أخبار الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة (ألفة الجامي)

قال المحامي جلال الحمد مدير مرصد العدالة من أجل الحرية بديرالزور أن أول انتهاك ارتكبه داعش ضد الاطفال في المناطق التي يحتلها ومنها دير الزور هو فرض نظام تعليمي خاص به والغاء كل ما يتعلق بالمناهج الدراسية المتبعة. 

وأكد في لقاء له في برنامج أكثر من عنوان، أن داعش منع المعلمين من أداء واجبهم التعليمي وأخضعهم جميعا الى دورات شرعية ، كما غير في مناهج التعليم بهدف زرع مبادئ وأفكار وتعاليم التنظيم في عقول الأطفال، وهو ما دفع العائلات إلى رفض إرسال أبنائهم إلى مدارس داعش.

تحت احتلال داعش.. أهالي دير الزور يلجؤون الى مدارس سرية

يشار إلى أن التعليم بعد التخلص من المقاتلين المناوئين كان الهاجس الأكبر لدى داعش حيث أُخضِع العاملون في قطاع التربية لدرواتٍ شرعية. كانت الدورات مُهينة بشكل كبير حسب وصفِ من خضعوا لها. كان محتوى المناهج يُظهر بشكلٍ واضحٍ التخطيط الاستراتيجي لداعش في أدلجة طلبة المدارس وتعويدهم منذ نعومة أظافرهم على صور الأسلحة والسيوف. انظر الصورة ١ وهي عينة من كتاب الحساب للصف الثاني الابتدائي من منهاج داعش التقطت من أحد مدارس البوكمال قرب الحدود السورية العراقية. من الواضح أن داعش كان يسعى لتحويل المدارس إلى مراكز تجنيد لتكون المدرسة جزءاً من آلة رفده بالمقاتلين مستقبلاً.

مستوى التعليم المقدم كان سيئاً جداً لسببين. الأول اعتماد داعش على الولاءات لا على الكفاءات في كافة مفاصل هيكليته الإدارية والعسكرية. من المفيد الإشارة هنا لسقطة تظهر رداءة مستوى تعليم داعش بطلها المكتب الإعلامي لـ "ولاية دمشق" الذي سجل مؤخراً هدفاً في مرماه عندما نشر تقريراً مصوراً يعرض جولة داخل مدارس مدينة الحجر الأسود في الثاني من تشرين الأول 2015 حين كانت تتواجد داعش في الحجر الأسود جنوب العاصمة دمشق.

داعش يراقب التحويلات المالية بدير الزور بحثاً عن إعلاميين

كُتب على يسار السبورة فيما يبدو أنه درس لغة عربية "كتب: فعل مضارع لأنه يقبل السين وسوف" في حين أن المضارع هو يكتب وليس كتب. (انظر الصورة ٢). والسبب الثاني الذي منع من الاستمرار في العملية التعليمية يُعزى للتكلفة المرتفعة لتشغيل المدارس التي لم يكن بمقدور التنظيم تحمل أعبائها فيما بعد. فعلى سبيل المثال حين وصلت الكتب المذكورة أعلاه بعد نحو 4 أشهر من بداية العام الدراسي بعد طباعتها في الموصل العراقية لم تُوزّع مجانا كما روّج لها مناصرو داعش حينها، بل بيعت بسعر 2000 ليرة سورية للمنهج الواحد بحجة أن المبلغ لتسديد تكاليف النقل من الموصل إلى "ولاية الخير" كما يحلو لداعش تسمية محافظة دير الزور.