرابلس. لتصبح على مسافة 15 كم عن جرابلس، و 5 كم عن قرية العمارنة الاستراتيجية والكبيرة نسبيا، والتي ينخرط عدد من أبنائها في صفوف داعش.

وتشير معلومات من المنطقة لقرب اقتحام قوات سوريا الديمقراطية لهذه القرية، يقول أبو وليد: "أنذرت قسد أهالي العمارنة والبندق بالإخلاء باعتبار القريتين منطقة عسكرية". وقصفت القوات الديمقراطية مدينة جرابلس من ناحية الشيوخ.

ويشكك ناشطون بمصداقية بيان المجلس العسكري لمدينة منبج وريفها، هذا البيان الذي أكد على: "أن معركة تحرير الريف الشمالي من مدينة منبج أسفرت على النتائج العسكرية المطلوبة، وبذلك تنتهي العمليات العسكرية في هذا المحور" واستمرارها في الريف الجنوبي، إذ يؤكدون أنها في إطار التمويه والتكتيك، يقول أبو يوسف: "تأمين منبج لا يحتاج الوصول لأعتاب جرابلس، وأمر سكان العمارنة بالإخلاء، لقد ادعوا سابقا أن القوات العربية هي من سيدخل منبج لكن رأينا القوة العربية تطرد من منبج".

واستعاد الثوار في الشمال السوري عافيتهم، وأعادوا تنظيم وترتيب الصفوف مما مكنهم من السيطرة على مدينة الراعي، وإعداد العدة للمتابعة نحو جرابلس، يقول أبو الفاروق قيادي في نور الدين الزنكي: "وجهتنا الحالية الغندورة ثم جرابلس، وتتوفر الإرادة والإمكانات لذلك" ولا يستبعد مراقبون عسكريون وناشطون تقديم تركيا دعما عسكريا ولوجستيا للثوار، يقول أبو الفاروق: "السيطرة على جرابلس تهم الأتراك بالقدر نفسه الذي تهم الثوار، فالمصلحة مشتركة" وما يرجح ذلك التطورات الميدانية على الأرض، فقد أفاد أبو يوسف: "عن إخلاء داعش للأحياء الشمالية للمدينة، واعتبارها منطقة عسكرية تحسبا لدخول الحر من الشمال ".

وتأخذ معركة جرابلس أهمية تتجاوز الحدود السورية، فتركيا لا ترغب بسيطرة قوات سوريا الديمقراطية على المدينة لأن ذلك يعني اقتراب من وصل عين العرب بعفرين، وبالتالي سيطرة الكرد على الشريط الحدودي كاملا، يقول أبو وليد: "وهذا يشكل تهديدا للأمن القومي التركي، وقد هدد أردوغان صراحة بالتدخل "ولا يستبعد مراقبون تدخلا تركيا مباشرا في حال أقدمت القوات الديمقراطية على السيطرة على جرابلس، وإمكانية ذلك واضحة من خلال قصف تركيا مؤخرا قوات سوريا الديمقراطية وداعش معا، يقول مراقبون:" تمتلك تركيا مبررات التدخل، فأمريكا لم تف بوعدها بانسحاب الكرد من منبج، والتفاهمات الأخيرة مع روسيا رفعت الحرج عن تركيا "وربما يوافق النظام السوري على ذلك عقب الاشتباكات الدائرة في الحسكة.

وتشير المعلومات إلى وجود قوات للثوار تتجهز للدخول إلى جرابلس بغية السيطرة عليها.

ويعتبر الثوار من جانب آخر معركة جرابلس مصيرية لسورية ومستقبلها لا للثورة وحسب، يقول أبو الفاروق: "ستحرق معركة جرابلس المشروع الانفصالي الكردي الهادف لتقسيم سورية وفق أسس عرقية وطائفية".

ويتفوق الثوار على الكرد هنا بالحاضنة الشعبية فهذه المناطق خليط من العرب والتركمان وأقلية قليلة جدا لا تتجاوز 7٪ من الكرد، وهذا يجعل سيطرة قوات سوريا الديمقراطية لو تمت صعبة خلافا لسيطرة الثوار عليها.

وستكشف الأيام القليلة القوة السباقة للسيطرة على جرابلس، سيطرة لا تهدف لطرد داعش بمقدار هدفها تحقيق مشروعين مختلفين